الثَلجْ يُجْلدْ يدَاها بقسَوة ، انامِلها مزْرقَة و بنفْسجية صلبَة لتجمدُ دماء فيهمَا و ظهور تقيحَاتِ صفراءْ جعلتْ من حنجرتها تخرج مرارة تقيؤْ بأحْبال من دماءِ تتخَللهَا ،
أبصَارُهَا محيطِيةَ ، تناظِر الفراغْ الباردْ ، هنَا و هناكِ ، كل ما يغطي هذا فراغ ثلوجْ بيضاء ناصعَة تعذب روحهَا ببطء شديدْ ، انفَاس تقذف طيف أبيضْ ، اطرافُها متجمدَة و أن تحركتْ ستنكَسر عظامْ و ستتشققْ عضلاتهَا .
مدَت قبضتَها متجمدَة ، تزيح ثلجَ ، طبقَة جليدِية شفافَة تفْصلهَا عنْ بحْرٍ ، شِهقت بصوت بحْ ، دمُوعهَا الحارقَة التي أصبحت تنسكب على تلك ثلوجُ ملتصقة بمَلامحِهَا ، الموت تشعرْ بأنفاسٓه دافئْة تداعب روحهَا الآنْ
لَا مخرجْ هنا لتنقذَ نفسهَا ، لا تستطيع تحريك ارجلها متعفنة من برد القارصْ ، لا تستطيع الصراخ بحنجرتها متمزقَة ، كلما يمر الوقتْ تشعُر بالثلج يعفنَ جثتها رويدا روَيدا .
رائحِة عفن الذي بدأ يأكل اطرافِها ، شهِيَة للذئابْ التي تقتربْ منهَا ، انيَاب مكشَرة مستعدَة للهجومْ عليها و تمزيقهَا الى أشْلاءْ ،
" لِي لِي .. "
جَفلتْ انظَارهَا الشاردَة ، و لفتْ بأنظَارها الى جُلنارْ تتمسكْ بركْبتهَا ترمُقها بأعينُ ريمْ كُحٍلاءْ ، تَنهدتْ تمَرر انامِلهَا على مَلامحِها ، تبعد الشرودْ منْها ، احاطْت جثمان جلنارْ بذِراعَيها ضمَتها وَ أجْلستهَا على فخَذيهَا بصمْتْ .