صدفة رأيتها تحمل وجهاً طفولياً لذيذاً ، تعطي المجندة هويتها الفِلسطينية وعيناها تغوران في حزن عميق تحدق المجندة في وجهها ، تتأملها ، تتأمل محلامحها البائسة ، يحول بينهما زجاج اسود حاقد . تبتسم المجندة من حقدها تعطيها الهوية وتأذن لها بالدخول ، صدفة كنت تجلسين في المقعد الخلفي من تلك السيارة التي توقفت بجانبنا بينما كنت واختي مريم نهم بالنزول من السيارة التي توقفت في ذات المكان لمحتك مرةً ثانية بطلّتك وحضورك اللافت تعمدت الابطاء في مشيتي والتفت الى الخلف حيث تلاشت المسافة الفارقة ، انكي فتاة جميلة ببشرة بيضاء وعيون بلون القهوة ، انها ذاهبة الى السوق القديم ، ولعل السيدة التي ترافقها امها ، احست مريم بما اجتاحني من سطوة انوثة نافذة وجمال أخاذ ، وتبدت وكأنها لم تشعر بشيء وهي التي تعرف حساسيتي ورهفاتي ، وقبل ان انساب الى باب العامود مفارقاً اختي ابحت لمريم باحساسي ، فهزت رأسها وتفرسّت الفتاة جيداً ، بعد ساعات جائت مريم تبتسم من بعيد وقالت حصلت على حسابها نجحت !