امسك مقبض الباب بيده المليئة بالخدوش كأن يده قد دخلت بحقل أشواك حادة فتقاطرت دمائه على الارضية معلنة ألم يحتل جسده
يمسك المقبض كأنه حبل النجاة من الهلاك
و قد اندفع إلى الداخل يترنح
وهو يضع يده على وجهه الشاحب المليء بالدماء يحاول أن يتقدم الى الأمام كانت الدماء تقطر من جسده و الدموع محبوسة في عيونه التي تحتضن أوقاته المؤلمة
وقع على الارض كأنه حجر يهوى من مكان مرتفع ليرتطم في الارض بقوة و عنف تاركاً صرخاته تكشف عن المه صرخ صراخا مكبوتا و هو يمسك راسه الملىء بدمائه
كان جسده مليئا بالخدوش و الجروح بسبب ضربه بالحجارة فكان الحجارة كرة و المرمي كان هو ! وأثار الأقدام التي كانت تدهس عليه!
هو كان يتألم و يصك على اسنانه من المه و لم يكن هذا الألم فقط من ضربه انما من تلك الايدي التي عالجها يوما و تلك الاقدام التي ضربته و دهست عليه بقسوة غير سامعة كلامه و صرخاته بأنه يريد فرصة !
حاول القيام و قد استند على الحائط و اغلق الباب ثم
اتكأ على الحائط مجدداً
محاولا أن يهدا نفسه تنفس كأنه لم يتنفس من قبل كأنه قد خرج من قاع المحيط الآن
هو كان يتمنى ان يكون كل شيء حلما يتمنى ان يستيقظ و لكنه كان بالواقع فعلا كان كل شيء حقيقي!
يشعر بدقات قلبه العالية التي لا ترحمه كأنها دقات طبول معلنة عليه الحرب تدق و تهزه
تذكره بما عاشه تذكره بضربات و الصفعات تذكره بأنه قاتل متوحش بعيون الجميع !
يشعر بأنه متعب أنه لا يستطيع الوقوف أكثر لذلك جلس على الأرض الباردة كان يرتجف بقوة كأن زلزال قد زلزل جسده زحف على الأرض
وجلس على كرسيه
تقاطرت الدموع من عيونه فلطخت الأوراق أمامه وسال الحبر الأسود عليها و من ضربه الطاولة بعنف بقبضة يده
بدا الحبر يحتل مساحة الورقة لينظر إليها ويقول أنا مثلك أيتها هالورقة ان قلبي الآن اسودا ايضا انه السواد يحتله
ثم صرخ بحدة اكبر
اكتئب؟! كان عليه ان يعلم كان عليه ان يدرك ان والده سيموت تبا منك تبا منكم جميعا صمت بسبب هذا الالم الذي اعترى حنجرته كأنه زجاج بها وضع يده على وجهه محاولا منع دموعه و لكنه فاشل بذلك لانها كانت قد اغرقت كل وجهه بوبمو
قال وهو يبكي بحرقة وانكسار يبكي بوجع و الم لن يستطيع قلمي وصفه !
فهو قد تركه الجميع و هجره
جميعهم نسو ما كان يفعله
هو الان اصبح مجرما تسيل الدماء منه
اصبح وحشا مرعبا كل من يراه يهرب منه او يضربه
نظر بومبو إليه لم يكن يعلم لماذا كان يبكي سيده ولكنه كان يعلم انه حزين فاصدر انين خافتا يهدىء به سيده هو كل يوم اصبح يرى سيده بهذه الحال اصبح يراه حزنا ملطخ بالدماء وجهه ضيق شاحب تحت عيونه الهالات السوداء
اصبح يراه لا يخرج من البيت كثيرا و يستيقظ من النوم فزعا
انه لا يعلم ما بسيده ولكنه يستطع ان يرى دموعه و يعلم انه حزينا جدا
امسك سيده الورقة و قربها اليه
فاطلق بومبو الحبر ووضعه داخل الزجاجة واعطاه لسيده
شكرا لك شكرا لك
قال سيده و هو يبتسم ابتسامة تحمل داخلها الم وجرح دفين وسرعنما تغيرت تلك الابتسامة الى انكسار وبكاء كاشفاً عن هذا الحزن
وعندما راى بومبو دموع سيده دمعت عيونه قال ليث بحزن لا تبكي يا بومبو ارجوك ارجوك يا صديقي
ثم امسك الريشة بعد ان سقطت من الطيور بجانبه كتب بيد ترتجف انا... قات...
