-:الجــــــــــزء الــــــرابع:-
تقدمت السيارة ببطء نحو باب الحديقة الأزرق منطلقة للشارع الرئيسي معلنته الرحيل,,ترقبها بهدوء تلك العيون المتلهفة على أمل انتظار عودة صاحبها سالماً إلى أحبابه ،، لتهتف بمرح آنسة ترتدي زى خادمة كانت واقفة : سيعود سيدي فريد بالتأكيـــد.
لتضع آمال يدها على قلبها قائلة بحزن في نفسها : أشعر أني لن أراك ثانية أتمنى أن تعود إلي سالماً.
}دخلوا المنزل{صوت:أشعر أني لن أراه ثانية ,لست مطمئنة لسفره,أتعلمين؟ أنا نادمة حقاً لأني لم أصغِ إليه ولم أسافر معه.
صوت2 :ابنتي.. لا تدعي تلك الأفكار تغزو عقلك,اهتمي بمنزلك ومصلحته الآن,لقد أصبحت المسئولة الأولى,آسفة سنتكلم في وقت لاحق هناك من يطرق بابي,ولا تنسي أيضاً أني خالته قبل كل شئ.
صوت1 :مع السلامة.كانت جالسة على كرسي في شرفتها تنظر للأسفل تجد ثلاثة أطفال يلعبون بمرح في تلك الحديقة الواسعة فابتسمت,فوقفت وأخذت تنظر لهم بتمعن,ليقطع تلك اللحظة صوت طرق باب الغرفة ,
لتقول وهي على حالتها : تفضل.
فإذا بآنسة ببشرة سمراء وشعر برتقالي ممسكة بهاتف تقول بابتسامة :سيدي فريد على الخط^^
لتمشي باتجاهها بسرعة قائلة بلهفة : أعطيني
لتقول وهي تجلس على كرسي:كيف حالك يا فريد؟
(فتبدلت نبرتها لتقول بجدية):ما أخبار بحثك؟كيف تسير أمورك أخبرني؟
فضحكت هدى بدون صوت قائلة في نفسها :لن تستطيع إخفاء ذلك الشعور^^
,فانحنت واستدارت للخلف وفتحت الباب ببطء وانصرفت.
مرت الأيــام والسنين على ذلك المنزل الكبير , لؤي السعيد باتصال أبيه كل فترة وحزين لسفره وغيابه عنه في نفس الوقت وانتقاله للمرحلة الثانوية واجتهاده ,وشعور آمال كشعور ابنها لؤي ,والسيدة سناء جدة لؤي التي تأتي لزيارتهم وأحياناً تظل عندهم بعض الأيام ,وصديقات آمال اللاتي يترددن على بيتها ,ومعاونة السيد سالم لهم .
(في بيت السيد سالم)
حان موعد العشاء التفت الأسرة حوله ,
ليتنهد قائلاً كان العمل شاقاً هذا اليوم في المطعم ,يبدو أن الخلطة الجديدة أعجبت الزبائن.
لتقول فتاة بابتسامة يبدو أنها في العقد الثاني من عمرها : ومع ذلك طعام أمي يختلف كثيرا له مذاقه الخاص الشهي ورائحته .
لتبتسم سيدة في منتصف الأربعين من العمر : لا تبالغي يا مها , سواء في المطعم أو البيت مذاقه واحد لكن والدك لا يريد أن يتعبني معه في الطبخ لزبائن المطعم ,هكذا سيفهم والدك أن طعم طبخه سئ
لتبادرها الفتاة بغباء : ومن قال هذا يا أمي , بالطبع لا وأبي طبخه ممتاز أيضاً , والدليل أن المطعم كل يوم يمتلئ بالزبائن لكن المشكلة في شكله فهو على الطراز القديم وهذا يقلل من نسبتهم,يحتاج لتغيير.
ليقول فتى بهدوء : ماذا تقولي يا أختي؟ الزبائن أحبت هذا الطعام وبالتالي أحبت المطعم ,حتى لو لم يكن الشكل بالدرجة المطلوبة ,فهم سيقبلونه على وضعه , وبالطبع لو سنحت لنا الفرصة وتوفرت لنا الظروف الملائمة سنحسن من شكله^^.
فقال الأب بسعادة : صحيح يا عمر
*بعد أن انتهوا من العشاء واتجهت مها وعمر لغرفتهما*
همست السيدة قائلة لسالم وهما على طاولة الطعام : هل علينا الاهتمام بهم كل هذا الحد ؟ إنهم بخير وفريد يجلب لهم المال كل فترة ماذا يريدون أكثر من هذا؟
ليقول سالم بجدية : انه صديقي ووعدته بذلك ولن أنسى مساعداته لي دائماً؟ألا تذكرين هو الذي ساعدنا ودلّنا على هذا البيت وأشياء كثيرة فأرجوكِ يا بسمة ,لا تفكري في هذا الموضوع نهائياً.
فنظرت له بغضب :ثم وقفت وانصرفت .
حل المساء على ذلك البلد العربي,وانتصف الشهر ليظهر البدر متلألئ في السماء يبدو كأنه حزين ,ها قد اجتمعت السحب ,نزل المطر , تزين تلك الليلة الكئيبة تلك الرياح الشديدة ذات الصوت المرعب <<<ما هذه الكآبة!
