" المِصْيَدَة "

19 3 2
                                    

حملْتُ هاتفي لأرى آخر أحداث هذا العالم الذي لسْتُ جزءاً منه، فإني هجرته منذ ولادتي. وكالعادة أُقلِّبُ في الهاتف وكأنه صفحات كتاب، فكل ما تتحدث عنه مواقع التواصل تفاهات، ترّهات.. ومضيعات للوقت!
شدّ انتباهي حِساب، بدا غريبا بعض الشيء.. وكما تعلمون الغرابة *إسمي الثاني* دخلتُ الحساب بلهفة لإشباع فضولي وكان محتواه حول الروحانيات والعالم السفلي وهذا ما يتناقض مع منطقي وإعتقاداتي.. شعرت بصمت حادٍ هيمن على الغرفة، وكأن شيء مريب يتربص بي!! قربت هاتفي إلى وجهي لأتمكن من فهم ما أراه، لقد كانت رموزا وطلاسم مبهمة!!! أنا حقاً لم أفهم هذه اللغة الغريبة !!
وفجأةً....
قفزْتُ من فراشي مذهولة! وكأن تياراً كهربائياً قوي يسري في جسدي كله... لقد كان رجُلاً!! لا بل طفلا في مقتبل العمر، وجهه مشوه، يهتو بكلمات غير مفهومة!! مكبّل اليدين وملتفاً بقماشة بيضاء.. تلونت بلون دمه.. آثار التعذيب بادية على جسده النحيل.. يا إللهي حالته لا توصف!! شعرت بالغثيان مما رأيته،  من بشاعة المنظر... كائنات غريبة الشكل ذات وجه مرعب وأسنان حادة بارزة..
عجزت عن تفسير هذه الغرابة، او جنس هاته الكائنات!!
كانت تنتش من جسده بشراهة وهو يصرخ ويصرخ ويصرخ !! مازال صوت صراخه يطن في أذني. رميت الهاتف بعيدا عني وخرجت من الغرفة بسرعة التقط انفاسي بصعوبة... •
-امي" ما.. مابك يا فتاة! توقفي لمذا تركضين؟؟ "
أجبتها وأنا أتمالك نفسي وأخفي الأمر
-" لا.. لا شيء أنا بخير! "
-"ألن تشاركينا العشاء؟! "
-"لا لست جائعة. "
-"أظن بك حمّى حرارتك مرتفعة دعينا نذهب للمستشفى"
- "أرجوك يا أمي! أنا لست صغيرة، أشعر بالإرهاق سأعود الى غرفتي لارتاح قليلا. "
-"أنا أشعر بالقلق حيال ابنتنا إنها تتصرف بغرابة أخشى أن شيئا ما حدث لها! "
-"متى ستتوقفين عن القلق حيالها!!؟ ابنتنا الآن راشدة! أرجوكِ تناولي عشائكِ"
عدت إلى غرفتي وأنا أحاول الهدوء، حاولت أن أقنع نفسي أنها مجرد أوهام، رغم يقيني التام بعكس ذلك!
إلتقطت هاتفي لمعرفة معلومات حول ما رأيت ولكن سحقااا!! أأين..! ولكن كيف؟؟؟؟ أقسم أنني رأيته.. أين إختفى؟؟! أين إختفى الحساب؟ هل أنا اتوهم؟!  ولكن مستحيل أنا متأكدة...!

!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


Jouska💀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن