طَرَقْتُ فَرَاغه وسَمِعْتُ أصداءً تُرَحِّبُ بِيتأليف
حسين عبد الحسن محسنأيا بِنْتَ الربيع ويا نُوَّارَة البشرى
أيا بِنْتَ الربيع ويا نُوَّارَة البشرى
يا غادةً تلوي الغصون بمشيها المُتَغَنِّجِ
على الصَّدْغَينِ منها زَهْر نرجسةٍ
أَغْنَت عن الإيقاع بالكلمات للسَّجَعِ
الغيم فوقها والتجهُّم طبعهُ
ما إن رآها الغيم حتى صار مُبْتَهِجِ
أُفضي لها القلب والأسرار قاطبةً
كما مَدَّ الغريق يَدًا للماءِ بُغْيَةَ مَخْرَجِ
حَطَّ الحَمَام على أكتافها يصغي
إلى سجع العيون ونجمها المُتَوَهِّجِ
أرنو إليها والخيال مُكَاشَفٌ
والسِّرّ عِلْم الغيب منها يَحْتَجِي
إني رأيتُ وما رأيتُ فكم رأيتُ
سَطَعَ النِّقَاب تَبَرُّجًا من وَجْهها المُتَبَرِّجِ
قَبَّلتها كالصوت في الموجاتِ يَنْتَقِلُ
أما الشِّفَاه صداهما من أحمر المُهَجِ
من ذا يَحُلّ اللُّغْز في نظراتها
من ذا يُفَسِّر ألوان الخلود بلحظها المُتَأَجِّجِ؟
هَزَّت بأعماقي لَفيف الخَصْر زَوْبَعَةٌ
كالمستقيم لحظتها رغم الدُّوَار وميله المُتَعَرِّجِ
ظَلَّت مراكبنا تَسْتَعْطِف الأمواج تَسْأَلها
هل حُلَّت الأمواج حَلَّة شَعْرها المُتَمَوِّجِ؟
غَنَّى لها النَّحْل في الأزهار يَنْشَقُها
بين الشبيهين لا فَرْقًا من الأَرِجِ
جَمَحَ الخيال مسابقًا للريحِ يَلْجمها
فَرَسٌ كمثل جُموحه لا يُسْرَجِ
شَرْط المُحِبِّين أن الحُبّ محياهم وموتهمُ
لا منطقًا للحُبِّ كي ترموه بالحُجَجِ
إن مُتَّ في الحُبِّ مُتْ لا تَرتجي بَدَلًا
ماذا يَقيكَ بقاءٌ دونه بالخِزْيِ والحَرَجِ.على الكأس لَمَّا أطبقَت شفتيها
على الكأس لَمَّا أطبقَت شفتيها
حِرْتُ أيهما سَيُسْكِره الرحيق
ورجعتُ أستقصي فَرَاغ الكأس
أَرْشُفُ من فَرَاغه سَكْرَةً لا تَستفيق
ترنَّحَت المسافة والخُطَى ثوبٌ تَقَلَّص
ما رأيتكِ إِلَّا والطريق بلا طريق
ثَمِلٌ بقيتُ مُغَيَّبٌ عن كُلّ شيء
فيا لها لحظةٌ أدمنتها زمنًا عريق
نامت فأيقظها الحفيف وأسقطها الخريف
وظَلَّ ذكراها كما لو أنه شَجَرٌ وَرِيق
عيناكِ قَيْدٌ من جناحٍ كم يَطِير ولا يَطِير
قد كنتُ دومًا آسرًا لولا عيونكِ لم أكن يومًا أسير
إن اختيارنا باطلٌ ما دام للنسبيّ مُحْتَكِمًا
ليت الجَمَال به فَصْل الخطاب مصير
لا دور للأقدار في حُبٍّ يناشده الأَبَد
ما كانت الأقدار إِلَّا دَيْدَن التبرير
لُقْيَان ما بين العذوبة في الغدير وصوتكِ
كالمَاء فوقه قد سال الحرير
إن التوافق بين الأُذْن والأصوات معضلةٌ
لولا جَمَال غنائكِ لم يُدْرَك التفسير
هل مُطْلَقٌ غير الجَمَال وهل
جَمَالكِ من موضوعه جَدَلٌ طَلِيق؟
ما للجَمِيل حبيبتي متذبذبٌ في ذوقهِ
وَيْح القياس أيستوي التمثال والغُصْن الرشيق
وَيْح الضرورة للتأقلم سعيها
رَبَّاه هل تتكيف الأزهار قاسيةٌ تصير
وَيْح الضرورة كم تُقَطِّب أَوْجُهًا
كنا لرؤية حُسْنها فَرَحًا نطير
شَحَّ الهوى يا زهرة النسرين يا ذات الندى
والغُصْن جَرَّبَ أن يَحُطّ كما الطيور
ألفيتُهُ لهفان حَطَّ على غُصْنٍ كسير
وللحَمَام رِثَاءٌ كاد يُطْرِبُه الهدير
يا ليتنا عُدْنا لسابق ما كان الفراغ براءةٌ
لا خَيِّرٌ منا ولا شِرِّير
يا ليت أُمنيةً نَسيناها فَتَذْكُرنا
تؤنِّبني الأماني شأنها شأن الضمير
دَهْرًا حَفِظْتُ رسائلي عن ظَهْرِ قَلْبٍ
ثُمَّ لَمَّا التقيتها خانني التعبير
أحببتكِ حُبَّ الفراشةِ لا يُدْرَى لها قَصْدٌ
ولا سَبَبٌ ولا أَثَرٌ تَطِير لكي تَطِير
أحببتكِ حُبَّ الحزينِ وقد حَلَّ الظلام
يكاد لا يَلْقَى وِصَالًا بين دمعه والشعور
لو تَرْشُف الأزمان من شفتيكِ خَمْرهما
لَمَا كان الزمان له لُغْزٌ عسير
والأخضر البحريّ في عينيكِ مُرْتَسِمٌ
من دون قانون يُسَيِّر كُلّ شيء دونما تسيير
عَكْس الزمان فلا طُولًا ولا قِصَرًا
منه الثبات وفعله التغيير
ما زلتُ أرثي في عيونكِ موعدًا
كالخوف في الأقدام سَارَ فَلَمْ تَسِير
ظَلَّت كما لو أنها كَبِرَت
والدرب يَفطمها فَطْمَ الحبيبينِ عناقهما الأخير
أسفي على هذا الجَمَال يَنَاله عَدَمٌ
لا تُقْطَف الأزهار إِلَّا للزهور
ما للجَمِيل يَغُضّ طَرْفه عن حقيقتهِ
وما ذوق الورى إِلَّا كما جُبِلَ الخَلِيع على المشهور.
أنت تقرأ
طَرَقْتُ فَرَاغه وسَمِعْتُ أصداءً تُرَحِّبُ بِي
Poesiaطَرَقْتُ فَرَاغه وسَمِعْتُ أصداءً تُرَحِّبُ بِي