<في بيت السيد فريد>
السيدة آمال ووالدتها ولؤي جالسون حول طاولة الطعام,أخذ لؤي يحدق بجريدة كانت بقربه,فأمسكها بكلتا يديه وأخذ يقلب في الصفحات باهتمام,حتى وقع ناظراه على عنوان ما, ليقول بهدوء في نفسه : مرض العصر !! يا الهي أخشى أن يحدث شئ لأمي ,انه يزداد يوماً بعد يوم (ليسمع صوتاً يقول):لؤي تناول طعامك
رفع رأسه ببطء ليجد جدته تنظره له بهدوء .
فابتسم قائلاً بهدوء وهو يقف وبيده الجريدة:لا سأذهب لغرفتي.
فنظرت له والدته,ثم التفتت لسناء قائلة بقلق:أشعر بشئ غريب يا أمي , حرارتي مرتفعه أخشى أن تسوء حالتي أكثر,لم أعد قادرة على تناول الدواء , أشعر أنه يتعبني أكثر(وبدأ العرق ينزل على جبينها).
فالتفتت لها والدتها بسرعة فوضعت يدها على جبينها فقالت بهدوء : لا تقلقي يا آمال , ألم تأخذي دوائك بانتظام؟
فنظرت لها آمال بقلق : نعم,لكني أشعر بشعور غريب.
فقاطعتها والدتها: سأخذك للفراش ربما مجرد إرهاق فقط!.
سارا ببطء حتى وصلا للدرج فقالت آمال وهي تصعد : لا أعلم من يجب عليه مساعدة من؟ شكراً يا أمي^^
وصلا للطابق العلوي ,فاتجهت والدتها لغرفة ما ففتحتها وأشعلت الأنوار,فتمددت آمال على سريرها فغطتها والدتها,فجلست بجانبها وقالت :لا تتحركي ارتاحي الآن ,ستكونين على ما يرام ,سأحضر الماء والثلج حتى تخفض حرارتك فوقفت وخرجت من الغرفة.
ما إن خرجت حتى وجدت لؤي أمامها فقالت بسرعة:لؤي أحضر من الأسفل بعض الماء والثلج فحرارة والدتك مرتفعه.
فاستدار لؤي وقال بقلق :مماذا أصابها؟
فبادرته جدته :بسرعة لا شئ حرارتها مرتفعة فقط, ربما أصيبت بالبرد.
فقال بتوتر:حسناً اجلسي بجانبها و سأحضره وان ساءت حالتها , سأتصل بالطبيب.
نزل بسرعة من على الدرج فدخل المطبخ ليجد شروق تحضر شيئاً .آمال بتوتر : لا داعي للطبيب يا أمي , كما قلتي مجرد برد.
دخل لؤي ومعه هدى (التي أخبرتها شروق)*غرفة كبيرة امتلأت بالمعدات الخاصة من الأجهزة والحواسيب.
عدد من الأشخاص الباحثين والأطباء ملتفون حول جهاز يستمعون إلى واحد فيهم بلحية بنية صغيرة وشعر بني كثيف, يرتدي رداء أبيض قائلاً بلغة ما : نحتاج شيئاً ينقل الطاقة في اتجاه انتشاره (فصمت وتعرق) فأكمل وهو يشير لشئ في حاسوب بجانبه (فانتبه له الآخرون)فقالت واحده بجانبه بشعر أحمر وترتدي نفس الرداء الأبيض في بداية الأربعين بنفس اللغة : دكتور فريد هل أنت على ما يرام؟ لم لا تستريح؟
فنظر إليها قائلاً بابتسامة : لا بأس سأكون بخير (فأكمل كلامه وهو يشير للحاسوب): سبيلنا لهذا هو إمرار موجة فهذه وظيفتها.
فابتسم الآخرون فقالوا : ممتاز دكتور سنعمل عليه^^
فابتسم هو الآخر فوقف وتركهم واتجه نحو شاشة كبيرة وأخذ ينظر إليها فتذكر أسرته فقال في نفسه: إن شاء الله سوف ينجح مشروعي .
فتبعه أحد الموجودين قائلاً : ما الأمر دكتور؟ هل حدث شئ؟ أخبرني.
فالتفت إليه قائلاً بهدوء : لا شئ أبداً يا كيفين مجرد إرهاق وحسب فلقد سهرت الأمس كثيراً.
فبادره كيفين بهدوء : لاحظت ذلك..حسناً إذا كنت تواجه مشكلة أخبرني ^^
-حسناً , أهم شئ اهتم بالبحث والمشروع
- لا تقلق , اعتمد علي , سأدعك الآن^^عاد فريد إلى وضعه السابق ليرن هاتفه الخلوي في بنطاله , فابتسم وقال : أكيد هذه الرسالة منهم^^
ففتحها وأخذ يقرأ ما فيها بعمق : فتغيرت ملامحه ,ورجع ببطء للوراء,ليقول بدهشة بصوت يشبه البكاء :مسـ مستحيــل..!!!!؟يتبع....
آرائكم+انتقاداتكم