ثم قبض على الورقة بقبضة يده للتجعيد كأنها ورقة خريف قد ذبلت كما ذبل وتجعد قلبه
عيونه ساكنة ولكنها تحتضن كل أوقاته المظلمة
كل تلك المشاهد القاسية
هو كان دوما وحيدا كان مع بومبو فقط
هو لم يشعر بشعور كملة أمي او أبي او اخي او صديقي
هو طبيب ولكن.. هو لم يخطئ هو فعلا بذل كل جهده ولكنها فشلت كان نسبة نجاحها ضئيلة هو كان متعبا جدا لقد كان مرهقا هو أخطأ خطا صغيرا و لكن بالعمليات خطأ صغير من الممكن ان يكون النهاية ولكن حتى ولم يخطأ تبقى نسبة الموت كبيرة
هو لم يقتل شخصا عاديا بل قتل حكيم القرية! قتل رجل محبوبا و طيبا
و ابنه قد اصيب بالاكتئاب اثر ذلك
نظر بومبو إلى عيون سيده إلى وجهه الشاحب إلى قبضة يده الى جسده الذي كان يرتجف كان يشعر بتلك الغصة يشعر بهذا الألم وهذا الارتجاف بهذا الخوف الذي يشعر به سيده
أحضر بمبومو له ورقة جديدة من بين الآلاف الأورق التي في مكتب سيده ومن كثرة هذه الأوراق كانت تخرج من الرفوف
وضع أمام سيده ورقة بيضاء جديدة
ليكتب عليها احتاج فرصة فقط فرصة واحدة
هل يعني الخطأ النهاية؟!!
أنا الذي يكون طبيبا وجريحا أيضا أنا لم أقصد فعل هذا كانت حالته سيئة أنا بذلت كل جهدي فقط لقد أخطأت ولكن كانت نسبة النجاح ضئيلة أنا أخطأت أنا لم أقصد أنا ... قال بصوت متقطع تبا أمسك الحبر و لطخ كلاماته كلها و هو يبكي بحرقة
ثم كتب باخر الورقة
جروحي أنها دون دماء أنها تؤلم كل لحظة أنها لا تذهب لا يوجد لها دواء ابدا لا يوجد لها انا مجرم انا لم اعد طبيبا انا لقد قتلته لقد... قتلته
ترك قلمه وصرخ بصوت مجروح
ولكنني لم أقصد كان حالته سيئة لماذا يلومني الجميع على قتله!!! لماذااااا ؟؟؟هل انا السبب حقا!!؟
دمعت عيونه وسالت دموعه ليمسحها بوبمو بمناديل وهو ينظر إلى عيونه سيده المليئة بالدموع
فصرخ به سيده بغضب وانكسار عندما اقترب لمسح دموعه
ابتعد عني يا بومبو أنا لست سيدك أنا قاتل أنا مجرم يا بومبو سيدك مجرم غادر واتركني لوحدي لا أريد رؤية أحد ..أنهم خائنون... يا بومبو.. خائنون
نظر إليه بومبو لم يفهم ما كان يقوله سيده ولكنه كان يشعر به أكثر من أي شخص اخر
كان يعلم أنه حزين جدا كان يعلم ذلك عندما يتجعد وجه سيده عند يضغط على القلم عندما تتجعد الورقة عندما يرى دموعه
غادر اذهب يا بومبو لا تجلس مع قاتل لا تجلس مع مجرم يدعي معالجة الناس!
ابتعد يا بومبو ابتعد
انفجر باكيا وهو يمزق أوراقه أنا لا أستحق أن أكون طبياً يجب أن ابتعد يجب أن اغادر لا اريد البقاء هنا اكثر انا اصبحت مجرما اصبحت مرمي لحجارة الاطفال الذين كنت اعجالهم الجميع يغلق نوافذه عند رايتي لانني لانني قاتل يا بومبو لانني قاتل لانني أخطأت
هل الخطأ يعني النهاية؟؟!!
يا بومبو
انا لم أخطأ بقصد يا بومبو
هم لم يفهموا ذلك اصبحت في لحظة مجرما لقد نسو كل ما فعلته من أجلهم
امسك حقيبته وبدا يملىء فم الحقيقبة باوراقه وملابسه
ليث صدر صوت خافت من الحقيبة ليث توقف انا اختنق
اصمتي اصمتي يجب عليك ان تتحملي كما احتمل انا كل شيء
ليث ما بك ما هذه الدماء هل ...
قاطعها ليث بغضب و حدة نعم فعلوا فعلوا
اريد المغادرة فقط اريد الذهاب انا لم اعد اطيق المدينة لم اعد اطيق اهلها
نظر بومبو إلى سيده وجلس على كتفه و نظر اليه نظرة كان معناها
لو كنت مجرما بعيون الجميع سيتكون بريء بعيوني
لو كنت وحشا بعيون الجميع ستكون طيبا
لو كنت قاسيا يوماً يا ليث فأنا أعلم ان قلبك طيب و انك ما تقصد
إن أخطأت يا ليث سوف ابقى اضع لك اي سبب و ان لم أجد ساعلم ان هناك سبب لم استطيع الوصول اليه
لم اتركك و لو تركك الجميع
لن اهجرك و هجرك الجميع
سابقي عكازك الذي تتكأ عليه و ان لم تتكا سابقى اسندك خوفاً عليك
شكرا لك قال غيث و قد
ترك ليث بومبو على كتفه ووضع بعض النقود على مكبته لصاحب البيت الذي غادر منذ اسبوعين قبل الحادثة
وكانت هذه نقوده هي اخر ما لديه بعد طرده من عمله
خرج و هو يضع قبعة كبيرة على راسه و يمشي في الشارع هو يشعر أنه تائه لكنه يعرف كل الطرق بها
يشعر بالضيق نظر الى بيته هو لم يرد تركه يوماً لكن...هو لا يستطيع العيش هنا اكثر
انظر انه الطبيب الوحش المجرم
صرخ شاب من بعيد فهز ليث و بدا يتنفس بصعوبة
رمى الاطفال على ليث الحجارة فاصدمت به وهو يصرخ بهم توقفوا أصمت انت مجرم لا تتخبىء قال الطيور الجارحة
و قد امسكت بقبعة ليث
و الاطفال يضربونه بالحجارة
اتركوني تبا لكم يا ليتني لم اعالجكم يوما
ركض ليث وصرخ بموبمو بومبو
فانطلق الحبر على وجههم
فصرخت الطيور تبا
وهرب ليث سريعا وهو يكتم دموعه بعيونه وكان يكرر جملة قاتل مجرم انت يا ليث مجرم سوف تبقى كما انت شخص هادىء ووحيد شخصا مزعجا ومجرما يا ليث انت لوحدك دوما انت...
لم يستطع ليث إكمال جملته من الغصة التي شعر بها في حلقه
سمع هذا الأنين مرة أخرى أنه بومبو ابتسم بوجهه واحتضنه بقوة بومبو بومبو أنا أشكرك
اختنق بومبو من قوة ليث ولكنه لم يقل شيء أبدا بل جعل ليث يبكي كما يريد
بومبو أنت صديقي يا بومبو أنا آسف أنا لست وحيدا أبدا أنت معي دوما أنا يا بومبو أردت عائلة وأنت عائلتي أردت أصدقاء وأنت أصدقائي أنت كل شيء كل شيء
أنت تسمعني دوما أنا احبك يا صديقي
نظرت الحقيبة إلى ليث وصرخت ليث لقد خنقته هل تريد قتلنا؟
اصمتي أنتِ كان علي أن أضع بك أوراق أكثر حتى أسكتك اصمتي أنت مثلهم أيضا
تنهدت الحقيقة وقالت اهدىء يا ليث ترك ليث بومبو وابتسم بوجهه وشكره واعتذر إليه عن خنقه إياه
ابتسم بومبو بوجه صديقه و سيده كان سعيدا أنه ابتسم أخيرا أكمل ليث طريقه وعلى كتفه صديقه بومبو ويمسك حقيبته العجوز
نام في الغابة بجانب شجرة كبيرة
حتى يغادر من تلك المدينة الخانقة ويترك ماضيا اسودا خلفه يترك هذا العذاب وتلك النظرات وتلك الضربات وهذا الألم
جرح غيث نزف و قريبا جروح اخرى
هل سيتوقف النزيف
او ربما يضغط على الجرح مجددا
النهاية
أنت تقرأ
جرح الاصدقاء ينزفُ
Fantasyهل الخطأ يعني النهاية ؟؟!! تلونت السماء بلون الحبر الاسود و ما كانت السماء سوى ورقته فهو كاتب فهطلت الغيوم البيضاء تسقى بدموع عيونها الأرض فتغسل سقوف المنازل و هي دموعه و السقوف ما هي لا سطوره اشرقت الشمس ووصل ضوئها الى ابعد الإمكان و لم يصل الى...