الفصل الثامن والخمسون : عودة رفيق قديم

16 1 8
                                    

في لحظاتي الأخيرة مر شريط حياتي بأكمله أمام عيني.

تذكرت كل ما نسيته من اضطهاد وألم ومعاناة مررت بها أثناء طفولتي ؛ وكان هذا ما جعلني أدرك كم أنا شخص ملعون ، لم أكن شخصا مباركا بل كنت ملعونا طوال حياتي.

الموت كان لا يفارق ظهري طوال حياتي ولكني لم أدرك ذلك ، فبدأ الموت بتدمير كل شيء حولي حتى يحين لحظتي.

ولكن على الرغم من كل ذلك.... أنا لم أكن أريد الموت.

لقد كنت خائفا ، خائفا للغاية ، لقد كان الموت مؤلما ومخيفا ، لطالما عاملت الموت كأنه أضحوكة لأنني كنت دائماً أفلت من قبضته بطريقة أو بأخرى.

ولكن هنا وأنا أعيش تجربة الموت الحقيقية ، فقد كانت أكثر رعبا مما توقعتها بأضعاف.

لازلت أرغب في البقاء على قيد الحياة ، لازلت أريد رؤية ارثر وقضاء الوقت معه ، لازال هناك الكثير من الأمور التي أرغب بها.

بعد أن رماني حاكم البعد بداخل البوابة التي صنعها وانا احتضر ، مباشرة تم قذفي داخل عالم آخر.

كنت مستلقيا على الأرض ودمائي لونت الأرض بلونها.

كانت السماء فوقي لونها أحمر قاتم كبحر من الدماء ، كان المشهد مطابقا لمشهد السماء أثناء الكارثة.

كما أن الهواء كان محملا برائحة دماء قوية ، لقد كانت أرضا قاحلة تماما ممتلئة بهياكل عظمية.

لم يكن هذا المكان غريبا علي ، فقد رأيته من قبل.... لقد ظهر هذا المكان في أحلامي ذات مرة.... كما لو كنت قد مررت بهذا الموقف من قبل ، ولكن ها أنا الآن أمر بذلك الموقف لاول مرة في حياتي بعد فترة من ذلك الحلم.

كان الضوء يختفي من عيني ببطء وكنت ألفظ أنفاسي الأخيرة ، ولكن قبل أن أموت من جروحي ، فجأة انبعثت هالة فالأرجاء.

وفي هذه اللحظة ، كان هناك مجموعة من الكلاب الجحيمية تقترب مني ، وعلى الفور هاجموا جسدي المدمر وبدأوا بأكلي وتمزيقي وانا على قيد الحياة.

من شدة الألم كنت أتمنى أن أموت الآن ، لقد كنت أرغب بأن ينتهي كل هذا فقد تجرعت من الألم ما يكفيني.

وعميقا داخل عقلي كانت تتردد جملة واحدة.

'إن أتاحت لي فرصة أخرى ، سأجعلك تذوق العذاب أضعاف مضاعفة ، سأجعلكم جميعا تتجرعون هذا الألم !!'

ومباشرة أصبح المشهد الذي أمامي ظلام ليس له نهاية ، وفي نفس الوقت ظهر صوت من العدم.

Beyond the worldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن