الفصل الاول
بــسـم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي بداية حلول شهر أكتوبر المصاحب للخريف وبداية العام الدراسي، الذي تمتليء رائحته بالأوراق والكتب المدرسية، وفي هذا المكان الكبير البعض متحمس لهذه التجربة والبعض الآخر يبغضها بسبب تجربتهم التي لم تكن جيدة البتة حيث كانوا هم موضع سخرية الأطفال والمراهقين .
في بقعة بعيدة نسبيًا في تلك الغرفة، تقف فتاتان بجوار بعضهما ينظرون للصغار باستياء من حماسهم المفرط، لتنطق واحدة منهما والتي تُدعى رانيا بضيق...
_أنا مش عارفة هما متحمسين على إيه.لترد الأخرى اللتي تُدعى جميلة بسخرية منهم...
_سيبيهم غلابة ما يعرفوش حاجة.وفي منتصف الغرفة، تجمع الأطفال يشاهدون أغراضهم المدرسية التي ابتاعتها لهم "رحمة" تلك الفتاة المسؤولة عنهم، رغم قلة الأغراض ولكنهم حقًا سعدوا بها، يعلمون أنها إن كان بوسعها أن تأتي لهم بأشياءٍ أكثر كانت ستحضر وما لا يعلمونه أنها إن كان بوسعها لأعطتهم عينيها ولن تبخل. في تلك اللحظة، صرخ الصغير تميم على صديقه الذي كان يمسك في يده حذاء صغير يناسبه ولكن تميم لم يعجبه هذا الوضع وأراد أخذ حذائه بالإجبار، وقف الصغير وشدد مسكته على حذائه لكي لا يأخذه تميم، ولكن الآخر سحب الحذاء من يده ودفع جسده الضعيف ليسقط الصغير على الأرض ويبدأ في البكاء، حينذاك لاحظت رحمة تصرف تميم العدواني تجاه صديقه، فهرولت نحو الصغير ترفعه من على الأرضية الباردة وتمسح له دموعه المتساقطة من عينيه، ثم نظرت لتميم بضيق من تصرفه وهتفت بهدوء...
_تميم، اعتذر لمعاذ.
ولكن أمام هدوئها رفض تميم الاعتذار لصديقه، لكن رحمة لم تيأس وكررت عليه الجملة نفسها، وتلك المرة رفض تميم الاعتذار وصرخ في وجهها أنه لن يعتذر لصديقه، حسنًا، إلى هذا الحد طفح الكيل منه، صرخت بضيق من تصرفاته التي تزداد سوءًا مع مرور الزمن...
_أنت سمعت أنا قلت إيه؟ اعتذر لأخوك ورجع له الكوتشي بتاعه.
صُدم تميم من صراخها عليه الذي لم يعهده من قبل، دائمًا كانت تتعامل معه بهدوء ولُطف، والآن تحرجه أمام أصدقائه، رمى ما بيده وذهب خارج الغرفة ركضًا إلى الحديقة الواسعة في الخارج وجلس أسفل شجرة كبيرة الحجم ثم أجهش في البكاء، يكره ذلك حقًا ويكره حينما يتصرف هكذا، ولكن هذا نابع من داخله، في أقل المواقف يجد نفسه يتخذ الوضع العدائي، يحب أصدقائه ويحب رحمة أيضًا ولكنها أحرجته بشدة. حسنًا لن ينكر أنه أخطأ ويجب عليه الاعتذار لا محالة.
وفي الداخل، أمرتهم رحمة بالذهاب إلى غرفهم لتنظيم أشيائهم الجديدة ثم يخلدون إلى النوم. وبعد ذلك، أطفأت رحمة جميع أضواء الغرفة ثم ذهبت للخارج حيث مكان تواجد الصغير، رأته يجلس أسفل شجرته المفضلة لديه، مشت نحوه ثم جلست بجانبه ونظرت له بعتاب، فبادلها هو النظرات بأخرى نادمة، فهمت هي بالحديث ترفع عنه الحرج...
أنت تقرأ
أضطراب
Adventureيومًا عن آخر تتزايد أعداد الضحايا و الأطفال المشردون، نصف المجتمع ينظر لهم بشفقة و النصف الآخر بإستحقار و أن هذا ما يستحقونه في هذه الحياة، ثلاثة ارباع العالم يظن ان اكبر مشكلات الطفل حينما تتحطم لُعبته و الربع الاخر لايظنه الا دلالًا، و البعض لا...