الفصل الخامس عشر
واقفة أمام البناية المجاورة ترمقها بحيرة
هل حقا هو بالداخل أم أنه يمازحها؟!
ولكن كيف علم عنوانها من الأساس؟!
زفرت بخفوت وهي تقرّر الدخول بعدما علمت
مسبقا أن هدير زوجة محمد الزيادي بالداخل
مع زوجها وسرمد لذا رفضت عرض كريمة أن
تذهب معها شمس وفضّلت الذهاب بمفردها
فلم تعد تلك المراهقة التي كانت ترتجف
بارتباك وتوتر حالما تسمع صوته..
حسنا, مازالت ترتجف ولكن شوقا وعشقا له
وربما هذا أكثر بؤسا!
التقطت أنفاسها وصعدت للطابق الثاني من
البناية المجاورة لمنزلها والمهجورة منذ انتقلت
للمدينة هنا بسبب وفاة مالك المنزل وزوجته
منذ سنوات وتفرّقت السُبل بأولادهما كما هي
العادة حتى أنها سمعت أنهم عرضوا المنزل
للبيع إلا أنها لم تسمع أن أحدا قد اشتراه.
وبالطابق الأول وجدت الباب مفتوحا فطرقته
ليصلها صوت سرمد:"تعالي إشراقة, نحن
بالداخل"
رفعت حاجبيها بدهشة وهي تتساءل كيف
تعرّف عليها دون أن تنطق بكلمة؟!
أما بالداخل ابتسم محمد وهو ينظر لملامح
سرمد التي أشرقت ببهجة لم يرها على رفيقه
إلا بوجود إشراقة فغمز لزوجته أن تستقبل
إشراقة المرتبكة بكل تأكيد وهي لم تنتظر
إشارته حتى فمنذ سمعت الطرق الرقيق
علمت أنها إشراقة لاريب لذا نهضت وهي
تشجّعها للدخول بعد جملة سرمد:
"إشراقة, وأخيرا رأيتكِ يا مختفية"
ابتسمت إشراقة بخجل وهي تجيبها:
"تعلمين أنني أفضّل الجلوس بالمنزل وأخبرتكِ
أن تأتي لم توافقي"
ضمّتها هدير بحب وهي تقول بمرح:"هل تريديني
أن أزوركِ بأحمد وهنا؟ يبدو أنكِ تريدين لعمي
مصطفى أن يطردنا ويطردكِ معنا"
أنت تقرأ
رواية إشراقة النيروز بقلمي ياسمين فوزي المعروفة ب (حنين أحمد)
Romanceرواية رومانسية بنكهة كوميدية مطعّمة ببعض الدراما عندما يحل الظلام على القلب ويخفق بألم بدلا من الحب.. فيبزغ الأمل من أعماق الألم وتلتقي العيون برسالة مفادها: غدا ستشرق الشمس ويحل الربيع