عودة

9 1 0
                                    

في احد الايام الفاتحه لشهر جوان المشمسه ، على حوالي 10:00 صباحا، في محطه القطار موركورت يتوقف ذلك القطار القادم من مدينه لوغانو في اكثر القرى جمالا في سويسرا، تقف بطلتنا على حافه باب القطار تاركة هواء قرية موركورت يلاعب خصلات شعرها البندقي القصير ، حملت امتعتها معتذره بعد سماعها لصراخ المسافرين ورائها يطالبونها بالابتعاد عن الباب لتحط خطواتها على هذه الارض بعد غياب ست سنوات التي كانت كالجحيم بالنسبه لها، اوقعت حقائبها ارضا بعد رؤيتها لرفيقتها وصديقتة طفولتها قادمه اتجاهها ، اقبلت الفتاتان ركضا لبعضهما من شده اشتياقهما لِبعضهما
البعض، لم تصدق كلارا انها ارتمت في حضن صديقتها كريستينا بعد طوال غيابي فراقهما" كم انتظرت هذه اللحظه"
" وانا عزيزتي لقد اشتقت اليك كثيرا والقريه كلها تفتقد لحيويتك وايجابياتك ولا تحتمل غيابك اكثر خاصه امك ستكون افضل مفاجاه لها"
" لا اصدق انني ساراها بعد هذه المده رغم مكالماتي اليوميه لها  الا انني اشتاق لحضنها"
" اذا دعيني احمل معك الحقائب لنذهب لها معا "
تمشي كلارا بجانب صديقتها كريستينا والسعاده تكسو ملامح وجهها، فهي في مكانها المفضل الان والارض التي ترعرعت فيها و اينما قضت اجمل ايام طفولتها ، لا يزال منظر بحيره لوغانو يخطف ابصارها وقلبها خاصه وانعكاس خضار الاشجار عليها
" اخبريني كريستينا كيف هي حال سام؟"
" انه بخير ، لقد اصبح رساما مشهورا ولوحاته هي الاكثر مبيعا في البلده ولكنه لا يزال يحمل شعور الغضب اتجاهك كما تعلمي لقد رحلت بدون ان تخبريه"
" اعلم انني مخطئه كريس، ولكنني كنت مجبره انذاك وانت اعلم بما حدث ذلك الوقت وفضلت ان لا اخبره"
" لا باس دعكي من هذا الامر الان ما عليك الا التفكير في الايام الرائعه التي سنقضيها معا هنا، لا اصدق اننا سنعود الى مغامراتنا من جديد"
" صحيح اتفق معك، وخاصة ان مهمه اقناع ابي اكلفتني حياتي"
ضحكت كريستينا على كلام صديقتها فهي تعلم حقا ان اب كلارا حقا حقير.
قبل اسبوع:
في إحدى الفِيلات الفاخرة للشخصيات المرموقة والثرية في امريكا تحديدا نيويورك.
يجلس ذلك الرجل صاحب الخمسين عاما على طاوله العشاء متراسها وحوله اطباق من كل انواع الطعام والمشروبات الفاخمه باهظه الثمن، يسكب كاسا من النبيذ الاحمر في كاسه الزجاجي بعد فهو يعلم انها  تحتاجه في موضوع ما وذلك من تحريك رجلها تحت الطاولة ، حطت اعينه على اعينها ولاحظ التوتر يغطيهما فنطق فورا
" ما الذي تريدينه هذه المره حتى من شده توترك تاخرتي ب 10 دقائق على موعد العشاء."
هو يعلم ان خوفها مناعها من النزول من غرفتها ومواجهته
"أأبي" نطقت كلارا بخوف و تردد همهم كرد عليها والبروده تكسي وجهه كأنما التي ستموت امامه خوفا ليست ابنته
"علي اخبارك بشيء مهم"
تجاهلها حتى أضافت اخيرا مغمضة عينيها خوفا من ردة فعله و قالت دفعة واحدة
"اريد العودة إلى موركورت"
فتحت عينيها تدريجيا عندما لا تسمع إلى انكسار صحن او كأس  او صراخه عليها او شده لِشعرها كالعادة
"لن تذهبي إلى أي مكان "
سقط فكها صدمة من جوابه التي توقعته لكن هذه المرة كانت تحمل     %3 من الأمل،فلطالما عاشت كالسّجينة عنده.
"لكن يا ابي اشتقت لأمي و أصدقائي في المكان هناك ، ارجوك"
امتلأت عيناها بالدموع لشعورها بالانكسار
"انا من أقرر و إنتهى الموضوع"
م

سح الفتات كن فمه ووضع الشوكة جانبا بطريقة مستفزة ثم اتجه خارجا ، إستوقفه كلامها المليئ بالحزن و الحقد
"لقد كنت أبا سيئا طيلة حياتي حرمتني من أمي و أخبرتني على مفارقتٍها و أجبرتني على تخصص أكره للعمل في شركاتك ، لقد كنت تختار حتى ملابسي في المقابلات، ألا يمكن أن تكون أبا جيدا لمرة واحدة في حياتي ، مرة واحدة فقط "
لم يصلها جوابه ولم تستطع ان ترى تعابيرَ وجهه فكان يقابلها بظهره ،
أجاب بعد مدة
ن أنهيتي أعمال الشركة لهذا الشهر في أسبوع ، الأسبوع المقبل ستكونين في موركورت "
ماذا هل وافق على ذهابِها الآن؟ و بدون أن يصرخ عليها أو يعاقِبها ؟ كادت أن تطير من السّعادة فإرتمت على ظهره مقبلة خده
"أتشكرك حقا لن أنسى هذا المعروف"
أنزلها من ظهره قائلا
"ابدئي العمل من الان"
وقفت مستقيمة كالجُنودِ قائِلةً
"حسنا سيدي، لن أخيّب ظنك"
ثم خرج من المنزل تاركا كلارا التي ستموت من السعادة في أي لحظة ثم خاطَبت نفسها
"والأن إلى العمل كلارا"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

My First Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن