**الجـــــــــــــزء الـــــأولــــــــ**
في غرفة كبيرة واسعة الأرجاء جدرانها مطلية باللون الأبيض وفي السقف وردة منحوتة باللون القرمزي أضافت لمسة جميلة للمكان ببريقها اللامع وتلك النوافذ في الجدران المفتوحة التي عبر من خلالها ذلك النسيم الذي يريح النفس أريكة جالس عليها رجل في بداية الثلاثين من العمر بشعر بني كثيف ولحية صغيرة أخذ يقرأ باهتمام ما في تلك الصحيفة من أخبار اقتربت فتاة شابة ببشرة سمراء قليلا وشعر بني قصير يبدو من ملابسها أنها خادمة بيدها صينية موضوع عليها كوبين يفوح منهما ذلك الدخان اقتربت من المنضدة وقالت بابتسامة :القهوة جاهزة سيدتي آمال انتبهت لها سيدة في نهاية العشرينات من عمرها بشعر أسود يصل حتى كتفيها وعينين زرقا وتين كانت تحيك رداءً أبيض قائلة بابتسامة:حسناً شكراُ هدى يمكنكِ الذهاب
ابتسمت هدى وانحنت قائلة بأدب:عن إذنك انصرفت أمسكت آمال الكوب وقربته من فمها أخذت تشرب وهي ترمق الرجل الجالس بجوارها بنظرات هادئة انتبه لها فوضع الجريدة بجانبه فوضعت كوبها بسرعة على المنضدة وناولته الكوب بحزر أمسك بها وارتشف رشفة منها وأخذ يعيد قراءته للصحيفة فأخذت قهوتها ثم قالت باهتمام :هل مازلت مصرا على قرارك يا فريد فقال وهو ينظر إلى الصحيفة: نعم ولن أغير رأيي يا آمال . فبادرته بارتباك :لا مانع لدي لكني أخشى عليك ألم تسمع بأولئك العلماء والباحثون الذين سافروا خارجا وربحوا الجوائز العالمية ثم عادوا لبلدهم وتعرضوا لعمليات الاغتيال فترك فريد الصحيفة ووضعها بجانبه وقال بهدوء: هذا كان في الماضي يا آمال أيام الحرب وعلاقتنا جيدة بالدول الأجنبية الآن ثم إنني لا أهتم . فقالت بتساؤل:أنا لا أريد إيقاف طموحك ولكن لم لا تقوم ببحثك هنا فقال بعصبية:أخبرتك إنني لا استطيع لن أوفق أبداً هؤلاء الخونة استغلوني لصالح أهوائهم الفاسدة وانظري أخبارهم كل يوم في الصحف ثم إن فريق العمل بالخارج أفضل والمعدات كل ما أحتاجه هي فرصة فقط
فقالت بتوتر:وماذا عني وعن ابنك لؤي فقال ببرود:طلبت منكِ أن تأتي معي مثلما يفعل الجميع لكنكِ رفضطي أنتِ غريبة حقاً. فقاطعته :ولكنني لا أحب السفر سأترك أقاربي وأصدقائي الـ(فقاطعها قائلا) ثم إنني سأسافر أيضا بحثاً عن دواء لمرضك الذي كلما تألمتي منه تألمت أنا أيضاً لأنني وعدتك عندما تزوجتك أني سأخلصك منه لكنكِ فضلتي ألا تتعبينني لقد ساعدتني كثيراً يا آمال دعيني أرد جزءاً من عطائك وأخذ ينظر إليها بعفوية فأشاحت آمال بوجهها بعيداً والدموع تترقرق من عينيها قائلة :هكذا إذاً فوقفت ووضعت الكوب على المنضدة واتجهت ناحية الدرج (الجهة اليسرى) فتوقفت قائلة بصوت هادئ يعتريه الجدية :افعل ما شئت لكني سأظل هنا أنا وابني وصعدت الدرج لتتجه للطابق العلوي وقف فريد وطرق في الأرض ..كانت هدى وواحدة أخرى معها تراقبان ما يحدث فقالت هدى بحزن :يا الهي أذكر منذ أن دخلت هذا المنزل كان مشرقاً ومبهجاً منذ أن قرر سيدي فريد هذا وحالتهم جميعاً لا تسر>< أسمعتي!!؟ غلق الباب لقد ذهب السيد فريد فانتبهت التي معها وقالت يا الهي سيحترق الطعام لتنظر لها هدى بغباء: غبية عديمة الفائدة ابتعدي دعيني أرى
*في حديقة النزل*
مجموعة من الأشجار تحيط بها أمامها مجموعة أزهار مختلفة الأنواع والألوان تفوح منها رائحتها الزكية يحيط بالحديقة سور أزرق وفي الوسط ثلاثة أطفال يلعبون كرة القدم وفي النهاية باب الحديقة الكبير مطلي باللون الأزرق قطع لحظتهم السيد فريد وهو عابس وشاحب الوجه قادم نحوهم بخطوات سريعة ما إن رآهم حتى قال دون أن ينظر إليهم بنبرة هادئة :مرحبا يا أطفال أخذ يخطو حتى أغلق الباب ورائه والثلاثة أخذوا ينظرون لبعضهم بتساؤل حتى قطع ذلك الصمت واحد منهم قائلاً: ما بال والدك يا لؤي لم أراه هكذا من قبل فنظر إليه طفل بشعر أسود قصير وعينين لهما نفس اللون بهما لمعة جذابة : أنا نفسي لا أعلم فبادره الثالث قائلاً بتوتر :أيعني هذا أننا لن نلعب :"""( !؟ فتبسم ضاحكاً لؤي قائلا:ليس لهذه الدرجة يا جميل لقد أتيتم للتو فشد الثاني جميل وقال وهو يلوح للؤي ويتجه ناحية باب الحديقة :حسناً نراك فيما بعد ^^ فلوح لؤي لهما وابتسم هبط وأخذ الكرة وأخذ يمشي ناحية الباب حتى وصل رن الجرس مرتين ففتحت لسه صاحبة البشرة السمراء قائلة بفرح:لؤي الصغيــر أهلاً بك^^ فرد عليها مبادلاً الابتسامة بمرح:هدى المبتسمة XDD فابتسمت هي الأخرى فتغيرت ملامحه :أين أمي فقالت وهي تغلق الباب ويتجهان ناحية الدرج *ملحوظة* المطبخ بجوار الدرج . هدى:إنها بالأعلى في غرفتها فقال لؤي:أنا جائع جداً هل الطعام جاهز فنظرت له وقالت :عشر دقائق فقط حتى تغير ملابسك المتسخة هذه وتغسل يديك فقال :حسناً أخذ يصعد الدرج حتى وصل للطابق العلوي أخذ يسير بسرعة حتى وصل لغرفة ما فتحها ثم ألقى بكرته فيها ثم بدل ملابسه وارتدى تي شرتا بلا أكمام و بنطالاً قد تركتهم هدى لكي يرتديهم فقال بحنق:لم أعد صغيراً أنا في الثامنة الآن فخرج واتجه لحمام بجانب الغرفة غسل يديه ووجه ولأن المنشفة عالية وطويلة عنه حاول وحاول الإمساك بها ولم يستطع حتى غضب واتجه للممر اتجه ناحية غرفة ما طرقها عدة طرقات منتظمة وكان شارداً حتى سمع صوتاً انوثياً يقول :ادخل انتبه ودخل حتى رأي والدته السيدة آمال جالسة على كرسي بجوار الشرفة ما إن رأته حتى ابتسمت فبادلها الابتسامة قائلاً :مرحباً أمي ^^ فبادرته:أهلاً لؤي هل استمتعت باللعب مع رامي وجميل بهذه السرعة!؟ فرد علها قائلاً بتوتر:لقد رأيت أبي يخرج ووجه شاحب ومتغير جداً كان يبدو حزيناً هل حدث شئ فأخذت آمال تفكر حتى قالت بابتسامة :لا أبدا عزيزي لا تقلق ^^ فقالت بجدية سأسألك سؤال وجاوبني إذا طلب منك والدك أن تذهب معه إلى بلد بعيد لا نعرف فيه أحد هل ستوافق فرد عليها بهدوء:هل ستأتي معي أم لا فقالت: إذا ذهبت سآتي معك^^ فقال:إذا كانت هناك منفعة لنا جميعاً سأذهب بالتأكيد مع اني سأترك أصدقائي وأقاربي ولكن هذا لأجل سعادتنا فأخذت تفكر فيما قاله لؤي فرتبت على كتفه وقالت حسناً بني لــ(قاطعها صوت دق الباب ) فقالت :أدخل لتدخل عليها فتاة شابة ترتدي نفس ملابس هدى:الطعام جاهز سيدتي فقالت آمال:حسناً اذهبي وأنا قادمة فأغلقت الباب فالتفت إليها لؤي قائلاً: أعتذر أمي لكني أتضور جوعا ~ فابتسمت وقالت :حسناً ^^ سأتبعك وقفت وأغلقت الباب وأخذا يسيران في الممر حتى قال لؤي :أمي هناك أمر المنشفة عالية جداً علي أبذل جهدا في الوصول إليها أكثر من اللعب فضحكت قائلة : حسناً فقال لؤي بتوتر: ألن يأتي أبي أم ماذا!؟ فبادرته:لا تقلق ربما هو مشغول
*مكان ملئ بالطاولات والمقاعد بجوارها نوافذ تطل على الشارع المزدحم الذي امتلئ بالناس والسيارات التي تصدر أصواتا مزعجة كانا يجلسان في ذلك المكان الذي يبدو كأنه مطعم مبني على الطراز القديم جلسا على تلك الطاولة يتجاذبان أطراف الحديث حتى قال واحد منهم يبدو كأنه في نهاية الثلاثين من عمره :ستحل مشكلتك إن شاء الله يا فريد لا تقلق سوف أعتني بأسرتك في غيابك فرد عليه فريد بابتسامة:شكراً لك يا سالم لا أعلم ماذا كنت سأفعل من دونك كنت أشعر أني أختنق فرد عليه سالم: عيب يا أخي هذا واجب فلن أنسى وقوفك بجانبي هل اجرائات السفر جاهزة؟ فبادره فريد :نعم فقال سالم بتساؤل ومتى ستسافر ؟ فريد:أودالسفر في أسرع الوقت أستطيع حتى نهاية هذا الأسبوع .سالم:جيد على بركة الله
الى هنا أقف وأعتزر اذا كان الجزء قصيير.. انتقاادااتكم تهمني وأخبروني ما رأيكم بما فعله فريد وآمال