"Part one"
بعضُ الأخطاء... هل يُمكن غُفرانُها؟ مع سُرعة الأيام، وتَوالي السنوات، أم أنّ الذنبَ سيبقىٰ ذنباً ولن ينسىٰ القلبُ ولن يلينْ؟..
كنتُ واقفاً أمام باب منزلي، في ظُلمةِ تِلك الليلة، قابضاً يديَ وراء ظهري استمِعُ لأخي الصغير "ياماش" البيبي لطالما كان عنيداً ويفعل مابرأسه ويُقنعني بكلامه بِطريقةٍ ما..
"آبي اقول لك كاد ينهي حياته أمام عيني، لو لم آخذ سلاحهُ وأسحبهُ من يدهِ لكان الآن ميت، لكان بقيَ إدريس دون أبٍ هل تُدرِك هذا؟؟" "أجل أُدرِك ياماش أفندي، الآن تذهب وتأخذهُ وتغرُب عن وجهي، وايضاً ليس لإدريس الصغير أبٌّ عندي" ياماش بسخرية "حقااا ياا؟ وماذا ستقول للطفل عندما تدخل الآن ما إن يسألك عن والدهِ ياعمهُ؟" إقترب جومالي بهدوء هامساً في اذنه "أقول لهُ والدك توفي ودفع ثمن اخطائهِ، أليس افضل من أن اقتلهُ الآن برأيك؟ ذاتاً أُمسِك نفسي عنهُ بصعوبة." ابتعد ياماش بخطواتهِ مصدوماً من اخيهِ الكبير، أوَيعقل انهُ هو نفسهُ صاحب القلب الكبير الذي يسامح اخطاء اخوتهِ؟ هل هو نفسه ذلك الحنون اللذي اعتنىٰ بأخوته وكأنه والدهم؟ هزّ رأسه نافياً ليقل بهدوء "انتَ لست بوعيك، كلا لست بوعيك،Sen benim tanıdığım Gumali Abe değilsin، لست جومالي آبي الذي أعرفهُ" صمَت جومالي ولم يرد ليُكمل ياماش وعيناهُ تلمع "ألم يوصيك أبي علىٰ إخوتك؟ أوَليس أخيك؟ مهما حصل ومهما اخطأ سيبقىٰ أخيك، من واجبك حمايتهُ" فعل الآخر حركة فمهِ المعتادة، حاول تمالك اعصابهِ قدر الإمكان ليضع يديه علىٰ كتفي ياماش ويقل "باك بيبي.. انظر ياطفل انت أخي علىٰ عيني ورأسي احميكَ وأعتني بك، ولكن ذلك ال* فارتولو لم ولن يُصبح أخي ابداً، وليس من واجبي حمايتهُ بعد الآن ليكن بعلمك" أنهىٰ كلامه ونظر داخل عيني اخيهِ واردف مجدداً بهدوء وحقد أكبر "ولأذكرك ايضاً ياماش بَي، الذي تقول عنهُ ابن أبي قد قتل أخي كهرمان بالسابق، أوَ تضُن أنني نسيت؟، كلا لم انسىٰ، ذلك ال* لم يكتفي بقتل اخي كهرمان بل وجلب لنا * مثله تمامًا، قد افسَد حفرة ابينا هو وعمهُ ذاك" اكمل كلامهُ رافعًا صوتهُ "بسببه ماتت كاراجا امانة أخينا ياهذاا، العميي امانة والدناا مات بالأمس بسببه، جيلاسوون ياهذا ذلك الرجل مات ايضًا بسببه لم يكفي أنهُ قتل والده في السابق، انتَ تضُن انني لا أعلم، بلىٰ أعلم وأعلم جيداً جداً، ميدات ذاك ايضاً كان قد أطلق على اخينا سليم في الماضي، أطلق علىٰ أُمنا وأُصيبت بشلل أيضًا" تنهد محاولاً تماسك اعصابهِ.. ليُكمل بهدوء "ألم يكفي يا ياماش؟ ألم يكفي ماجلبهُ ابن أبيك من المصائب علىٰ رأسنا؟، لن يكتفي حتىٰ يقلب حفرتنا مستنقع للأوغاد أمثاله.. لن يكتفي حتى يقتلنا جميعاً بسبب تهوره ذاك" أبعَد ياماش ايدي اخيه عنه بهدوء ليقل "منذ متى وانتَ اعتبرته اخيك لكي لا تعتبره الآن ذاتاً؟ متىٰ اصلاً اصبحت اخيهِ لكي لا تُصبح الآن؟؟ دائماً توبخه وتغضب منه، تصرخ عليه، تُذَكرهُ بأخطائهِ وكأنك لا تُخطئ ابدًا..ياجومالي كوشوفالي" قال جُملته الاخيره بغضب وأكمَل وجومالي صامت فقط ينظر إليهِ "حسنًا، تمام لا تُدخله منزلك، لا تعتبرهُ أخيك، ولكن بالنسبه لي هو اخي وإبن أبي وسأبقى معه شئت أم أبَيت آبي" ليدير وجهه ناوياً الذهاب، ليتوقف قليلاً ويقل قبل أن يُغادر وهو معطياً ظهره لجومالي "وايضاً.. انسَ فارتولو آبي، انسه لأنهُ قد مات.. لقد أصبح من الماضي، الآن الذي بالخارج ليس احدًا سِوى صالح اخينا فقط، اخيك الذي لم تستطع حمايته في الماضي مِن أللذين آذوه والآن لاتستطيع حمايته مِن نفسهِ ايضًا..لو كان أخي كهرمان حي هُنا معنا كان سامحهُ منذ مدة، لكان قوَم اخطائهُ وصححها بصفتهِ اخيهِ الأكبر، ليس مثلك انتَ" ليغادر تاركاً جومالي بصدمتهِ وهو يُفكر بكلماته تِلك.. عاد لسيارتهِ ليدخل وسطَ نظَرَات الذي بجانبهِ، ذلك التائِه.. كانت ملابسه ممتلئة بالتراب بعد شجارهِ مع ياماش، شعرهُ مبعثر، هالات سوداء تحت عينيه كسواد حظهِ وحياتهِ، بالكاد كان واعياً ويفتح عينيه، نطق بصوت مُتعب مُناديًا اخيه ليتنهد ياماش ويقل "نيه صالح، ماذا ياصالح؟" "هيا لأفدي عيناك، دعني اذهب في طريقي" أزاح ياماش وجههُ عن عجلة القيادة ونَظر لصالح رافعاً سبابته "براكما، لا أتركك وانتَ تعلم ذلك، لذا أخرج هذا من عقلك صالح" يئِسَ الآخر من عناد أخيهِ يعلم أن ياماش إن وضع شيئاً برأسه يتمسك بهِ ولايُفلِتهُ فـ صمت ولم يُجادل مرة أخرىٰ ليقل ياماش "حسناً دعني أفكر لعلّي أجد حلاً ما، يااو بابامناولو لا أستطيح تركك تذهب بمفردك والى أين ايضًا؟ تُريد أخذ إنتقامك لوحدك ونحنُ ماذا؟؟ أوَلسنا إخوتك صالح؟.. نحنُ إخوة يجب أنْ نتماسك ونُسنِد بعضنا كي لا تنهدم العائلة، صدِقني انا لن أتحمل خسارة أحدٍ آخر منكم.. خصوصًا أنتَ بالذات.. " أنهى جملتهُ ورفع نظَرَهُ نحو صالح ومسَح وجنتهُ وقال مُبتسِمًا "أنتَ قطعة من روحي ياهذا.. أنت من قلتَ هذهِ الجُملة لي..
وأنت من وقَفت معي في أصعَبِ أوقاتي، وانا الآن سوف أسعى جاهدًا لكي أُعيدك إلى صوابِك وهذا وعدٌ مني يا إبن أبي" بلع الآخر ريقه وأومئ برأسهِ وكبَت دموعهُ بداخلهِ بعد كلام ياماش اللذي لم يتوقع أن يتعلق بهِ هكذا ولا يُريد خسارته... عند جومالي الذي لازال واقفاً ينظر للأرض بشرود ويديهِ في جيبه يُحادث نفسه...
-لم اتوقع كلاماً كهذا من ياماش، كان دائماً مايُدافع عن ابن ابيه وكنت انظر إليه كيف استطاع شخص مثل فارتولو ان يكون اخاً اكبر لياماش؟، كيف استطاع ان يعتني بأخي اكثر مني.. كيف وصل لداخلهِ، وكيف تعلق بهِ ياماش أشدَ التعلق، وليس فقط ياماش بل وحتىٰ اكين.. وجيلاسون وكاراجا المرحومان، حتىٰ أخي سليم كنت أرىٰ تعلقهُ الشديد بصالح، استغربت دائمًا كيف حصَل هذا وهو قاتل كهرمان، هو من حرِمنا من أخينا، هو من اخطأ وليس هُناك شكٌ بهذا، والحال أن الجميع تقبلوهُ وكانوا يرونه صالح، إلا انا لم اتقبله واراه فارتولو قاتل اخي لا أكثر من ذلك، هل الخطأ مني أم منه؟..أم أن كلانا اخطأنا؟... أم لأنني لا أملك غير الأسود والابيض في حياتي، كان هو فقط ذلك اللون المُميز الرمادي اللذي لم اعرفهُ، أهوَ عدوٌ لي أم أنهُ أخي؟... شردت كثيراً أُفكر حول كلمات ياماش، لأسمع صوتاً قطع شرودي.. وكأنه جاء وانتشلني من أعماق افكاري إلىٰ أوسعِ طريقي، شممتُ تِلك الرائحه التي يُحبها قلبي، كان دائماً مايضعها.. تِلك الرائحه انا اتذكرها.. وهذا الصوت.. اعرفهُ جيداً... هل هو حقيقي ام أنني اتخيل؟.. ومجدداً نطق ذلك الصوت الحَسن "جومالي آبي" رفعت رأسي للذي أمامي لأراه حقاً، أهوَ حقيقي ام أنني اتخيله أمامي.. توسعت عيناي وتجَمع الدمع علىٰ جفونها، نطقت بصوت فيهِ الرجفة.. ودون وعي مني "ك كهرمان، كارديش" رد عليّ خيال كهرمان والإبتسامه علىٰ مُحياهْ "جومالي آبي، كيف حالك آبي" وبسرعةٍ رددتُ عليهِ بعتابٍ وحُزن "وكيف يكون حالي يا روح اخيك؟ كيف يكون حالي وانتَ لست بجانبي، كهرمان كارديشم لمَ رحلت عني ها؟.. هل أعجبك ان تبقىٰ حيثُ أنتَ وتركتني هنا في هذهِ الدنيا أصارع وحدي؟" رد كهرمان بإبتسامة خفيفة "ماذا أفعل يا أخي هذا هو قدَري وكان قد حان وانتهىٰ الأمر"
-كنت أعلم.. كنت أعلم بأنه غير حقيقي فقط يُخّيل لي ذلك، ولكنني بقيت اتأمله...أُشبع عيني من النَظَر إلى أخي الراحل الذي كان يُشبهني حقاً، بصفاتهِ وطبعهِ، حنانهِ، وغضبهِ، و وسطَ تأمُلي وجههُ نطق مجدداً قائلًا بهدوء "جومالي آبي" قلت ولم تحتمل دموعي اكثر فتساقطت "نعم ياروح اخيك، قُل" "آبي أوَ لم تُسامح صالح؟" كان جواب سؤالهِ مؤكد لدىٰ جومالي، بالطبع سيكون لا فـ هو بالكاد يُمسك نفسهُ عن سفك دماء صالح "كلا كارديش لم ولن أُسامحهُ ابدًا، اساسًا أبقيتُهُ حياً فقط احتراماً لروح أبينا ومن أجل اختي سعادات وطفلها وإلا كنتُ قتلتهُ منذ زمن... سامحني لأنني لم آخذ بثأرك كارديشم" "ولكنني عفوتُ عنهُ آبي، ألا يجب ان تعفوَ انتَ ايضاً؟ " "كهرمان كارديش.. ذنبُهُ كبير يا أخي لا يُغتفر، كما أنني لا استطيع ان اراهُ سِوىٰ فارتولو ذلك الحقير الذي حرَمَني منك.. إن كُنتَ انتَ استطعتَ مسامحتهُ فَـ انا لا أستطيع ابداً" اقترب كهرمان منه ليضع يده على كتفه لينتفض جسد الآخر وكأن من يراه حقيقي أمامه.. هو يعلم عِلم اليقينْ بأنه يتوهم وهذا خيال من عقلهِ لا أكثر ولا أقل.. "انتَ تعلم انني خيال من صُنع عقلك أليس كذلك آبي؟" رد جومالي بدموع "أجل ولكن أُحاول