الـفَـصـل الأوَل || سِـيـدنِـي

14 2 0
                                    


«Mirabel»

أنزَلت حقِيبة أدوَاتي مِن شَاحنة النَقل بحذَر، لأصعَد الدرَج نحُو الطَابق الثامِن..الأخِير كَون المصعَد مشغُول بالفِعل بأشيَائي الأخرىٰ، دخَلت شقتِي الجدِيدة الممتلئَة بالرجَال شديدِي البنيَة، يرتبُون الأثَاث علىٰ الأَرض والجوَانِب والزوايَا.

غرفتَان ومطَبخ وحمامَان وغرفَة معيشَه مفتوحَه علىٰ جمِيع الأبوَاب تتوسَط الشقَة، وشرفَة رائعَة تطِل علىٰ المحِيط الهادِئ، مكَان مثالِي جدًا لِي!.

إلتفَت نحُو البَاب بَعد أَن وضَع الرجَال آخِر الصنادِيق قريبًا مِن المطبَخ،  ليتقدَم المشرِف بينمَا يعدِل قبعتَه وابتسامَه واسعَه تظهِر لطفَه.

"إنتهينَا إلىٰ هنَا آنسه أليغيرَا، لقَد إستلَمت صبَاح اليُوم الدفعَة الثانِية مِن المبلَغ لذَا شكرًا لكِ لإختيارنَا فِي مساعدتِك!"

اومَأت لَه بإمتنَان.

"شكرًا لكُم لمساعدتِي، كَان العمَل بيننَا سلسلًا بشكلٍ مرضٍ جدًا!"

"إتصلِي بنَا حِين تحتاجيننَا، سنكُون دائمًا فِي الخدمَة...وأرسلِي سلامِي لجدتكِ، كَانت تتصِل للإطمئنَان علىٰ أمُور النَقل أكثَر منِي حتىٰ!"

تبادلنَا الضحكَات قليلًا ثُم صافحنَا بعضنَا ليودعنِي مغادرًا، بالتأكِيد ستتصِل جدتِي!، إهتمامهَا المبالَغ بِه يجعلنِي أضحَك حقًا، لكننِي لَا أقدِر أن أكُون أكثَر إمتنانًا لهَا.

خرَجت للشرفَة بَعد أَن أغلَقت بَاب الشَقة لأسحَب نفسًا عميقًا أستنشِق أكبَر قَدر مِن الأكسُجين برائحَة المحِيط.

"سيدنِي المنعشَة!"

إنتقَلت لِـ ولايَة نيُو سَاوث وِيلز تحديدًا مدينَة سيدنِي، تَم قبولِي فِي معهَد <TAFE NSW> لفنُون الطهِي والضيافَة، لتحقِيق حُلم طفولتِي الأبدِي..

"نعَم جدتِي، لَقد وصلَت أغراضِي كلهَا لا تقلقِي، سأبدَأ تنظيمهَا كلهَا الآن لاعليكِ لَن أتركهَا تتعفَن فِي غَير أماكنهَا!.."

قُلت ساخرَه لظنهَا بأنِني لازِلت تِلك الطفلَة المشاكسَة التِي تلقِي أشيائهَا وتنسىٰ أماكنهَا، رفَعت صندوقًا علىٰ طاولَة المطبَخ بينمَا أستمِع لنصائِح جدتِي حُول كُل شَيئ.

"سأستكشِف المدينَة غدًا بَعد أن أستقِر الليلَة...وأيضًا جدتِي، السَيد برَاون يُرسل سلامَة لكِ"

سمِعتها تضحِك قبَل أن تودعنِي وأغلِق الهاتِف، وضعتُه فِي جيبِي الخلفِي لبنطالِي لأعِيد تركيزِي علىٰ ترتِيب منزلِي الجدِيد، وزَعت الأثَاث بالطريقَة التِي تناسبنِي، رتَبت ملابسِي فِي خزانتِي ورتَبت المطبَخ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐔𝐩𝐬𝐢𝐝𝐞 𝐝𝐨𝐰𝐧 || رَأسًـا عَـلـىٰ عَـقِـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن