{البارت الثالث}

9 2 0
                                    

" لماذا يحدث كل هذا لي؟؟ "



خرجت إليزابيث من غرفتها وبدأت تمشي على غير هدىً في الممرات الكثيرة وهي تتحسس ما حولها علها تدرك أين هي فرأتها أحد الممرضات وأتت مسرعة لمساعدتها وقالت " هل تحتاجين أي مساعدة يا آنسة "
إليزابيث " نعم....... أريد أن أعرف بمكان أنيتا "
الممرضة " إنها في غرفة استراحة الممرضات "
إليزابيث " هل يمكن أن تأخذيني إليها "
الممرضة " بالطبع...... هيا بنا " وأمسكت بيد إليزابيث وقادتها إلى أن وصلتا ففتحت الممرضة الباب وقالت " تفضلي " دخلت إليزابيث إلى الغرفة وقالت بنبرة هادئة " أنيتا..... هل أنت هنا "
أجابتها أنيتا قائلة " ماذا تريدين....... صفعة أخرى "
إليزابيث " أ....... أنا آسفة أنيتا...... آسفة حقاً.... لم أقصد...... أعلم أنك تحملتيني منذ مجيئي إلى هنا.... أنا..... لا أعلم ما أقوله لك لكن..... أنا آسفة...... وأنا أشكرك على كل ما فعلته لي " ثم اقتربت من أنيتا التي كانت جالسة على الكرسي ونزلت إلى مستواها ثم وضعت كفها على وجنة أنيتا التي تلقت الصفعة وقالت لها " أنت صديقتي....... وأعلم أنك ستغفرين لي........ وإن كانت هذه الوجنة الرقيقة تلقت صفعة غادرة " ثم أمسكت بكف أنيتا ووضعته على وجنتها وقالت " رديها إن كنت تريدين..... أنا لن أمانع..... أطفئي ما في قلبك "
عندها قامت أنيتا بضم إليزابيث بقوة وقالت لها " أسامحك....... أسامحك يا عزيزتي "
فضمتها إليزابيث بدورها وقالت " شكراً لك "
ثم جلستا تتكلمان وتتشاطران الأحاديث وعند إذن قالت إليزابيث " أنيتا.... أريدك أن تعلميني كيف أقرأ كتب المكفوفين "
أنيتا " بالطبع سأعلمك لكن ما الذي جعلك تريدين التعلم "
احمرت وجنتا إليزابيث كثيراً وقالت " لا أدري "
فقالت أنيتا " لا يهم..... لنذهب إلى المكتبة " ثم أمسكت بكف إليزابيث وخرجتا من الغرفة متوجهتين إلى المكتبة وهناك...............
كان المكان كبيراً وهادئاً جداً وكان مليئاً بالكتب بشتى أنواعها وكان تقريباً خالياً فقالت أنيتا بصوت خافت " هذا غريب..... المكان خاليٍ على غير عادته "
فهمست إليزابيث قائلة " ومن هنا بالضبط يا أنيتا "
أنيتا " فقط دانيال...... ولا أنصحك بإزعاجه فردات فعله ستكون قاسية عليك "
إليزابيث " إذن.... لنبحث عن كتاب ولتعلميني القراءة "
أنيتا " بالطبع " ثم توجهتا إلى أحد أرفف الكتب الكثيرة واختارتا قصة من القصص التي تحكى للأطفال وذلك لسهولة كلماتها وقراءتها ثم بدأت أنيتا بتعليم إليزابيث شيئاً فشيئاً فقضيتا وقتاً طويلاً جداً إلى أن حل المساء عندها قالت أنيتا وهي تمسك برقبتها " لنتوقف الآن إليزابيث ولنكمل غداً فأنا بدأت أشعر بالجوع وبالنعاس أيضاً....... كما أنك لم تأكلي شيئاً......... وهذه المرة لن تخافي أليس كذلك "
إليزابيث " نعم...... حسناً لكن...... هل ذهب دانيال "
أنيتا " نعم منذ قليل فقط......... هيا قفي لنذهب إلى قاعة الطعام فالآن وقت العشاء "
وقفت إليزابيث وقالت " هيا لنذهب " ثم أمسكت أنيتا إليزابيث وتوجهتا إلى قاعة الطعام وعندما وصلتا.......
شعرت إليزابيث بالخوف قليلاً فترددت بعض الشيء ووقفت لكنها بعد لحظات تشجعت اندفعت وعاودت السير فقالت لها أنيتا " أحسنت إليزابيث...... أريدك دائماً هكذا " ثم قادتها إلى حيث يجلس دانيال وأجلستها بجواره وقالت " إليزابيث هاهو دانيال "
فقالت إليزابيث " مرحباً دانيال "
فرد عليها دانيال بنبرة باردة وهادئة " أهلاً " ثم عاد ليكمل طعامه وبدأت إليزابيث بادعاء الأكل فهي فاقدة شهيتها منذ أن فقدت نظرها عندها قالت " دانيال " لكنها لم تسمع أي رد منه فعادت لتقول " دانيال " لكنها أيضاً لم تسمع شيئاً وقالت للمرة الثالثة بصوت أقوى " دانيال هل أنت هنا "
عندها أجابها دانيال بكل برود " ألم يأمرك خطيبك بالابتعاد عني؟؟ "
فصمتت إليزابيث ولم تنطق بأي حرف فقال دانيال بنبرة جمود " هذا ما توقعته...... عن إذنك " ثم وقف وقال " لا أريد لخطيبك أن يغضب منك " وبعدها ذهب
فقالت إليزابيث في نفسها ( يا ترى كيف عرف؟؟........ وما علاقته بجوش؟؟ ) ثم وقفت وأخذت تتحسس ما حولها لتذهب فرأتها أنيتا من بعيد وأتت إليها مسرعة وقالت " مابك..... لم لم تكملي عشاءك؟؟ "
فردت عليها إليزابيث بنبرة بكاء " لقد فقدت شهيتي أرجوك خذيني إلى غرفتي "
أنيتا " كما تريدين " ثم أمسكت بكفها وأخذتها إلى غرفتها وعندما وصلتا.........
قالت أنيتا " هل تريدين شيئاً آخراً "
إليزابيث " أنا متعبة وسأخلد إلى النوم...... أرجوك أخرجي لي ملابسي الخاصة بالنوم "
توجهت أنيتا إلى الخزانة وأخرجت لها بيجاما باللون البنفسجي الفاتح ووضعتها على السرير ثم قالت " سوف أنصرف الآن هل تريدين شيئاً آخراً "
إليزابيث " شكراً لك "
أنيتا " حسناً تصبحين على خير "
إليزابيث " وأنت أيضاً " ثم خرجت أنيتا من الغرفة وأغلقت الباب فتوجهت إليزابيث إلى السرير والتقطت ملابسها وارتدتهم ثم مشت ببطء وهي تتحسس الجدار إلى أن وصلت إلى مفتاح النور فأغلقته ثم ابتسمت باستخفاف وقالت " وكأن هناك فرق " وعند إذن توجهت إلى سريرها واستلقت عليه وتغطت بالغطاء وأخذت تفكر وتقول في نفسها ( ما به دانيال يعاملني هكذا؟؟........ ما الذي فعلته له؟؟........ إنه أول شخص عرفته من بعد أنيتا وهاهو بدأ يعاملني بقسوة!!........... كيف عرف بأن جوش قال لي أن أبتعد عنه؟؟........ ياترى هل سيظل يعاملني هكذا؟؟......... وماذا عن صديقاتي لما لم يأتوا لزيارتي؟؟........... آه لماذا يحدث لي كل هذا؟؟ ) ثم غلب عليها النعاس ونامت بهدوء كالأطفال.
وفي صباح اليوم التالي.................
استيقظت إليزابيث من نومها وتوجهت إلى الحمام ببطء شديد استحمت وهيا  خائفة كثيراً من السقوط لكنها استجمعت قواها وتابعت وهي تضع في ذهنها عبارة ( لا للاستسلام ) وعندما انتهت خرجت من الحمام وتحسست ما حولها إلى أن وصلت لخزانة ملابسها عندها فتحتها وبدأت بلمس الفساتين إلى أن وجدت مبتغاها فقد كان فستاناً بلون السماء الصافية وكان طويلاً يصل إلى نهاية قدمها وقد زين من طرفه بنقوش على هيئة بورود بيضاء اللون جميلة وقد ربطت شعرها ربطة خفيفة جداً بشريطة بيضاء اللون ناصعة كان شعرها طويلاً جداًَ وفي غاية النعومة.
ومن ثم طرق باب غرفتها فقالت " تفضل "
فدخلت أنيتا وقالت " صباح الخير إليزابيث "
إليزابيث " صباح الخير أنيتا "
أنيتا " لديك زوار اليوم "
قالت إليزابيث بلهفة " من؟؟ "
عندها دخلت ثلاث فتيات وقلن " كيف حالك إليزابيث "
عرفت إليزابيث من هؤلاء بسرعة وقالت " أليكس كات ديانا " وركضت وضمتهم بقوة فقمن هن بضمها إلى صدورهم وأخذت يبكين بكاءً صامتاً فقالت إليزابيث وهي تمسح دموعها " لقد اشتقت إليكن "
فقالت أليكس " ونحن أيضاً اشتقنا إليك لكننا كنا نبحث عنك طوال الوقت وكلما ذهبنا إلى مستشفى يقولون أنهم لم يسمعوا باسمك "
ثم قالت كات " نعم وفي الأمس فقط رأينا جوش فسألناه وأخبرنا عن مكانك "
ديانا " كيف حالك الآن "
إليزابيث " بخير "
كات " كيف هي حياتك بعد أن......... فقدت نظرك "
أنزلت إليزابيث رأسها وقالت " إنها أصعب مما تتوقعين........... لكن علي حمد الله على كل حال "
أليكس " المهم حمداً لله على سلامتك "
كات " هل تعرفت على بعض الأشخاص هنا "
إليزابيث " أعرف فقط أنيتا وهي التي أوصلتكم إلى هنا و............ وأعرف دانيال "
ديانا " ومن هو دانيال؟؟ "
إليزابيث " إنه شاب لطيف جداً تعرفت عليه منذ وقت قصير لكن....... "
أليكس " لكن ماذا؟؟ "
إليزابيث " لا أدري...... منذ أن عرف أن جوش  خطيبي وهو لا يعاملني كما كان "
كات " ماذا تقصدين؟؟ "
إليزابيث " في الأمس زارني جوش بينما كنت أتكلم مع دانيال بعدها عرفتهما على بعضهما وعندها رحل دانيال وهو متضايق وكأنه يعرف جوش ويكرهه وجوش قال لي أن أبتعد عن دانيال وعندما سألته لماذا قال لي أغار عليك وبطريقة ما أجهلها عرف دانيال بما قاله لي جوش وأصبح يتحاشاني "
ديانا " مابه جوش هل جن ليتحكم بحياتك "
كات " بالمناسبة.... من تلك الفتاة التي كانت مع جوش عندما رأيناه؟؟ "
أليكس " نعم إليزابيث هل تعرفينها "
إليزابيث " لا أدري ..... لم أعلم أن مع جوش فتاة عندما زارني "
ديانا " لقد كانت جميلة وأنيقة "
شعرت إليزابيث بالضيق وقالت محاولة تغيير دفة الحديث " إذن كيف حال عملكن يا فتيات "
كات " إنه مقزز "
ضحكت الفتيات ثم أخذن يثرثرن بأمورهن الخاصة ومر وقت طويل عندها.........
قالت ديانا " يبدوا أننا تأخرنا هيا علينا الذهاب يا فتيات "
أليكس " نعم.... هيا إليزابيث إلى اللقاء "
إليزابيث " إلى اللقاء عزيزاتي " ثم عانقن بعضهن وبعدها دخلت أنيتا الغرفة وقالت " هل ستذهبن الآن؟؟ "
كات " نعم "
أنيتا " حسناً إذن..... إلى اللقاء.... وسوف أقول لكم أن بعد غد هو يوم مفتوح تستطعن أخذ إليزابيث إلى أي مكان لكن بشرط أن ترجعنها قبل الساعة التاسعة مساءً "
أليكس " هذا رائع إذن..... لنذهب للتسوق "
ديانا " نعم ولنشتري لك ملابس جديدة إليزابيث "
إليزابيث " شكراً لكن "
كات " إذن.... موعدنا بعد غد "
إليزابيث " حسناً...... إلى اللقاء "
ثم قالت الفتيات بصوت واحد " إلى اللقاء " بعدها رحلن

لنوقف الرواية الآن ولنتعرف على هذه الشخصيات الجديدة

الاسم : أليكس
العمر: 25 أي بنفس عمر إليزابيث
الصفات: فتاة مسئولة دائماً تفكر في صديقاتها ولم شملهن لا تفكر في الحب والإعجاب أبداً صديقاتها هن أحب الناس إلى قلبها


الاسم: كات
العمر: 24
الصفات: لطيفة..... خجولة جداً..... طيبة القلب...... تفكر في صديقاتها دائماً.... وهي في غاية الجمال



الاسم: ديانا
العمر: 26 عاماً
الصفات: جميلة جداً....... جريئة...... غيورة قليلاً......... تحب أن تعمل بجد دائماً


قالت أنيتا " إليزابيث.... هل تريدين أن تأكلي شيئاً "
إليزابيث " لا شكراً لك..... الآن أريد أن أتابع تدريبات القراءة "
أنيتا " حسناً " ثم أمسكت بيد إليزابيث وخرجتا من الغرفة وتوجهتا إلى المكتبة بعدها قالت أنيتا " لم لا نذهب إلى الحديقة "
قالت إليزابيث باستغراب " أي حديقة؟؟ "
أنيتا " حديقة المسكن...... إنها جميلة جداً يجب أن تذهبي إليها "
إليزابيث " إذن لنستعر الكتاب ولنذهب إلى الحديقة "
أنيتا " حسناً " ثم توجهتا واستعارتا كتاباً من أمينة المكتبة وتوجهتا إلى الحديقة والتي كانت مكسوة بفستانٍ أخضر اللون ومزينة بالزهور تملأ أرجاء المكان ونسمات الهواء المتمردة أخذت تداعب خصلات شعر إليزابيث الذهبية وكان الجو نقياً ينعش ويصفي نفس كل إنسان فتمنت إليزابيث رؤية هذا المكان الجميل فأخذت تفكر وذهبت في ذهنها بعيداً إلى أن قاطعها صوت أنيتا وهي تقول " إليزابيث....... هيا لنذهب ونجلس على أحد الطاولات "
استيقظت إليزابيث من شرودها وقالت " آه...... حسناً " ثم أمسكت أنيتا بيد إليزابيث وقادتها إلى أحدا الطاولات البيضاء المستديرة والمحاطة بالكثير من الكراسي فجلستا وبدأتا بالتدرب....... إلا أن أنيتا قد لاحظت شرود إليزابيث المستمر فقالت لها " إليزابيث عزيزتي.... لم كل هذا الشرود؟؟ "
أفاقت إليزابيث من شرودها وقالت " آه شرود..... أي شرود؟؟ "
أنيتا " أخبريني بما تفكرين؟؟ "

-----------------------

*ياترى ما هو الأمر الذي يؤرق إليزابيث ويجعلها في شرود مستمر؟؟
*وهل ستصارح أنيتا به؟؟
*هل ستقدر أنيتا على حله لها؟؟
*ماذا عن دانيال؟؟
*ما الذي يجعله يتحاشى إليزابيث ويعاملها بقسوة؟؟
*وما علاقة جوش بدانيال؟؟

✨ وداعاً ✨

{الحب الأعمى}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن