الفصل الرابع: الارتباط المحظور
مع مرور الأيام، بدأت ألينا تتعرف أكثر على أنطونيو والجوانب المختلفة في شخصيته. فعلى الرغم من انتمائه لعصابة المافيا الإسبانية، كان هناك جانب آخر في هذا الرجل الضخم والمخيف.كانت أوقاتهما معًا تتميز بتناقضات وصراعات متكررة. في بعض الأحيان، كان أنطونيو قاسيًا وعنيفًا في معاملته لها، مما كان يثير الرعب والكراهية داخل ألينا. ولكن في أوقات أخرى، كان لطيفًا ومتعاطفًا، بل وأحيانًا يبدو عليه لمحات من الحزن والندم.
وكلما قضت ألينا المزيد من الوقت معه، بدأت تلاحظ أن هناك شيئًا ما ينشأ بينهما. كان هناك نوع من الجذب المتبادل، رغم أنها كانت لا تزال تدرك خطورة الموقف الذي وجدت نفسها فيه.
ذات مرة، وأثناء أحد لقاءاتهما، تجرأت ألينا على طرح سؤال محيّر. "أنطونيو، لماذا تحاول الاحتفاظ بي هنا؟ أعني، أنا لست ابنة عدوك كما ظننت. لماذا لا تتركني أذهب؟"
أنطونيو نظر إليها بصمت لبرهة قبل أن يتنهد. "لقد أصبحت أكثر من مجرد رهينة بالنسبة لي، ألينا. في الواقع، لم أعد أريد أن أضرر بك."
ألينا شعرت بالدهشة والارتباك أمام هذا الاعتراف. "ماذا تعني بذلك؟ لقد اختطفتني وحجزتني هنا. كيف يمكن أن تكون أكثر من مجرد رهينة؟"
أنطونيو تردد قليلاً قبل أن يجيب. "لقد بدأت أرى فيك شيئًا أكثر من مجرد أداة للمساومة. أنت... أنت تعني لي الكثير."
ألينا شعرت بقلبها ينخلع. كان هناك إخلاص وصدق في طريقة نظره إليها وكلماته. "لكن كيف يمكن أن يكون الأمر كذلك؟ أنا أسيرتك وأنت عضو في عصابة المافيا. هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا."
أنطونيو أمسك بيديها المقيدتين وقال بنبرة حانية. "أعلم أن الأمر يبدو مستحيلاً. لكن أنا لا أستطيع التخلي عنك، ألينا. أنت أصبحت شيئًا أكثر من مجرد رهينة بالنسبة لي."
ألينا شعرت بالخوف والارتباك والرهبة تغمرها. كيف يمكن أن يشعر هذا الرجل الخطير بهذه الطريقة تجاهها؟ لقد كانت تخاف من التورط في هذا الوضع المحظور.
لكن في الوقت نفسه، كانت هناك مشاعر أخرى تتولد داخلها. شيء ما بدأ يتفتح في قلبها تجاه أنطونيو، على الرغم من جميع المخاطر والتهديدات المحيطة بهما.
وبدأت تلاحظ أن أنطونيو أيضًا كان يشعر بشيء مماثل. فحركاته وطريقة نظره إليها أصبحت أكثر رقة وحنانًا مما كانت عليه في البداية. كان هناك شيء في عينيه يشي بأنه يحمل مشاعر عميقة تجاهها.
ذات مرة، وأثناء إحدى زياراته لها، وجدت ألينا نفسها مواجهة لوجه مع أنطونيو. كانت المسافة بينهما قريبة جدًا، وأحست بنبضات قلبها تتسارع.
وفجأة، رفع أنطونيو يده وأمسك بخصلة من شعرها، ينظر إليها بشغف. "لا تعرفين كم أنت جميلة، ألينا."
ألينا شعرت بالخجل والذهول. لم تعرف ماذا تقول أو كيف ترد على هذا التصرف المفاجئ. كانت مصدومة من اكتشاف أن هذا الرجل الذي اختطفها قد أصبح يشعر بمشاعر حقيقية تجاهها.
وفي تلك اللحظة، أدركت ألينا أن الأمر لم يعد مجرد صراع بينها وبين أسيرها. فقد أصبح هناك نوع من الارتباط والجذب المتبادل بينهما، على الرغم من كل الظروف المحيطة والمخاطر التي ينطوي عليها هذا الوضع.
لقد باتت ألينا تشعر بمشاعر متضاربة. من ناحية، كانت لا تزال تخاف من أنطونيو وتكره انتمائه لعالم الجريمة والعنف. ولكن من ناحية أخرى، بدأت تشعر بنوع من الاهتمام والتعاطف تجاهه، خاصة بعد أن اكتشفت أنه ليس مجرد وحش كما كانت تعتقد.
وأمام هذا الصراع الداخلي، بدأت ألينا تتساءل عن مصير هذه العلاقة المحظورة التي نشأت بينهما. كيف يمكن لهما أن يكونا معًا في ظل الظروف الخطرة التي يعيشان فيها؟ وماذا سيكون مصير حبهما المحظور؟
لم تكن ألينا تعرف الإجابة على هذه التساؤلات، ولكن شيئًا ما داخلها كان يدفعها نحو أنطونيو، على الرغم من كل المخاوف والتهديدات المحيطة بهما.