الـفـريـسـة والـصـيـاد -١٥-

181 13 9
                                    

متنسوش الڤوت قبل القراءة، قراءة مُمتعة ♥

-١٥-
                          *الـفـريـسـة والـصـيـاد*

ذات يومٍ أهديتُکَ زهرة فأهديتني أنتَ صبارًا.. وكانت أشواكهِ قاتلتي..

بطبيعة الحياة تشرق الشمس صباحٍ بوهجها الجذاب وتغربُ ليلًا لتغرق السماء في ظلامها.. لكن هي تختلف عن هذه الطبيعة الكونية.. لقد أشرقت شمسها البارحة وقبل أن يأتي الليل غربت سريعٍ ليأتي ظلامها أسرع.. لكنها تعرف أنها لن تشرق مُجددًا.. فتحت باب منزلها وهي تشعر أن قلبها على وشك أن يتوقف من شدة الألم الذي تشعر بهِ بتلك اللحظة.. وقعت عيناها على هذا الجمع العائلي لكن الرؤية لديها كانت ضبابية.. لقد استنزفت طاقتها في البُكاء ولا تمتلك القُدرة الأن على التحرك خطوة إضافية.. لذلك تركت نفسها واستسلمت لآلامها.. لكن قبل أن تصل أرضٍ تلقفتها ذراعيّ " زين " ثُم حملها متوجهًا نحو غرفتها.. وأثناء ذلك وصل إليها الصراخ والعويل النسائي لوالدتها وخالتيها وشقيقاتها.. الجميع في حالة هلعٍ وهي تستمع إلى بعض الكلمات الغير مفهومة في تلك اللحظة بالنسبةِ لها.. كل شيءٍ ضبابي من حولها.. وأخر ما استمعت إليه صراخ " زين " بهن ليصمتن ومهاتفته للطبيب.. ثُم صمت كل شيءٍ من حولها وسقطت غارقة في ظلامها...

كانت السيدة " لطيفة " تجلس بجانبها على فراشها تحاوطها بذراعيها بحماية وكأنها تتمنى أن تحميها من شرور هذا العالم القاسي ومن نفسها إن لزم الأمر.. تبكي بقهرة على حال أبنتها وجسدها يرتجف من شدة بُكائها.. لا تعلم ماذا أصابها.. لقد كانت مشرقة هذا الصباح حتى أنها أبتسمت بسعادة للمرة الأولى منذُ فترة طويلة.. إذن ماذا حدث لها..!!

دلف " كريم " إلى الغرفة بصحبة الطبيب والذي بمجرد أن رأى هذا العدد من البشر هتف قائلًا بجدية وهو يستعد لفحص المريضة:- لو سمحتوا أتفضلوا برة كلكم وشخص واحد بس هو اللي يفضل معايا.

هزت السيدة " لطيفة " رأسها بأعتراض قائلة من بين شهقات بُكائها:- لا مش هسيب بنتي، لا.

كانت حالتها لا يُرثى لها.. تهذي بإسم " ليال " وهي ترتجف وتبكي.. أقترب منها " زين " ووالدته يساعداها على النهوض من جانبها ليستطيع الطبيب أن يفحصها.. نهضت معهما بتثاقل ثُم خرجت من الغُرفة وهي تدعوا الله أن يُنجي إبنتها الغالية.. لم يتبقى معها بالغرفة إلا " شهد و روان " وأنتظر الجميع بالخارج..

بعد مرور بعض الوقت مر عليهم كسنواتٍ وليست دقائق.. خرج الطبيب من الغرفة بملامح غير مُبشرة بالخير ثُم هدر قائلًا بعجلة:- للأسف الحالة صعبة دي بداية جلطة ولازم تتنقل المُستشفى بسرعة، أنا هتصل بالإسعاف.

بعد كلمة " جلطة " التي اخترقت مسامعهم ووقعت عليهم كالصاعقة صدحت شهقاتهم المصدومة بينما بدأت " رجوى و بتول " بالبُكاء والسيدة " لطيفة " وشقيقتيها بالنواح والعويل.. حينها هدر " زين " قائلًا بحزم:- مش لسة هنستنى الإسعاف، هننقلها في عربيتي وأنت معايا يا دكتور.

" الــعــفــاريــت " آية صبري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن