السابع من أكتوبر لعام ألفين وثلاث وعشرون، في هذا التاريخ المجيد انتفضت المقاومة الفلسطينية من جديد بعد خمودها لأكثر من ست أو سبع سنوات، وأحيت الأمل في نفوس كثيرٍ من المسلمين لاستعادتها، وقهرت العدو الظالم الذي اغتصب أرضها ومقدساتها الدينية منذ عقود، قهرته بمجاهديها الأشداء كالأسود في ساحات المعارك، المتحابون فيما بينهم، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، قال اللّٰه تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ﴾ [الفتح: ٢٩].إلا أن العدو الظالم عندما لم يتمكن منها ومن مجاهديها، أخذ يهاجم الشعب الفلسطيني، يضرب البيوت، والمستشفيات، والمدارس، ويقتل الضعفاء من الرجال، والنساء، والأطفال، حتى أنه قتل الأطباء كي لا يعالجوا الجرحى، وماذا فعلت الشعوب الإسلامية وحكامها؟
فأما الشعوب فأخذوا يلقون باللوم على المقاومة الفلسطينية بشأن ما حدث للشعب الفلسطيني، ويقولون أنه إن لم تنتفض المقاومة ما كان هذا ليحدث للشعب الفلسطيني، ويقولون أنهم لو قبلوا التعايش مع اليهود بشكلٍ مسالم؛ ما سمعنا عن الظلم الذي يحدث لهم وعن المجازر التي تحدث في أرضهم.
وأما الحكام فأخذوا يبحثون عن حلولٍ للسلام، ويقدمون وعودًا لن يفوا بها، وهم يرون أن الشعب الفلسطيني كان بإمكانه حل مشكلاته مع اليهود سلميًا دون أي داعي للانتفاضة.
والحقيقة أن أيًّا من هذا الكلام ما كان ليحدث، لأنه إن لم تنتفض المقاومة الفلسطينية لكان الشعب الفلسطيني ما زال يتعرض للظلم والقتل، فاليهود يسعون لإقامة دولةٍ ليس بها المسلمون، وعاجلًا أم آجلًا كانوا سيقومون بهذه المجازر ليبيدوا المسلمون من دولتهم سواءًا انتفضت المقاومة أم لا، وقد أعلنوا صراحةً عن مشروع إسرائيل الكبرى الذي يشمل فلسطين بكاملها ويشمل عددًا من الدول العربية، ويستند هذا المشروع إلى توراتهم المحرفة حيث يقولون إن الرب قال ليعقوب عليه السلام: «وهبتك إسرائيل ما بين دجلة والنيل».
إن لم تنتفض المقاومة لكان اليهود سيبيدون المسلمين من فلسطين، وبعدها سيأتي الدور على الدول المحيطة ليحتلوها ويفعلوا بها كما فعلوا بفلسطين، فمخططهم إقامة دولة يهودية حدودها بين دجلة والنيل، وإبادة المسلمون كي تستسمر دولتهم، ولعداوتهم الشديدة لهم كما قال اللّٰه عز وجل في كتابه: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ﴾ [المائدة: ٨٢]
فأيُّ سلامٍ بعد هذا يمكن أن يحدث؟
لا سلامَ بيننا وبينهم، وإن لم يكن لنا حقٌ في فلسطين لأنهم سكنوها قبل العرب كما يزعمون، فإنها أرضٌ إسلامية فتحها المسلمون قبل أكثر من ألفٍ وأربعمائةِ عامٍ في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ونحن بصفتنا مسلمون لنا حقٌ فيها أقوى من حقهم المزعوم، ولن نتنازل عن شبرٍ منها لهم ولو كلفنا ذلك سلب أرواحنا.
أنت تقرأ
[عبق فلسطين]
Ficción históricaالسابع من أكتوبر لعام ألفين وثلاث وعشرون، في هذا التاريخ المجيد انتفضت المقاومة الفلسطينية من جديد بعد خمودها لأكثر من ست أو سبع سنوات، وأحيت الأمل في نفوس كثيرٍ من المسلمين لاستعادتها، وقهرت العدو الظالم الذي اغتصب أرضها ومقدساتها الدينية منذ عقود،...