"أترانا"
أتُرانا نَبَعنا من زمن يلينا
حتى ما عرفنا عنا سوى القليلًاأتُرانا بينه كنا القريب البعيدا
كَأشباه نَفَسٍ كان للحياة مُنيلًاتمتد أناملنا الخَشِيبة أفقًا إليه
فيسيل بيننا ويكون عنَّا محيلًاكذَرٍّ يذرونا عنه كلما نَحَوْنا إليه
وهو مَكنون فينا يرمي الأزاميلَاأزاميلُ نُنَقِبَ بها أبد الدهر عنا
فوق الأديم كنا دومًا جبينًا تَليلًاأتُرانا كشمسٍ رُؤاها مؤلمٌ ودُناها
إلا أنها على الإبصار كانت معيلًاأترانا نفقؤ أعيننا بنا كل حينٍ
كي لا نرانا ونظلَّ نلعن طويلًانكون يومًا، وحينًا نكون أمسًا
إذ الليل يكون خِفيَةً علينا دليلًاإذا أضحينا أَلْيَلْنا عَمَى الأيادي
والتُّلِّ المتراكم كالتلال وبيلًانُبقي السعير أمامنا متقدًا
إذ نكون ضوءً نأى أصيلًاأخطأنا بوضعه حردًا على
ما فات فينا وفاتنا مُسيلًاهَوامِلَ من الفؤاد والتواركِ
اللائي أهملنا بأنها تكون نَسِيلًانحن ننضب عن سعيرنا سريعًا
كلمحة برق على الهوامش هزيلانحن كل شرارٍ صغير
تلافيناه أثرًا، ليس رحيلًاإنما ننجو مِنَّا بالقوارب
ومساءة البحر كان لنا مثيلًاولكل شيء دنا ونأى لعمر
وممات ولكل ما كان سبيلًانرجو حين نرانا فيه أن يلتَجَّا
وإذا فعل رجونا أن يميلًاكعبدٍ كافر كفرنا بإحسان
وربونَا فوق رملٍ كان سليلًالريح مسكنها سماء شسيعة
تراكضنا إليها ولسنا لها خليلًاخُدعنا بطيب الأُرُومة ولم
يحملها سوى ظهرٍ كان عليلًاأترانا نقاطٌ على حروف
في زمان ما احتيجت ولو قليلًاكمصابيحَ وضاءة بكرة
لا ضوءها يُرى ولا مَنعت ظلًِا ظليلًا