يوم من الفوضى

33 2 1
                                    

                          (١)

*هنيدي*
  
سمعتُ صوت خطوات طقطقة أرجل تحاول التسلل على الخشب الأرضي في غرفة المعيشة الشبه مظلمة كالقبو، كنتُ قد رأيتُ ذلك وأنا أفتح عيناي لأصحو دون أن أصدر أي صوت يشتته، ليصل إلى ستائر الشباك ومع سماع قهقهات شريرة مكتومة فُتحت الستائر بقوة من ثَم فُتح الشباك في مشهد أكثر من فيلم رعب، لينشر ضوء الشمس في أرجاء الغرفة بأكملها وقيل بصوت عالٍ:
-هيّا يا مدينة الكسالى استيقظوا!

ثم لف وجهه نحوي فأغمضتُ عيناي بسرعة لأدعي أني لازلتُ نائماً، ولكن وبشكل جنوني قفز عليّ ذلك الجبل الشاهق الذي من المفترض أن يكون أخي"إياد" بينما أنا مستلقٍ على الأريكة الطويلة، فيأتي نحو أذني ويصيح كصياح الديك وقت طلوع النهار "كوكوكوكووو!"، هكذا يحدث لي هذا المشهد في كل صباح أصتبح فيها! مما جعلني هذه المرة أجن على هذا الفتى فجأةً نهضتُ وهجمتُ عليه وأغلقت فمه بيدي فانفعلت عليه قائلاً:
-ألا يكفيك هذا يا فتى؟! الأ أملىء جمال عينيك  أبداً!! طبلة أذني تكاد تتحرك من مكانها بسبب صوتك أيها القُن..

ووقتها قام ببصق لعابه على يدي ذلك المقرف فاشمئزيت منه ومسحته على ملابسه بقهر، وكان يقهقه بطريقة مجنونة وقفز من فوق الكنبة محاولاً الهروب مني كاللص وهرولتُ نحوه قال لي محاولاً إغاظتي وهو يأخذ السلم:
-لن تستطيع الإمساك بي!
-لن تفلت بفعلتك هذه أيها القنفذ المتمرد

أخذ يغيظني بإظهار لسانه عليّ من ثم بينما كنا نجري في الطابق العلوي من بيتنا وجدتُ الحمام فتوقفت لأدخله، بينما أفتح مقود الباب ظهر فجأة أمامي قناع وحش مخيف قريب من الوحوش الأساطير التي باليابان يرتديه أخي الثاني"زياد" ليفزعني قمت بالصياح عليه وأزحته للخارج حتى أخذ راحتي في الحمام كأي إنسان طبيعي حين يستيقظ، فأغلقت على نفسي الباب وأغلقت المقود أيضاً منعاً أي متاعب أخرى منهما، ثم سمعتُ صوت أخوي وهما يقهقهان عليّ بسبب المقلب الذي قاموه لي فزعقت فيهما:
-كفا عن الضحك وهيّا حضرا المائدة للفطور!

قال كلاهما: حاضر!
بعدما قضيت حاجتي بسلام فجأة سمعت صوت غريب كصوت الدب المطاطي خلف ستار حوض الاستحمام، عندما فتحته وجدت عصاً خشبية بها رأس كرة حمراء  بوجه مضحك انطلق فجأة ماء من ثقب في فمه كالمسدس المائي بقوة على وجهي، أثار هذا جنوني وتزحلقت على الأرض لولا ستر الله أني وقعت على السجادة نفسها وليس السيراميك، فزحفت على ركبتاي لأبتعد عن هذا الشئ الغريب فتوقف الماء، من ثم وجدت اللمبة تحدث رعشة غريبة كأفلام الرعب وعرفت أنه عبث أحد من الأخوين فزعقت فيه ليترك مفتاح النور ويعد مع أخيه للمائدة، هكذا كان يحدث عدة مقالب لنا نحن الثلاثة أثناء اليوم، ليس بوقت محدد، حتى يصير هذا البيت أسوأ من مكب نفايات القطط والكلاب! ولذا كان عليّ الاحتراس منهما أو يتم الاتفاق مع أحد منهما على الآخر، أخذت أقهقه على خَيبتهما، ثم همست في نفسي وبي ابتسامتي الخبيثة:
- سترون ماذا سأفعل بكما!

يوم من الفوضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن