الإقتباس الرابع:-
يقود سيارته الفارهة يتحكم بالمقود بكف والكف الأخرى يمسك بها هاتفه ويعبث بهِ.. يتطلع نحو الطريق تارة ونحو الهاتف تارة أخرى.. يبحث عن وسيلة للخروج من تلك الحارة الضيقة التي دمرت سيارته العزيزة دون رحمة..
لعن صديقه بسره ولعن نفسه عندما استمع إلى نصيحته وجاء إلى ذاك الميكانيكي المحترف بتلك الحارة.. وها هو بعد أن ذهب إليه وأجرى اتفاقه معه لتصليح سيارة قديمة لهُ ورحل لا يعرف طريق الخروج من تلك الأزقة.. جميعها مُتشابهة وعلى الرُغم من أن بلدته صغيرة لكنهُ أحيانًا يضيع بها..
زفر بضيق عندما يأس من أن يساعده جهاز تحديد المواقع " Gps " في الخروج من هنا.. القى بالهاتف على المقعد بجانبه ليتدحرج قليلًا ويسقط بأرضية السيارة.. وقبل أن يحاول التقاطه ظهرت اسوأ وسيلة مواصلات صُنِعت في تاريخ البشرية " التوك توك " ليصطدم بمقدمة السيارة وتتدمر تمامٍ.. وبالطبع لم ينجو الـ " توك توك " من ذلك الاصطدام..
توسعت عيناه بصدمة سرعان ما تحولت إلى غضبٍ عاصف وهو يخرج من سيارته ليطمئن عليها أولًا ثُم يقتُل سائق تلك الكارثة المُسماة " توك توك " ثانيًا..
كان على وشك الأصابة بذبحة صدرية عندما رأى مدى الضرر الذي أصاب سيارته لكن ما كان صادم لهُ بحق هو صياح السائق الأخر هادرًا بشراسة أجفلته:- يا أخي حسبي الله ونعمة الوكيل فيك، دمرت المكنة اللي باكل منها عيش، إيه اللي دخلك بسفينة تايتنك دي حارتنا بس..!
نظر أمامه ليجد شاب قصير القامة.. ضئيل الجسد.. لم يُدقق في ملامحه كثيرًا نظرًا لأختفاء معظمها بداخل " كاب " السويت شيرت الذي يرتديه لكن نبرة صوته القوية العالية جعلته يستشيط غضبًا منهُ.. اقترب منهُ سريعًا وهو يهدر قائلًا بعُنف:- يعني أنا اللي غلطان ومش أنت ياعديم النظر اللي دخلت فيا بالدبانة دي..!
لم يكُن الشاب ينظر نحوه بتلك اللحظة لكن عندما نعت " التوك توك " خاصته بالذبابة التفت لهُ على الفور وعلى ملامحه إمارات الشر ثُم هدر قائلًا بنبرة بطيئة مُخيفة:- إيه.. أنت قولت على فتحي إيه..!
نظر إليه وكأنهُ كائن فضائي لا يستوعب وجوده ببلدته نهائيًا ثُم هتف قائلًا بصدمة:- فتحي مين.. أنت مسمي الكارثة دة فتحي..!
دار شجار بينهما كاد أن يصل إلى التطاول بالأيدي حتى تحدث أخيرًا واحدًا من رجال الحارة والذي تدخل لفض النزاع قائلًا بصوتٍ جهوري:- خلاص يا جماعة ميصحش كدة.. خلاص ياسطا " فلك " حقك عليا أنا.. امسحيها فيا..
توسعت نظرات الأخر بصدمة.. عدم استيعاب.. ثُم هدر قائلًا وهو ينقل نظراته بينها وبين الرجُل بريبة:- " فلك " مين.. مين دي اللي " فلك " .. يعني الواد دة بنت..!!
حينها هدرت هي بشراستها المعهودة عليها قائلة بصوتها العالي القوي وهي تقف أمامه تجابهه بشموخٍ:- إسمي الأسطا " فلك " يا.. يا ابن الــعــفــاريــت....
----------------------------------
#العفاريت
#آية_صبريما تتفاعلوا كدة مع الإقتباس وتقولولي رأيكم إيه فيه، متنسوش تعملوا ڤوت وكومنت وادخلوا ع الاكونت هتلاقوا الرواية اعملوا ليها Save عشان بإذن الله تعرفوا أول حلقة، كدة فاضل اقتباس هينزل، وبعدها نبدأ في روايتنا، يومين وهنزل الشخصيات، قراءة ممتعة ♥✨
أنت تقرأ
" الــعــفــاريــت " آية صبري
Romantikعندما تسقط في بئر أهوائك ثُم تسحبك سوداوية أحقادك تذكر أن بالنهاية لن تجد إلا هلاکک..