قال يعقوب : يا ابنائي عودوا الي "مصر" فاستقصوا اخبار يوسف واخيه ولا تقطعوا رجاكم من رحمة الله انه لا يقطع الرجاء من رحمة الله الا الجاحدون لقدرته الكافرون به
فذهبوا الي "مصر" فلما دخلوا على يوسف قالو : يا ايها العزيز اصابنا واهلنا القحط والجدب وجئناك بثمن رديء قليل فاعطنا به ماكنت تعطنا من قبل بالثمن الجيد وتصدق علينا بقبض هذه الدراهم المزجاه وتجوز فيها ان الله تعالى يثيب المتفضلين على اهل الحاجه باموالهم
فلما سمع مقالتهم رق لهم وعرفهم بنفسه وقال:هل تتذكرون الذي فعلتموه بيوسف واخيه من الاذي في حال جهلكم بعاقبة ماتفعلون ؟
قالو:أإنك يوسف
قال:انا يوسف وهاذا شقيقي قدتفضل الله علينا فجمع بيننا بعد الفرقه إنه من يتق الله ويصبر على الكرب فان الله لايذهب ثواب احسانه وانما يجزيه احسن الجزاء
قالو : تالله لقد فضلك الله علينا واعزك بلعلم والحلم والفضل وانا كنا لخاطئين بما فعلناه عمدا بك وباخيك
قال لهم يوسف :لاتانيب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الرحمين لمن تاب من ذنبه واناب الي طاعته
ولما سالهم عن ابيه اخبروه بذهاب بصره من البكاء عليه فقال لهم :عودوا الي ابيكم ومعكم قميصي هذا فاطرحوه على وجه ابي يعيد اليه بصره ثم احضروا الي جميع اهلكم
