أبي لم تعد ذلك الشاب الذي يحملني فوق كتفيه
أبي لست تمزح معي كقبل و تلاعبني
أبي أصبح مزاجك معكرا بسبب مشاغل الحياة
أبي اليوم بينما كنت نائما
نظرت اليك و تأملتك يا قرة عيني
كما لم أفعل من قبل
و كأنني أراك لأول مرة بعد فراق طويل
و كأنني أسعى لحفظ ملامح وجهك الحبيب
لقد نبت الشيب في شعرك الأسود الحالك يا أبي
لقد تقوص ضهرك و بانت التجاعيد في جبينك يا أبي
لقد بانت آثار الزمن في ملامح وجهك يا أبيهل كان الزمان قاسيا ؟
هل كان لك عمر متعب ؟
هل تمنيت في يوم من الأيام أن ترجع لسنوات الشباب ؟
أحبك يا أبي بقدر ما أحببتني و ربما أقل ، ليس من العدل أن أقارن حبي و حبك ، فأنت الذي أحببتني بكل المعايير و رغم كل الظروف ...
أنا نطفة منك ، أنا قطعة منك ، أنا نسخة منك .
نسخة أنوثية و هوجاء ، نسخة رأت الدنيا بعينيك فأحبتها .
أنا ابنتك ، لم تخبرني يوما أنك فخور بي بكلكات منمقة
و لكٍن أخبرتني أنك راضٍ عني و هذا في نظري أكثر من كافٍ يا أبي .رأيت في عينيك الفخر عندما نجحت و تفوقت .
يسعدني كيف تتحدث عني و كأنني لست مجرد ابنة أنا ثمرة ، و كأنني لست فقط فتاة عادية ، في نظرك أنا مميزة ، أنا متميزة ، أنا ابنة مثالية .في ذلك اليوم عندما أخبرتك أننا نحتاجك لمهمة ضرورية في البيت و قلت أنك مشغول ، لم أستطع الإنتظار.
هذه أنا و هذه طبيعتي ، الإنتظار في قاموسي عبارة عن مرار ، ذهبت بحماس لسطح بيتنا و فعلت ما يفعله الرجال ، كان مهمة صبعة بحق و شعرت ببعض القوة لأنني أتممتها ، ربما لم أكن مثالية في العمل و لكن عندما عُدت في المساء يا أبي و كنت على وشك الصعود لسطح ، أخبرتك أن المهمة قد تمت بالفعل ، ضحكت حينها و سألتني في دهشة " هل أنت من قمتي بها " ، جاوبتك و كل فخر و عزيمة " نعم و الله أنا فعلتها " ضحكت مرة و أخرى و غمرت السعادة ملامحك و نظرت لي بفخر ، لم تقل أنك فخور و لكنك نظرت لي بفخر .
هل تمنيت يومها أنني شاب لأتمم كل المهمات ؟
أم أن ضحكاتك تلك كانت بسبب الفخر أم أن هنالك سبي آخر لا أتذكر.لا يهم يا أبي ما يهم أنني أحبك و أتمنى أن أبعد عنك كل ما يقلقك و يكدر خاطرك. من فضلك يا أبي شاركني همومك ، و استند علي ، فأنا ابتك القوية ، قوية كالضحر في وجودك و هشة كالفتات في غيابك ♡
زينة
