Five Husbands

الزَوآل الأَحمَر

الَحُبُ هُوّ أَنْ أَجِدَكَ قَبلَ أنْ اَضطَرَّ لِلنِداءْ، أنْ تَأتِي قَبلَ أنْ أُلوّح، أنْ يَسبِقَ سُؤَالَك دَمعِي وصَوتُك حَاجَتِي..

لَيلَةٌ مَاطِرة وَرِياحٌ عَاصِفَة تَطِرقُ نَوَافِذ القَصرِ وَكأنّها تَعزِفُ سِيمفُونِيةً حَزِينَة، صَوتُ الشِتَاءِ أصدَائَهُ تَتَردَدُ عِبْرَ الأروِقَةِ الَكئِيبَة وَالمَساحَاتِ البَاهِتةْ التِي لاْ يَسكُنها سِوىٰ البَردْ..

كَلِمَاتُ جُونِغكوك قَدْ قَلّمَت بَرَاعِمَ الأَمَلِ وَالبَهجَة مِن قُلوبِ أزْواجهِ وَسرَقت فَرحَةَ عُيونِهم ونَضارَةَ حُبِهمْ مُورّثَةً مَكانَها يَأسَاً عَقِيمَاً..

ألا أِنهُ في خَضمِ تِلكَ المَوجَة مِن الحُزن وَالرُكوْد تَبقىٰ شُعلةٌ مِن بَريِقِ الأَمَلِ مُتمَلِثةً بِرُوحِ الفِضيِّ الّتي يَنبَعثُ مِنها حُباً عَظيماً، بإبتِسامةً مُسبَقةْ أدَارَ مِقبَض البَابِ دَاخِلاً بِمَهلٍ وَكمَا كانَ يَتوقع تَماماً صَغِيرهُ الفَحميُّ مُتكَتلٌ عَلى نَفسهِ وسطَ السَرير بإنتِظارهِ..

حَالِكتَيهِ لا تَذرِفَان الدُموع فَقد جَفتاْ مُنذ مُدة، يونغي أقتربَ نحوهُ ليَجلسَ بِجانبهِ فَارِداً ذِراعَيهِ نحوهُ بينما جُونغكوك أتخذَ مَكانهُ بينهُما بِصمتٍ مُغمِضاً سَودَاوِتَيهِ بِهدوءْ..

قَبلهُ الأكبَر على خُصلاتهِ ليتحدثَ ساخراً:

"قُلتَ بأنك ستعتني بي ولكن بالنهاية أنا من يعتني بك أيهُا الأحمق"

تبسّمَ جونغكوك دَاخل حُضنه ليُجيب بخفوت: "ألستَ من قالَ بأنه لا فرقَ بيننا أم أنك أيضاً تعبتَ مني أيها العجوز؟"

انحَنى يونغي ليُقبّل جِفني حَبِيبهِ المُنتفخين لشدة بُكائهِ.. الفحميُّ قَد ظنَّ بأنَ يونغي لنْ يُلاحظ ذَلك ولكنَ الأكبر يعلمُ بأن كلامَ جونغكوك الذي تَفوهَ به أمامَ أزواجهِ كانَ يؤلمهُ أكثر مِن المَعنيينَ به بأضعَاف..

إنهُ ألمُ العِجزْ..عِندمَا تَعجَز عن تَقديمِ أبسطِ الأشياءِ لمن يُحبهم قلبكَ.. كانَ يصرخُ بأعلىٰ صوتهِ لِيلفِتهُم لِدرجةِ تَحمُلهِ لتلكَ الأشياء التي لا يُعيرونها اهتِماماً..