إشباع عيني قدر الإمكان من رؤيتك كارديش" ابتسم كهرمان بخفه ليُكمل "تمام اذاً ولكن مع ذلك استمع لي... هل يُمكنني أن أطلب منك شيئاً آبي" "قُل ياروح اخيك اطلب ماتُريد" ليقل كهرمان بهدوء "سامِحهُ آبي، سامِح صالح لأجل أخوّتنا ومحبتِنا.. أعلم انهُ اخطأ كثيرًا وصعبٌ عليك ان تُسامحهُ مِثلما فعل ياماش والآخرون، ولكن حاول أن تفعل ذلك، حاول أن ترى جانِبهُ الطيب.. لقد تأذى كثيرا آبي وهو نادم الآن صدِقني" مسح جومالي دموعه ليقل بهدوء "وماذا سيُفيد ندمُهُ ذاك؟ هل سيُرجِع كاراجا وجيلاسون.. والعمي كلهم ماتوا بسببهِ.. وبسبب عمهِ ذاك" واكمَل وقد اختلت نبرته حين قال "هل سيُعيدك انتَ إلينا كارديش" "أعلم، أعلم أنهُ لن يعيد أيّ أحدٍ منا، فقد حصل ماحصل آبي لايمكننا تغيير شي.. ولكن يمكننا تحسين شيء هل تعلم ماهو؟" "ماهو" "إنهُ رابطة اخوّتنا آبي، أتتذكر لقد أوصاك أبي علينا جميعاً لأنك الأكبر بيننا، قال لك أن تحمينا وتُعلِمنا وتقوّم اخطائنا، ألم تكن تقول قبل قليل أنّ صالح يُخطئ كثيراً ولا يعلم ما الصحيح، هل تعلم لماذا هو هكذا؟" ليقل جومالي بسخرية "طبعاً لأنه ** وك مثل عمهِ تماماً" وضع كهرمان يدهُ على جبينهِ ليضحك على ذكاء اخيهِ والآخر ينظر اليه ويبتسم ليُجيب كهرمان بضحك "يااا جومالي آبي ليس هكذا" وأكمَل بعد أن هدأت ضحكاته "حسناً، انا سأقول لك لماذا يُخطئ هكذا...
لأنه عاش بعيداً عنا ألم تُفكر بهذا آبي..، إنهُ حتى لم يُربى تحت ظِل أبينا، لقد قضى عُمره وهو يرتكب تلك الأخطاء ولا أحد ينصحهُ أو يُعلِمُهُ، انتَ حتى لم تعرف ما مرّ بهِ عندما كان يافعاً.. لقد اخبرني أبي كل شيء.. أخانا قد عانى طوال حياتهِ وايضًا لو كان احدٌ منا عاش ما عاشهُ صالح رُبما لكان قتل عائلتهُ بأكملها وليس فقط اخيهِ" تنهد كهرمان تحت نَظَرات جومالي الذي لازال يُنصِت اليهِ بتركيز تام وأكمل "ما أُريد قولهُ يا أخي العزيز هو أن تذهب الآن وتراهُ...إضربه إن شِئت وحطِم وجهه ايضًا ولكن اعفو عنه آبي.. قوّم اخطائهُ كما كنت تفعل معنا، باك كوزال كارديش..انا اضعُهُ امانة لديك إعتنِ بهِ أرجوك وحاول مسامحتهُ تمام؟" تنهدت بعمق متمعناً بكلام أخي كهرمان لأقل بعد ثوانٍ من الصمت "تمام، تمام فقط لأجلك سأحاول.. سأراهُ وأكسِر رأسَهُ ايضًا" ابتسم كهرمان وتقدم حاضناً جومالي والآخر لازال واقفاً ينعَمُ بهذهِ اللحضة ولا يريد مفارقة هذا الخيال ليهمس كهرمان بأذنه "اعتنِ بنفسك آبي.. واعتنِ بالطفل وصالح ايضًا أُوصيك عليهِ تمام؟.. انا سأذهب الآن أبي وأخي سليم ينتظرانني وداعاً آبي" همستُ في أُذنه قائلاً بصوتٍ مهتز "أوصل سلامي لأبينا وللولد ايضًا" ونزلت دمعة من عيني أسرعت بمسحها وانا أنظر لخيال كهرمان يبتسم لي ويتلاشى أمام عينيّ.. مسحتُ وجهي ورتبت حالي بعد كل مارأيته وسمعتهُ من أعز إخوتي الذي زارني خيالُهُ منذ ثوانٍ.. رفعتُ رأسي للسماء ناظِراً "اللهم بماذا تختبرني يا الله.. إمنحني الصبر".. تقدمت بخطواتي في تلك الليلة كان الجميع نائم فقط نحن الثلاثة... وقف جومالي أمام سيارة ياماش ليرفع رأسهُ من الأرض ليرى ياماش واضعاً يده على وجهه يُفَكِر، حوّل نظَريهِ الى أخيهِ الأسمر الذي كان مغلقاً عينيه يُحاول أن لا يذهب لأحلامه ينتظر اخيهِ ينام كي يستغِل فرصتهُ ويهرب، كان مُنحنيَ الكتفين وكأن من يراهُ يقول: ليُخَفِف أحدُهم عنهُ همومَ دُنياه..، تمّعنت بشكلهِ... شعرهِ المبعثر، هِندامهِ المليئ بالتراب، وجههُ وكم كان متعباً وشاحباً وكأن الدُنيا وقفت بأكملها ضِدهُ، هالاته السوداء التي اخذت جزئاً كبيراً تحت جفنيهِ، هل يُعقل أنهُ فارتولو الذي اعرفهُ؟ كانت مرّتي الأولى التي اراهُ بِها بتلك الحالة، لم اعتاد رؤيتهُ هكذا.. تُرى أين فارتولو الذي اعرفهُ وابتسامته الساخرة تِلك؟ وبينما اتسائل في نفسي أعدتُ نظَري نحوَ ياماش.. ناديتهُ بصوتٍ مسموع "بيبيي ياطفل" أبعَد ياماش يديهِ ليرى اخيهِ أمامهُ، أشار لهُ جومالي بيدهِ كي ينزل مع صالح.. ليقل ياماش "صالح بابامن اولو افتح عينيك لأرى" فتح الآخر عينيه ببطء ليقل بتعب "ها ياماش.. هل قررت تَركي أذهب اخيراً" ليقل ياماش بتذمر "تؤ، كلا ياروحي لن ادَعَكَ تذهب الى أي مكان، فقط جومالي آبي يُنادينا هيا" قال جملتهُ ونزل لينظر صالح امامهُ ليرى جومالي خلف زُجاج السيارة ومن جهة اخرى ينظُر جومالي لهُ ليردف قائلاً بصوتهِ المتجوهرGel bakalım aslan" parçası, تعال لنرى يا قطعة الأسد".. يتمَعن عيونه تِلك التي ذبُلت وكأن بريقها انطفئ كُلياً.. يُركِز في كل حركة يتحركها وهو ينزل مترنحاً وحركاتُهُ ليست ثابتة وكأن الدنيا تدور بهِ متقدماً لجومالي ليلتفت جومالي اليهِ يُقابلهُ وجهاً لوجه، ولكن طوال طريقه لم يرفع مقلتيهِ لأخيه حيائاً منهُ وخجلاً من أخطائهِ، وصَل أمام اخيه ليرفع نظَرهُ بخفه ليُخفضهُ بسرعةٍ.. فعل الآخر حركة فمهِ المعتادة لينظر بعيداً عنهم ليرى طيف كهرمان الذي يبتسم لتلمع عيناهُ، حاوَل السيطرة على نفسهِ والتفت مجدداً لصالح، اقترب منهُ بخفة رافعاً يديه يتلّمس وجههُ وشعرهُ المبعثر... ليحطَ عليه بصفعةٌ على خدهِ.. نظَر اليه لثوانٍ ونظرةُ الغضب تشعُ بعينيه، امّا الآخر فلم يُجادل ولم ينبِس بحرف، وفي داخلهِ يقول أنهُ يستحق ذلك.. لم تمُر ثوانٍ وياماش يُراقب الوضع صامتاً حتى حطّت على خدهِ الآخر صفعةٌ اقوى من سابِقتها.. حاوَل صالح السيطرة على دُوارهِ ورجفة جسدهِ والوقوف ثابتاً أمام غضبِ اخيهِ لكن ..
أين الثبات وهو يقف أمام مجنون الحُفرة الكبير؟.. حائرٌ هو بين الأرض والسماء، يُريد أن يرمي نفسه على أخيهِ يعتذر منهُ عن حماقته ولا يريد في الوقت ذاتهِ كي لا يرى أخيهِ إنهياره ودموعهُ التي ملئتْ جفنيه... لم يتمالك نفسه اكثر من ذلك، اختار الخيار الأول والأسهل وهو أن يرمي بنفسهِ وليحصل مايحصل.يتبع...
أنت تقرأ
Ağabeyinin kırmızı gülü
Romanceسيناريو عن مسلسل الحفرة، تحديدًا يتحدث عن الأخوين جومالي وصالح وكيف ستتحول عداوتهما الى محبة حيث يُتقِن جومالي دور الاخ الأكبر لصالح اخيهِ الصغير اللذي التقى به في طفولته من قبل ولم يتعّرف عليه. ملاحظة: هذه اول محاولة لي لكتابة سيناريو، ارجو ان تعطو...