أَبْلَق

8

فتحت عيناي المنهكه اثر بكائها الطويل ليلة امس
مددت جسدي على سريري ولم استقم
بل بقيت مُستلقياً فما الفائدة من نهوضي والعيش؟
ذهب مينهو
ذهب ذاك الصديق والحبيب (بمعنى مجازي تونا على الحب)
وتركني وحدي اعيش مراره الايام وقسوتها
بفراقه لم استلذ نومي ولا صحوتي
وهل للفراق دواء؟
دائي بعده ودوائي قربه مني
فلما ذهب وتركني وحدي؟
بحثت عن هاتفي رغبةً بتفقده واطمئن فيلكس على حالي
فأضن انه يومي الثالث بعدم فتحه
الافكار تراكمت داخل رأسي لأعجز عن فعل شيءٍ سوى الغرق بها
كان موضوعاً على المنضده بجانب رأسي وبجانبه ورقه
قلبتها لأجد صورة مينهو التي طلبت اخذها
لا املك له صورةً سواها
امسكتها لتنساب دموعي عليها وتبللها لأنفضها خوفاً عليها من التمزيق
تحسست وجهه بيدي ليزداد بكائي
ومع اني تعهدت نفسي بعدم البكاء ولكني اجد نفسي انتحب بقوة الان
اهتز هاتفي مراراً لأرفعه واجد فيلكس يتصل علي

ليكسي؟
ازداد بكائي فور سماعي لصوته القلق علي

مينهو ذهب
هو ذهب وتركني
مينهو تركني
رددت كلماتي وكأني لازلت لم اصدق ماحدث

اهدئ واخبرني ماحدث وتنفس جيداً
اخبرته ماحدث ولازلت ابكي بقوه

هل انت وحدك الان؟

اجل انا وحدي
اشعر بالخوف والوحده بدونه
كان فيلكس يبكي معي لرؤيتة لوجهي المتعب

لا تفكر بالعوده لوالدك؟

قطعاً لن افعل سيزداد همي همين ان فعلت
بدأنا نتكلم وهو بين كل فينةٍ واخرى يطمئن على حالي ويأكد علي ان آكل وجباتي
ممتنٌ لوجوده حولي

اسبوعين مرت ولازلت على حالي بل ازددت سوءً عند حكم المحكمه بالسجن لمده ثلاثين سنه
لم آكل لمدة ثلاث ايام واليوم فعلت كوني سأذهب لزيارة مينهو
ترددت طوال الاسبوع للسجن الح عليهم برغبتي بمقابلته بدون شباكٍ او حاجز
توسلت وبكيت امام الحراس للسماح لي
نقلوني لمدير السجن لأعود واتوسل ثانيةً وسمح لي لعشر دقائق فقط مع حراسةٍ مشدده وتفتيشٍ دقيق ولم امنع ذلك ابداً

انتهيت من التفتيش ودخلت لغرفةٍ كبيرة داخلها اربع حراس
يتوسطها طاولةٌ صغيره تحمل كُرسيين
وقفت انتظر من تاقت نفسي لرؤيتة واحتضانه
بدأت بالمشي داخل الغرفة متوتراً للحظة لقياه