الفصل الثاني.

177 25 2
                                    

الفصل الثاني "إليك المأوي" للكاتبة «شهد السيد» 

وضعت كل متعلقاتها بعشوائية وحماس داخل حقيبتها الصغيرة وخرجت تدلف لشرفة المنزل حيث جلست والدتها "صباح" تقوم بقطف أعواد الملوخية بهدوء وأنتبهت لوقوفها قائلة بأبتسامة حنونة:

-"أي الحلاوة دي يابنت صباح.. قمر ياعين أمك ربنا يحفظك".

أبتسمت لكلمات الأطراء التي تسمعها دومًا من والدتها بغرض تعزيز ثقتها بنفسها من وجهة نظرها غافلة عن أنها الحقيقة.. وقالت بحماس:

-"هروح كورس التصميم اللي قولتلك عليه امبارح".

أومأت "صباح" بالموافقة واخرجت من صدرها ورقة مالية من فئة مئتان جنية تعطيها لها قائلة:

-"خلي دي معاكِ عشان لو احتاجتي حاجة.. وخدي تاكسي متركبيش مواصلات عشان محدش يضايقك".

أبتسمت وقبلت والدتها ولوحت لها بالوداع تهبط الدرج بكل رشاقة وحماس.. خرجت من بوابة المنزل ونظرت جانبها للسيداتان الجالستان أمام المنزل المجاور لهما وأبتسمت لهما بلطف كـ تحية لهما..

فـ بادلوها البسمة ملوحين لها بالوداع وفور أن سارت خطوتين أستمعت أحداهن تقول للأخري:

-"بحزن عليها كل ما بشوف حلاوتها دي والله وأفتكر أنها فـ الأخر هتبقي من نصيب هيثم الفاشل اللي مدوق أمه المرار كله ما بالك المسكينة دي هيعمل أيه معاها"

فأجابتها الأخري بأختصار:

-"ربك مبيديش كل حاجة".

زفرت بتمهل وأكملت سيرها فقابلت في طريقها زوجين من الأعين التي تنظر لها مباشرة.. بمجرد تلاقي أعينهم شعرت برجفة معدتها فـ قطعت تواصل أعينهم وأكملت سيرها بينما هو تابعها بأعينه معلقًا بداخله:

-"يادي أم الطرحة المهوية دي.. أثبتهالها بمسمارين وأريح نفسي ولا أعمل ايه ".

تابعها حتي أختفت عن نظرة وعاد لداخل الورشة بعدما أنهي والده جلسته مع أحد التجار وأرتشف 
"صالح" من كوب الشاي الخاص به وتسأل:

-"هو مين اللي هيأجر المحل اللي قدامنا ده ياحج".

أجابه والده ببعض الضيق:

-"نسيب أسامة عبد الوهاب ".

أرتفع حاجبي" سليم " بأستغراب وقال:

-"هند أتخطبت".

صحح والده مقصده بما ألم قلبه وألجم لسانه من الصدمة:

-"لأ دي وصال.. مخطوبة لواحد أسمه هيثم بعد ما أنتَ روحت القاهرة بكام شهر".

ترك كوب الشاي وتعلقت أعينه على المحل المفتوح أمامه يبصر شاب فارع الطول ذو جسد نحيف وخصلات جافة وقصيرة.. ألتفت "هيثم" فـ ظهرت ملامحة وتعبيرات الغضب والوجوم..

إليك المأوى/ للكاتبة شهد السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن