تَنهّد مُبتسماً ومغمضاً عيناهُ ففي الحقيقةِ هوَّ يشعر بسعادةٍ لا توصف لأنهُ وأخيراً شُفيت جروحهُ واقتربْ موعد سفرهِ إلى حيثُ قطهِ وملجأهُ إلى حيث وَنيسهُ وعجوزُ قلبهِ الثَمين الذي لنْ يَستبدله بفتيانِ الأرض مُجتمعين..
الفَحميُّ وأخيراً سيكون قَادراً على زيارتهِ ولقياهُ سيتأملُ عيناهُ ويتلمس يديهِ ويحظى بحنانهِ، يتخيل كيفَ سيفاجئهُ وكيف سيكون قِطهُ بارداً بتعامُله معه بينما هو يسعى لمُراضاته ورِضاه..
تخيّل قطتهُ اللطيفة بينما ابتسامتهُ تتسع بإزدياد وحِينما طفحَ قلبه اشتياقاً سارعَ يُهرول مثل الطفلِ نحو سريرهِ الدافئ ليدفنَ نفسه أسفل الغطاء، هو يريدُ النوم علَّ الأوقاتَ تمرُّ بسرعة حتّى يُلاقي حبيبهُ العجوز..اراحَ جسدهُ مُسترخياً حتى زارهُ النوم كضيفٍ مُنتظر وغفىٰ بملامحَ حالمة..
عَقاربُ الساعةِ تَدور، يَتردَدُ صدىٰ تكّاتِها فِي الظلامِ ليَحبسَ الوقتُ أنفاسهُ في إحدىٰ لحظاتِ هذه الليلةِ العَاصفةِ حينما إيقاعٌ خافتٌ من طرقِ الأقدامِ قد عمّ الرِواق..
صاحِبها إنسابَ للداخلِ بكل هدوءٍ وكأنهُ نسيمٌ رقيق، تمكّن من إغلاقِ الباب خلفهُ دون إصدارِ صوتٍ مُسنداً ظهره عليهِ مُلتفتاً للأمامِ وهو بالكادِ يتنفس..