كانت ألينا غونزاليس تمشي بخطوات متأنية على طول شارع كاستيلا في مدريد، تتأمل الأبنية التاريخية المحيطة بها وتستنشق هواء المدينة العتيق. لقد كانت هذه المشاية الصباحية جزءًا من روتينها اليومي منذ أن انتقلت إلى هنا للدراسة في الجامعة قبل عامين. ..
تميَّزت ألينا بجمال متناسق، فشعرها الأسود الناعم كان يتدلى على كتفيها وأحيانًا يختبئ وراء عينيها الخضراء الواسعتين اللتين كانتا تعكسان حالمها وتفاؤلها. كانت بشرتها الحنطية ذات لمعة صافية وهندامها البسيط أنيقًا على نحو مميز.
وتأمَّلت ألينا من بين أهداب عينيها الطويلتين المشهد المألوف الذي تعودت عليه. لقد كانت تشعر بالرضا والطمأنينة بين هذه الأزقة الضيقة، والمباني ذات الأقواس الحجرية، والمتاجر التراثية التي تغمرها رائحة القهوة والخبز الطازج.
فجأة، انشغلت أفكارها بموعدها الذي كان سيشكل نقطة تحول في حياتها. فقد قبلت عرضًا لوظيفة مرموقة في إحدى شركات الاستثمار الكبرى في المدينة، والتي ستمنحها فرصة للبدء بمسيرة مهنية واعدة. لم تكن تصدق أن حلمها باكتساب الاستقلالية والنجاح وأخيرًا الابتعاد عن والدها الصارم قد بات على وشك التحقق.
كانت تمشي بكل ثقة عبر الشارع الذي غالبًا ما اجتازته، ولكن دون أن تنتبه إلى وجود سيارة فارهة تسير بسرعة قادمة من إحدى الشوارع الجانبية. ولم يكن لديها أي فكرة عما سيحدث بعد ذلك.
فجأة، ارتطمت بها السيارة وارتطمت رأسها بالأرض بقوة، مما خلَّف دوارًا وشعورًا مؤلمًا ينتاب جسدها. وقبل أن تفقد الوعي، شاهدت ظلًا ضخمًا ينحني فوقها وصوتًا رجوليًّا قاسيًا يأمرها بالصمت قائلاً "لا تتحركي، إذا أردت أن تعيش".
ثم خيمت الظلمة على وعيها.
عندما استفاقت، وجدت نفسها في مكان غريب وغامض. كان الغرفة صغيرة ومعتمة، مع إضاءة خافتة من مصباح صغير على الجدار. كانت يداها مقيَّدتان خلف ظهرها، وشعرت بخوف شديد يسري في أوصالها. حاولت التحرك لكن كان ذلك مستحيلاً.
فجأة، سُمع صوت خطوات قريبة. واقترب منها شخص طويل القامة له هيئة قوية مع شعر أشقر وعينان زرقاوان عميقتان. وجهه كان يخفي ملامحه وكان ينظر إليها بدهشة.
"أنت لست من كنت أتوقع." قال الرجل بصوت خشن. "لكن ربما يمكننا الاتفاق على شيء ما."
ألينا شعرت بالفزع والخوف وهي تحاول إخفاء ذلك بقدر المستطاع. "من أنت؟ ماذا تريد مني؟" سألت بصوت مرتجف.
الرجل تأمَّلها للحظة قبل أن يرد "أنا أنطونيو رولينو. وأنت ليس المرأة التي كنت أبحث عنها، ولكن ربما تتيح لي فرصة للتخلص من أعدائي."
ألينا شعرت بالقلق والبلبلة وهي تنظر إلى هذا الرجل الغريب الذي بدا وكأنه ينوي الاحتفاظ بها كرهينة. وكانت محاصرة في مكان مجهول دون أي طريقة للهرب. لم تكن تدري ما سيحدث لها بعد ذلك.