العلاج النفسي...

419 13 13
                                    

Verena's POV :

في صباح اليوم التالي، استيقظت على صوت المنبه الذي يعزف أغنية "Partymonster" لــThe Weeknd....

وكأنها نغمة مسنونة في عمق ذاكرتي، تهاجم عقلي وتوقظ ما كنت قد حاولت دفنه في طيات الليل.

لم يكن اختيار هذه الأغنية عشوائيًا، بل كان قرارًا ناتجًا عن غرض معيّن، لأنها كانت تحمل في طياتها الكثير من الذكريات السيئة التي تتراءى لي كلما سمعتها.

كرهت هذه الأغنية ليس فقط لأنها كانت تذكرني بأوقات صعبة، بل لأنني كنت أعرف أنه إذا قمت بتعيينها كمنبه، سيكون عليّ الاستيقاظ فور سماعها لإيقافها....

وهذا بالضبط ما كنت أحتاجه، أن أخرج من حالة الغرق في النوم الذي كنت أستعين به على نسيان مشاعري الممزقة....

كنت أدرك تمامًا أن هذا التحرك القسري لن يساعدني في الهروب من الذكريات، ولكن كان عليّ أن أواجهها في النهاية....

كنت لا أزال في حالة من النعاس، غارقة في دوامة الأفكار التي تتراكم في عقلي، ولا أستطيع الهروب منها.....

نهضت ببطء، وتوجهت إلى غرفة الملابس.

كانت خطواتي ثقيلة، وكأنها تتسابق مع الزمن، فاليوم كان مليئًا بالضغط، والذكريات التي لا تفارقني.

اخترت بنطال جينز أسود ضيق، ثم قميصًا أبيض بسيطًا.

في هذه اللحظات، لم يكن يهمني أن أبدو متأنقة أو جذابة.

كانت أفعالي تلقائية، مرتبكة، مليئة بالملل والتكرار.

ثم ربطت هودي أسود حول كتفيَّ بشكل عشوائي....

شعرت بأنني في حاجة إلى شيء يحجب عيني عن هذا العالم الذي يثقل على صدري....

تركت شعري ينسدل على كتفيَّ بطريقة غير مبالية، وأضأت قليلاً من الماسكارا على رموشي؛ فالتعب كان يغلفني من رأس إلى قدم، ولم يكن لديّ القوة للقيام بأي شيء أكثر.

كانت الأيام تمضي وكأنها سلسلة متواصلة من الألم المخبأ خلف ابتسامات مزيفة....

هبطت إلى الطابق السفلي بسرعة، وأنا أبحث عن هاتفي في حقيبتي، والقلق يضغط على صدري.

وفي تلك اللحظة، وبينما كنت أركض إلى المطبخ، انتبهت إلى صورة قديمة كانت ملقاة على الأرض....

صورة لي مع والديَّ في مكان ما من الماضي، في تلك الأيام البعيدة التي كانت الحياة فيها أكثر بساطة وأكثر سعادة...

𝐈𝐍 𝐓𝐇𝐄 𝐄𝐘𝐄𝐒 𝐎𝐅 𝐍𝐀𝐓𝐇𝐀𝐍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن