08

114 39 11
                                    


لذة السَيطرة ، لذة التحكمْ في نفْس ، لذة طغيان ، تجعلْ من ارواحْ جشعة تنتشي ، ارواح تجري في دمائها حب تَجَبُر و عظمة ، انْهم مهووسين بالتعالي و تبذخ ، بينَما تجلس ميغانْ في كرسي خشبي امَام ماريتا التي ترتشف قهوتها بهدوء ، و تستمتع برؤية ذلك احباط مخيم على ميغان

" اذَا حفيذي جهيدْ قال لك ذلك ، يا الاهي لقد كَبر و اصبحْ ينتقي كلماته جيدا "

ابتسامة واسعَة كفيلَة بإظهار صف أسنانها علوية و بروز نابها الحاد ، انظَارُها الحادة مع لمعة من شرور و ظلامْ و هي تمرر انظارها على ملامح ميغان الذابلة في الفراغْ ، تنهدَت مبتسمة بسخرية تضع قهوتها جانبا ، و ترخي يداها بجوانب مقعدها بتجبر

"ميغانْ .. دعيني اتذكر من اين انتشلناك "

تستطيعْ ميغان الشعُور بإستصغَار لها من نبرتَها ، رفَعت انظَارهَا الحادَة شكل و لاكنهَا ذابلَة ، ذلك ارسلَ رعْشَة في عامودها فقرِي و هي ترتقبْ العجوز ماريتا و بأنظَارها التي ارسلت الشعور بالخوف في اطرافها ، انظارها كانت شرسَة ، كانتْ تروِي الشرور الذي بداخلها ، مقلتاها كأنها تسجن وحش جائعْ على وشك التهامها

" تَذكرتْ .. رضيعَة المتبقيَة ، التي نجت من انفجار بسبب حَرب بين عائلتينْ .. "

لم تفهمْ ، حرْب؟ ، ميغَان زارتْها موجة من الشكْ ، مع موجَة من الخوف في كُل مرَة يتمددٔ الوقت و لا تزال انظارها ثَابتة في انظَار ماريتَا ، الجانب الذي لم يسبق ان تراه في حياتها ، هي فقط ترَى اشنعْ ما تراه الآن و هي مقلتان هذه عجوزٔ

لا تبدُو كعجوز طبيعية فهِي اشبهْ بوحش متعطش بالدماء ، ليست طبيعية ، فهي تستطيع ان تَرى الظلام يحيطها ، تستطيع ان ترى لغة جسدها الثابتَة و انظَارها متجبرَة ، تجبر ميغان ان لا تزيحْ انظَارها من عندها

ميغانْ لا تدرك ان ألتي بأمامها ، نحرتْ الألاف من الاعناق بشرْ ، لا تدركْ ان هذه عجوز امامها كانت يوما امرأة تتلذذ برؤيَة احشاء اعدائها تُدَاسٔ اسفلْ كعبها العالي ، ميغان لا تدركْ ان هذه عجوزْ امامهَا هِي مثَال عنْ وحشية و قسوَة في عالمْ المظلمْ

" ميغَانْ ..اسمُ انا اخترته بنفْسي لك "

نهَضتْ ماريتا من مضجعها مصدَرة صوتْ احتكاك مقعَد في أرضْ ، صوْت مزقْ طبلَة أذنين ميغانْ التي أمسكَتهم بقوةَ تمتنع من سماعْ تلك سمفونِية مزعجَة تنزل انظارهَا مرتعشَة في أرضِية ، فقطْ ما تسمعهْ الصمتٔ

صمتْ دام للحظات و هي تدعي بينْ انفاسهَا منقطعة ان تغادِر هذه مكتبة ، ان لا تنظر الى هذه عجوزْ ،فكلما طال الأمر تشعْر بأن شيء بداخلها يرتفع ، تشعر بالسمْ مريرْ ينتشر بجسدها و يجعلها ترتعشْ ، ذلك السم لا تريده ان يصل الى قلبهَا ، قلبها الذي ينبض بشدَة الآن

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

  . The Book (فِي قَيدْ التَعديلْ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن