كانت الشمس تشرق ببطء على جزيرة القمر، ملقيةً بأشعتها الذهبية على المنازل البسيطة والأشجار المتناثرة. في أحد هذه المنازل، استيقظت مارية مبكرًا كما اعتادت كل يوم. لكنها اليوم لم تكن مثل أي يوم آخر. كان يومها السابع عشر، وهو اليوم الذي ستبدأ فيه حياة جديدة.
في هذا الصباح، كانت مارية تشعر بمزيج من الحماس والقلق. فقد وافقت على الزواج من يوسف، الشاب الثلاثيني الذي جاء من فرنسا لقضاء إجازته. الجميع في القرية كانوا يتحدثون عن يوسف، وعن الثروة التي يحملها وعن الحياة المترفة التي سيقدمها لمارية وعائلتها.
عندما جاء يوسف إلى بيت مارية لأول مرة، كان يبدو جذابًا وودودًا. كان يتحدث بطلاقة عن فرنسا وعن الفرص التي تنتظر من يذهب إليها. وكان يحمل الهدايا لأفراد العائلة، مما جعلهم جميعًا يشعرون بالفخر والسعادة. بالنسبة لمارية، كان يوسف يمثل الحلم الذي طالما سمعت عنه: الحياة في بلاد الغربة، والرفاهية، والاستقرار المالي.
لكن هناك شيئًا في عيني يوسف كان يثير قلق مارية. كانت تشعر أن وراء ابتسامته الدافئة يخفي شيئًا، لكن لم تكن تعرف ما هو. حاولت أن تتجاهل هذا الشعور، متمنية أن يكون مجرد توتر قبل الزواج.
في يوم الزفاف، ارتدت مارية فستانًا أبيض بسيطًا، وتزينت بحلي تقليدية. كان الحفل مليئًا بالفرح والرقص، والجميع كان يحتفل بهذا الحدث الكبير. يوسف كان يبدو سعيدًا، وكانت نظراته تتجول بين المدعوين، لكنه لم يكن يتوقف طويلاً عند أي شخص.
بعد الزفاف تسابق الزمن وأخذت الأيام تمر كالعجلة الدوارة. إلى أن وجد يوسف إجازته قد مضى وبدأ يخطط للعودة إلى فرنسا، وعد مارية بأن يتبعها قريبًا بعد تجهيز الأوراق اللازمة. وقبل سفره، أمضيا أيامًا جميلة معًا، حيث كان يوسف يأخذها في جولات حول الجزيرة، ويحدثها عن حياته في فرنسا وعن المستقبل الذي ينتظرهما.ولكن بمجرد أن غادر يوسف، بدأت مارية تشعر بالوحدة فيما شرع القلق يتسلل إلى قلبها.
ظلت تنتظر رسائله وأخباره بفارغ الصبر، لكنها لم تتلقَ إلا القليل منها. كانت الأسرة تنتظر الأموال التي وعدهم بها، لكن لم يصل شيء.
بدأت الأسابيع تتحول إلى شهور، ومارية تبدأ في فهم الواقع القاسي.
كانت تتساءل عما إذا كان يوسف سيعود أم أنه كان مجرد حلم زائف. تذكرت حكايات الفتيات الأخريات في القرية، وكيف انتهت زيجاتهن بشباب مهاجرين بالفشل، وتخشى أن تكون قد وقعت في نفس الفخ.
في إحدى الليالي، جلست مارية تحت ضوء القمر تتأمل في حياتها. كانت تعلم أنها قوية وقادرة على مواجهة أي تحدٍ، لكنها كانت تحتاج إلى معرفة الحقيقة. عليها أن تعرف ما إذا كان يوسف سيعود حقًا أم أنه كان مجرد وهم وسراب خادع.
.
أنت تقرأ
مارية الفتاة الحالمة
Pertualangan**ملخص:** مارية، فتاة في السابعة عشرة من عمرها من جزر القمر، تتزوج من شاب ثلاثيني مقيم في فرنسا. الجميع يعتقد أن هذا الشاب ثري وأن زواجه بمارية سيجلب السعادة والثراء لعائلتها. لكن ما لا يعلمونه هو أن هذا الشاب متزوج من أخرى في فرنسا. يتبين لاحقاً أن...