الأول

6.1K 153 6
                                    

- أنتِ بتأكليه في بُقه؟!!

نطقت بها "جنى" تلك الشابة في منتصف العشرينات بتعجب وعدم تصديق وهي تطالع تلك المتبجحة التي تجلس بجانب خطيبها تقوم بإطعامه داخل فمه أمام أعين الجميع وكأنه زوجها.

أجابت تلك الفتاة وهي تنفض يدها بعدما وضعت المعلقة جانبًا تجيبها ببرود: أيوة يا حبيبتي إحنا متعودين على كدا من زمان، بعدين أنا مش حد غريب دانا بنت خالته يعني!

ها هي تبرر فعلتها التي لا تمت للأدب بصلة بتلك القرابة اللعينة، نظرت "جنى" للطاولة من حولها حيث يجلس كلٌ من خطيبها "عصام" وعلى يسار تلك المتبجحة "روفيدة" ابنة خالته بينما كانت تجلس هي على يمينه ولجانبها ذلك الشاب والذي يكون خطيب "روفيدة"!

رفعت روفيدة حاجبها وهي تسألها بإبتِسَامة تتعمد استفزازها: إيه أنتِ عندِك مشلكة ولا إيه؟؟؟

ولكن هيهات هيهات ما تريد، إن ظنت أنها بتلك اللهجة ستثير أعصابها وتجعلها تقف مندفعة خارج المطعم بغضب فهي خاطئة.

ابتسمت "جنى" بهدوء ابتسامة أظهرت أسنانها وهي ترد عليها بينما تشير بيدها على الشاب خطيب "روفيدة": لأ يا حبيبة قلبي عندي مشكلة ليه! إذا كان خطيبِك قاعد أهو وشايف ومعندوش مشكلة هعترض أنا ليه؟؟

كان "أمير" خطيب "روفيدة" يحترق بالفعل لما تفعله أمامه وأمام العامة، كان على علمٍ سابقًا بأنها مقربة من "عصام" بهذا الشكل لأنها تعتبره أخًا لها ولكنها تمادت تلك المرة!

كما أن كلمات جنى الحارقة جعلته عاريًا أمام نفسه، وقف "أمير" من مكانه ليرمي روفيدة بنظرات مشتعلة قبل أن يلتقط هاتفه ويلتفت ليخرج من المكان.

نظرت جنى للكرسي الذي أسقطه أمير بإندفاعه للخارج ثم وقفت معتذرة لمن حولهم وهي تقوم برفعه عن الأرض، وأثناء ذلك كانت روفيدة قد وقفت سريعًا لتلحق بأمير بعد صاحت بجنى غاضبة: منك لله يا شيخة.

ابتسمت جنى بسخرية وهي تنظر لعصام الذي بقى بمفرده على الطاولة ثم قالت وهي تلتقط حقيبة ذراعها: حاسب على المشاريب يا نجم.

ومن ثم غادرت هي الأخرى، تنفست بغضب ما إن صارت خارج المطعم لتسب وتلعن الإثنين وهي تشعر بتلك النيران داخلها.

التفت تنظر حولها بحثًا عن وسيلة تُعيدها للمنزل وهي لازالت تتأفاف في ضيق، صعدت إحدى الوسائل ثم أملت السائق المكان قبل أن ينطلق بها.

وصلت المنزل وأخذت تلقي بمتعلقاتها بكل مكان، الحقيبة أرضًا، المفاتيح فوق الاريكة، فردة الحذاء الأولى القتها بقوة أمام المطبخ: عيال ولاد **، ناقص تقوم تقعد على حجره بالمرة!

- بسم الله! مالِك يا جنى في ايه؟

خرجت تلك الكلمات من فمِ والدتها التي خرجت من المرحاض تجفف وجهها وذراعيها بعد أن توضأت استعدادًا لأداء صلاة المغرب.

بيت البنات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن