وهم

31 1 8
                                    


‎بعد ذلك مباشرة ذهبا الأسمراني وشاحب الوجه إلى الفندق لكي يستريحا من هذا اليوم الطويل، كان سيف شارد الذهن
‎طوال الوقت، يحادثه علي لكنه غير مصغي تماماً وكأن أفكاره أسفرته إلى زمان أخر،لم يكن يرغب بالتحدث إطلاقاً ترك علي وذهب لمكان نومه مسرعاً وطلب أن لا يزعجه أحد، تفاجئ علي من فعلته تلك ،لم يكن يهتم بماذا قد يضننون عنه كان منشغلاً بتصوراته وما الأمر العجيب بتلك القطة لكن المرعب أكثر بأن القطة تلك كانت مألوفة بالنسبة له وكأنه رأها في مكان ما ، منذ أن دخل سيف لأرض الموصل شعر بأن المكان ليس بغريب عليه وتصور أنه قد رأى تلك الاحداث من قبل
deja vu هل يعقل أن ظاهرة
قد حدثت له ؟ دخل إلى الغرفة لكي ينام لعله يتناسى الأفكار الواجمة تلك لكن ماحدث عكس ذلك تمام فحتى إذ وضع رأسه على الوسادة،بعد بضع من الثواني أنفتح ضوء شمعة صغيرة بخفة بجوار سريره ، فتح عيناه بكل هدوء ليرى تلك الشمعة التي كانت تضيء النيران لكن تلك النيران لم تكن مثل اللون المعتاد كانت نيران حمراء حامية تفاجئ من وجودها لم تكن موجودة قبل أن يخلد إلى اللون مد يداه لكي يطفئها الا أن سقطتت وحرقت كل الغرفة ،نهض سيف من السرير مسرعاً نحو الباب لكي يخرج لكن الباب لم يفتح صرخ طالباً النجدة لكن لا أحد يسمعه ، ،أندهش واخذ يفكر كيف بتلك السرعة نيران شمعة صغيرة غطت المكان بأكمله ، حتى قطع حبل أفكاره برؤية عينان حادات مشابهة لعيناه لكنها كانت حمراء اللون وكأن شخص ما يقف وراء النافذة أرتعب سيف كثيراً وكانت تلك المرة الأولى التي يرتعب فيها اخذت تلك العينان تتقرب اليه شيئاً فشيء حتى وضح جسد ذلك الشخص او الكائن الذي رأه حاول أن يركز أكثر بملامحه وهو يقترب منه تصبب سيف عرقاً وشحب وجهه أكثر من المعتاد تراجع إلى الخلف والخوف كان يعتليه ألا أن...
‎قال وهو يبعد الغطاء عن وجهه
‎-ماذا كان ذلك؟
‎ حلم ؟لم يكن حلم بل أغرقته الكوابيس وهذه المرة الأول التي تراوده الكوابيس فيها ،
حتى أتى الصباح وتجمعت العائلة لتناول الإفطار الجميع كانوا يتحدثون ويضحكون بصوت عالً إلا سيف منهم كانت عيناها الناعستان اكثر انغلاقاً من المعتاد لم يلتفت اليه او ينتبه عليه انسيا ، حتى رأه علي ورطمه على رأسه دهش سيف من رطمه له وقال له بوجه مرعوب
-من انت!
ضحك علي بهستريا وقال له
-أنا الطنطل
ارتعب سيف من الاسم كثيراً حتى نظر إلى عليه واستعاد وعيه ثم قال له
توقف انت مزعج لم انام الليل جيداً فلا تزعجني رجاءً،
لكن بالمناسبة اسم طنطل ليس بغريب وكأنني سمعته في مكان ما سابقاً -
قاطعة الام حديثهما
-أن الطنطل احد الأساطير العراقية التي تناولها سكان المناطق القريبة على الأهوار حسب وصفهم بأنه كائن اشبه بالإنسان لكنه عملاق وجسمه شاحب ووجه خالي الملامح !
تسارعت ضربات قلب سيف عندما سمع الوصف وتذكر حلمه في الليلة الماضية بأنه رأى نفس الكائن الذي وصفته امه في منامهم ولكن الأمر الأكثر رعباً انها مرته الاولى الذي يسمع فيها عن هذا الكائن !

غابات الموصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن