ج 3

10 1 0
                                    

*الجــــــــــــــــزء الثــــــــــــــالث*
*
في منزل السيد فريد*
*سيدة كبيرة يبدو أنها في بداية الستينات,جالسة على أريكة أمام طاولة,وهدى قادمة نحوها وبيدها صينية فضية موضوع عليها طبق فاكهة,اقتربت بابتسامتها المعهودة,ووضعت الصينية على الطاولة وانحنت بأدب قائلة: سيأتون قريباً سيدة سناء لا تقلقي.

والسيدة أخذت تنظر للباب بهدوء,ليقطع تلك اللحظة صوت جرس الباب وصوت المفاتيح , فنظرت السيدة آمال للؤي الذي بجانبها قائلة بمرح: معي المفاتيح ,اذاً لم أضغط على الجرس ! ,

فإذا بهدى تفتح لهما بابتسامة عريضة قائلة : أهلاً بعودتكِ سيدتي آمال
(فانخفضت بنظرها للؤي) قائلة : ولؤي الصغير

دخلوا وذهبت هدى للجهة اليسرى , فابتسمت السيدة آمال فور رؤيتها للسيدة الجالسة , لتتقدم نحوها وتمسك بيدها وتقبلها ثم رجعت للخلف لتجلس على كرسي , وفعل لؤي ما فعلته والدته.فابتسمت السيدة الأخرى قائلة : كيف حالكِ يا بنتي ؟ لؤي اشتقت كثيراً لك يا صغيري, تعال اجلس بجانبي .فتقدم واجلس بجانبها.فقالت آمال : بخير أمي كيف حالك أنتي؟ لمَ لم تخبريني أنكِ ستأتي ؟, لقد تأخرنا عليكِ فقالت بهدوء وهي تنظر للجهة الأخرى : وجدت السيد سامح في طريقي , فاقترح علي إيصالي هنا , وأيضاً لم أرد تعطيلكم.فقال لؤي ببرود في نفسه : تعطيلنا ؟

فأكملت آمال بأسف : أنا أعتزر منكِ يا أمي لأني لم أزورك كل هذه المدة , كنت مشغولة وأمر ببعض الظروف.فالتفتت لها السيدة قائلة : لا بأس , ها قد رأيتك. (فأكملت بجدية): صحيح,,وما أخبار زوجك؟هل ستذهبين معه؟فعبست آمال ونظرت للؤي وأشارت له بأن يصعد لغرفته.فأومأ لها .فالتفتت لها والدتها وقالت باهتمام : ماذا هناك؟ هل الأمور على ما يرام؟*صوت المفاتيح في الباب* فاذا بالسيد فريد يدخل على آمال ووالدتها بوجه باسم ليتجه نحو والدتها ويقول باندهاش : خالتي! وأنا أقول ما كل هذه النور في الليل الذي يملأ منزلنا !فابتسمت وسلمت عليه لتقول : هذا نورك يا عزيزي.فجلس بجانبها على الأريكة وقال : لما لم تخبرينا بقدومك؟ أتعبناك Lنظرت له السيدة لتقول بجدية : ستسافر وتترك زوجتك وأهلك هنا؟فعبس هو الآخر وقال : لقد طلبت منها أن تأتي معي لكنها رفضت كما أنكِ هنا يا خالتي وأيضاً سوف أكون على اتصال دائم , وأيضاً بهذا البحث سأجد دواءً لآمال ولكل من يعني من ذاك المرض , فنظر لآمال وأكمل : سيفيدنا هذا السفر كثيراً وآمال موافقة على ما أقول أليس كذلك؟فقالت آمال ببرود : صحيح ,, أمي أنتِ تكبرين الموضوع وهو لا يحتاج بعض السنين ويعود لنا فريد فقال فريد في نفسه بابتسامه : يال حكمتها^^فقالت السيدة بحنق : هكذا إذا ,, كما تريدان جئت للاطمئنان عليكما (فوقفت وهي تنظر للباب)فوقف فريد وآمال ,ليقول فريد بجدية : انتظري قليلاً خالتي , لم تمض نصف ساعة حتى , ابقي قليلاًاتجهت آمال نحو والدتها وقالت بهدوء : وأيضاً لم تأكلي شيئاً توقفي يا أميالتفتت السيدة سناء لهما وقالت : شكراً سآتي مرة أخرىتقدم فريد باتجاهها وقال بجدية : عيب علينا هيا اجلسي ><السيدة سناء بغضب وهي تتجه أكثر للباب : لا تلحان علي أنا ذاهبة تأخرت .فريد بنفاذ صبر : لكنني سأسافر هذا الأسبوع , كما تريدين سأجعل حلمي يوصلك.سناء ببرود : مع إني طلبت من شخص آخر , لكن موافقة.فتحت سناء الباب وخرجت لينادي فريد على حلمي التي تقع غرفته في الحديقة , خرج بسرعة من غرفته مشى بسرعة نحوه وقال بابتسام : سأوصل السيدة؟ (وهو يعدل ملابسه)نظرت له السيدة باشمئزاز , أومأ له فريد وقال : نعم , هرول حلمي باتجاه الجراج ليخرج السيارة.فقالت سناء وهي تنظر لحلمي: يبدو فتى متهور انظر كيف يتحركفتبسم فريد ضاحكاً : لكنه طيب جداً ^^ وسائق محترف.فقالت سناء بهدوء : سنرى , ها قد وصل أخيراً ركبت في السيارة وفتحت النافذة وقالت : اعتني بنفسك جيداً يا فريد .فأومأ لها فريد وقال بمرح : وهل سأقتل نفسي بالطبع , مع السلامة , فالتفت فريد لآمال مبتسماً فاستدارت للوراء باتجاه الباب , فتغيرت ملامحه وسار خلفها حتى دخلا.ما ان أقفل الباب ورائه حتى قالت آمال بانزعاج وهي تصعد على الدرج : ماذا حدث وغضبت أمي هكذا؟فريد (وهو يصعد خلفها ) : كأي أم عادية تخشى على ابنتها وحفيدها من العيش وحدهما فقد سافر زوجها كيف ستعيش في منزل كبير وحدها وسط الخدم ؟ (فأكمل بجدية) : هذه هي القصة , لا تقلقي ^^اتجهت ناحية غرفة ما وتبعها فريد لتجد لؤي بملابسه نائماً على سريره وبجواره لعبة جلبها من خلال جولتهمأغلق فريد الباب وتقدمت آمال نحو لؤي ترمقه بحنان , تمسح على شعره ,تقدم فريد نحوهم وقام بتغطية لؤي.فقالت آمال بحزن : كم أنا مستاءة من نفسي : لم أعد آمال السابقة المشرقة التي تبتسم في وجه الجميع التي تعطيهم الأمل , حتى لؤي لم أعد أهتم به كالسابق , أنا وحيدة ليس لدي سواه منذ وفاة والدي وأنا صغيرة وأنا أشعر بهذا الفراغ , ليس لدي أخت أو أخ , كم تمنيت لو كان للؤي أخ أو أخت يلعب معه , ليزيل تلك الوحدة التي يعيش فيها .أخذ ينظر إليها فريد قرب يديه من وجهها فرفعه ليجدها : تبكي بدون صوتليقول بهدوء : آمال ما الأمر؟ لا تقولي هذا , ماذا أفعل اذاً هنا؟فنظرت إليه وقالت بهدوء : أنت ستسافر وتتركني وأنا أريد الموت هنا في بيتي بين أهلي وليس بين أناس غرباء عني , كنت أظن أن حياتي ستكون أكثر سعادة لكن الشخص لا يأخذ كل الشئ , مع كل هذا الغنى ولا أشعر بالسعادة (في هذه اللحظة ) وضع لؤي يده على يد أمه ونظر إليها وقال بلطف : لا تحزني أبداً أمي أنا أحبك وأريدك أن تبقي بجانبي دوماً فلا تبكي فنهض ومسح دموعها فضمته .أخذ ينظر إليهما فريد بسعادة وهو يقول : لا أعلم من يجب عليه فعل هذا , كم أنا وقح زوجتي العزيزة لا أستطيع مواساتها , فأمسك يدها وقال بابتسام وهو ينظر للؤي الجالس بجوارهم : لن أكون قلقاً عليكِ , لأنه بجانبكِ رجل شجاع مطيع كابني لؤي .فابتسمت آمال له وقالت : طالما هو بجانبي فلن أكون حزينة .فوقفت وقالت بتوتر : آه لقد تأخر الوقت , لا تبقى مستيقظاً يا لؤي نم جيداتً حتى تستيقظ مبكراً ^^.فأومأ لها ووضع يده على رأسه وقال بمرح : علم وينفذ كابتن .فتبسمت ضاحكة وقالت تصبح على خير , فنظرت لفريد وقالت : دعه ينام .فوقف فريد واتجه ناحية الباب , أخذا يسيران في الممر , فقالت آمال بهدوء : تبقى يومين وتسافر.
**خلال هذين اليومين اتصل به جميع أصدقائه وأقاربه يودعونه ويشجعونه على إتمام بحثه العلمي خصوصاً رجل زوجته تعاني من نفس مرض آمال , ووعده بأن يعود في أقرب وقت ويبذل جهده حتى يخلص جميع الذين يعانون منه والسيدة آمال كانت هادئة قلقة بنفس الوقت على فريد التي لم تتعود على مفارقته طويلاً, وفريد يحث لؤي على الاهتمام بوالدته و الاعتناء بالمنزل والاهتمام بدروسه لأجل بداية السنة الدراسية الجديدة وقضاء معظم الوقت معه.------بعد مرور يومين-------أخذ ينزل من على الدرج بخطوات ثابتة , بيده حقيبة صغيرة , وبيده الأخرى معطف أبيض, بوجه خال من التعبير, حتى اتجه للجهة الأخرى. ليجد آمال ولؤي بانتظاره في غرفة المعيشة.اقترب منهم وأخذ ينظر إليهم , آمال تنظر للأرض بلا اهتمام , ولؤي ينظر له بحزن .اقترب منه فريد ونزل بركبتيه حتى أصبح في مستواه رتب على كتفيه وقال بحنان : بني العزيز, سأشتاق إليك كثيراً , لكني سأعود وسأكلمك يومياً لأطمئن عليك. فنزلت الدموع من عيني الصغير فبادره بأدب : سأنتظرك يا أبي وأنا فخور بك وواثق أنك ستنجح.فوقف فريد ونظر لآمال وهي على نفس حالتها تنظر للؤي , فأمسك بوجهها وقربه إليه ببطء بكلتا يديه فقال وهي تنظر إليه بخجل : سأشتاق إليك كثيراً يا آمال , لن يعوض أحد مكانك , من سيواسيني ويملك ابتسامتك الجميلة التي تمنحني الأمل , سامحيني على كل ما فعلته لك واستأت منه , فعانقها . فابتسمت ورتبت على كتفه وقالت بمرح : سأسامحك, إذا عدت لي سالماً وناجحاً وضمته هي الأخرى.أخذ ينظر إليهما لؤي بسعادة , ففتح الباب ليجد هدى وخادمتين معها بالخارج وحلمي يقف عند السيارة يأخذ الحقائب من إحدى الخادمات التي معها.تقدمت هدى نحو فريد وقالت بابتسامة : الحقيبة سيدي لو سمحت^^فأعطاها إياها وناولتها لحلمي .فتنفس حلمي الصعداء وقال بابتسامة : كل شئ جاهز سيدي.فتقدم فريد للأمام حتى ركب في السيارة وفتح النافذة,فركب حلمي هو الآخر وبدأ بتحريك السيارة .أخذ ينظر إليهم فريد والى آمال التي على شفتيها ابتسامة أمل العودة,تحركت السيارة وها قد خرجت من الحديقةلوح له الواقفون.فقالت خادمة بسعادة : نعم سيعود سيدي بالسلامة ^_^-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+

- ألحان الودآااع ■♪حيث تعيش القصص. اكتشف الآن