{البارت السابعه}

6 2 0
                                    

" اعتراف....... "

يا ترى..... ما الذي أعنيه بالعنوان بالضبط؟؟....... ما الذي أعنيه باعتراف؟؟....... أهو اعتراف بالحب؟؟...... أم هو اعتراف بالذنب؟؟........ أو ربما.... شيئاً أخراً؟؟....... كل ما يجب عليكم فعله لتعرفوا الإجابة على هذه التساؤلات...... هو قراءة هذا البارت الذي يحمل هذا العنوان المبهم..... لذا..... أتمنى لكم قراءة طيبة.

فتحت إليزابيث عينيها ببطء وتذكرت ما حدث فسالت بعض الدموع على وجنتيها وبللت وسادتها الناعمة........ ثم رفعت نصفها العلوي بذراعيها وجلست ووضعت كفيها على وجهها وبدأت ببكاء صامت مع إصدار صوت أنين خافت يعذب قلب سامعه.
طرق باب غرفة إليزابيث بطرقات خافتة قبل أن يفتح ببطء ثم أطلت أنيتا وقالت " إليزابيث........ هل استيقظت؟؟ "
لم ترد إليزابيث على أنيتا بل اكتفت بمتابعة بكائها المرير فتوجهت أنيتا إليها وجلست بجوارها على السرير ثم وضعت يدها على ظهرها وأخذت تمسح عليه بعدها قالت بحنان " إليزابيث...... هوني عليك...... لا تحزني.... ثم... إن هنالك رسالة لك من دانيال "
رفعت إليزابيث رأسها ببطء وقالت بنبرة خافتة وبتساؤل " دانيال؟؟ "
كانت أنيتا ستلهو مع إليزابيث وتستفزها قليلاً لتضفي جواً من المرح لكنها......... لم تحتمل رؤية تلك العينين البريئتين الباكيتين فقالت " نعم دانيال....... ويقول لك....... لا تبكي "
شعرت إليزابيث بتسارع نبضات قلبها وقالت في نفسها ( كيف........ كيف يعلم ما أفعله الآن..... كيف ) ثم مسحت دموعها البريئة وقالت " شكراً لك أنيتا "
ابتسمت أنيتا وقالت " إذا كانت كلمات دانيال تجعلك تمسحين دموعك فسأطلب منه أن لا يتوقف عن الكلام "
احمرت وجنتا إليزابيث وقالت " أنيتا..... أرجوك كفى "
أمسكت أنيتا بكف إليزابيث وقالت ببعض الجدية " والآن إليزابيث...... أخبريني ما الذي جرى لك؟؟ "
تذكرت إليزابيث تلك المقولة التي ترددت في أذنيها عدة مرات " من هذه الفتاة التي معك...... أهي رفيقتك الجديدة " فلم تتحمل هذا فارتمت في حضن أنيتا وأطلقت العنان لعبراتها المسكينة التي باتت ترتجي الرحمة من عينيها التي تعذبها بلا أية رحمة وقالت لأنيتا بصوت مخنوق " أنيتا..... لقد..... لقد خانني.... جوش خانني "
صدمت أنيتا من ذلك الذي تسمعه فقال " مـ..... ماذا... خانك "
زادت حدة بكاء إليزابيث وقالت " نعم....... نعم خانني "
أنيتا " و.... وكيف عرفت هذا "
ردت عليها إليزابيث بصوت مبحوح يعذب نفس سامعها " لقد سمعت حديثه مع دانيال "
أنيتا " وما علاقة دانيال بالموضوع؟؟ "
إليزابيث " لا..... لا ادري..... لكن دانيال قال هذا...... أقسم أنني سمعت تلك الكلمات تخرج من بين شفتيه "
أنيتا " وماذا سمعت بالضبط؟؟ "
إليزابيث " لقد..... لقد سمعته يقول أن الفتاة التي كانت مع جوش هي رفيقته الجديدة "
صمتت أنيتا للحظات ثم ضمت إليزابيث بكلتا ذراعيها وقالت " هوني عليك..... اهدئي "



وفي مكان آخر....... وفي هذه الأثناء بالتحديد
خرج دانيال من غرفته ومشى قليلاً إلى أن وصل إلى غرفة إليزابيث فوقف وأسند ظهره على الباب وأخذ يستمع إلى كل حرف قيل، وبعد فترة أخذ يستمع إلى بكاء إليزابيث المبحوح وصرخاتها المتألمة فأغمض عيناه بشدة وأخذت تلك العينان الزرقاوتان بذرف الدموع المتألمة وأخذ يعض على شفتيه بمرارة فلم يحتمل كل هذا ودخل إلى الغرفة بدون سابق إنذار وقال بنبرة متألمة ممزوجة مع بكاء صامت " كفى "
صمتت كل من إليزابيث وأنيتا وصدمتا من دخوله المفاجئ وردة فعله فأكمل دانيال حديثه قائلاً " كفى أرجوك..... لم أعد أحتمل صوت بكائك...... لا تبكي...... إنه لا يستحق "
لم ترد إليزابيث بل ضلت صامتة وفي صدمة وكانت أفكار كثيرة تجول في خاطرها فقالت في نفسها ( لماذا؟؟..... لماذا يهتم لي إلى هذا الحد؟؟...... لماذا يقول أنه لم يعد يحتمل صوتي الباكي؟؟..... هل أنا مهمة إلى هذه الدرجة بالنسبة له؟؟....... هل هو يشفق علي؟؟..... أم أن هنالك شيء آخر...... لا ..... لا يمكن أن يحبني.... كيف له أن يحب فتاة عمياء وكما انه لم يراني...... إليزابيث..... أبعدي هذه الأفكار عن ذهنك ) لكنك يا إليزابيث لم تكوني تعلمين ما الذي يجول في خاطر دانيال..... ولماذا هو يهتم بك هكذا......
تقدم دانيال من إليزابيث وقال بنبرة جمود موجهاً كلامه إلى أنيتا " أنيتا ......... أرجوك....... دعيني أتكلم مع إليزابيث على انفراد "
تركت أنيتا إليزابيث ثم وقفت وقالت " عن إذنكما " ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها.
صمت دانيال قليلاً ثم قال " إليزابيث " لكن إليزابيث صمتت ولم ترد عليه فقال هو " إليزابيث...... أنا آسف.... آسف على كل ما بدر مني "
إليزابيث " على ماذا بالضبط؟؟
دانيال " لقد........ لقد زل لساني اليوم...... و...... ونطقت بكلمات..... أعلم أنها آلمتك "
امتلأت عينا إليزابيث بالدموع وقالت بنبرة تحمل شيئاً من القسوة " لماذا...... لماذا لم تخبرني " ثم أردفت قائلةً بنبرة بكاء حادة " كنت تعلم منذ البداية........ كنت تعلم....... ولم تخبرني........ هل يعجبك أن تراني أتعذب الآن...... هل يعجبك؟؟ "
دانيال " لو كنت أراك لكان عذابي مضاعفاً عشرات الأضعاف "
صرخت إليزابيث ومازالت على نبرة بكائها الحادة " دانيال........ أكلمك بجدية..... كلمني كذلك "
دانيال " لكني كذلك............. ولو تعرفين ما أحس به الآن... "
ثم اقترب منها ونزل لمستواها بعدها أمسك بكفيها بكلا يديه وقال " أرجوك...... سامحيني...... سامحيني على كل ما فعلته...... أنا آسف...... واعترف بذنبي...... وصدقيني.......... أفضل أن أعذب أو أقتل بدلاً من أن أحس بك تتألمان هكذا....... أنت..... أنت لا تعرفين مكانتك في قلبي..... ولو كنت تعرفينها لما كنت....... لما كنت تتهمينني بأنني أعذبك "
ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال " أخبريني..... هل تريدين معرفة مكانتك في قلبي "
قالت إليزابيث بصوت خافت جداً " نـ..... نعم "
اقترب دانيال من إليزابيث كثيراً ثم أمسك مؤخرة رأسها واقترب من أذنها كثيراً وهمس فيها قائلاً " أنت تحتلينه كله "
تجمدت أطراف إليزابيث وانعقد لسانها وتسارعت نبضات قلبها وهي تعيد في نفسها كلمات دانيال التي باتت تتردد كالصدى في أذنيها ودموعها قد تجمدت في مكانها
ترك دانيال كفي إليزابيث ثم وقف وقال " آسف لأنني أزعجتك....... عن إذنك " ثم أدار ظهره ومشى إلى أن وصل إلى الباب وفتحه وكاد أن يذهب لولا أن إليزابيث استوقفته بقولها " دانيال..... توقف "
ألتفت دانيال إليها وقال " ماذا؟؟ "
قالت إليزابيث " أخبرني هل...... هل جوش كان يخونني منذ زمن أو فقط الآن....... و.... وهل هذه الفتاة الوحيدة أم أن هنالك المزيد "
أغلق دانيال الباب ثم توجه إلى إليزابيث وقال " في الواقع لا أدري..... لكن ما أعرفه أنه يخرج مع الكثير من الفتيات و........ بسرعة يهجرهن "
شهقت إليزابيث وقالت بنبرة بكاء " إذن...... أنا لست الأولى كما قال لي "
قال دانيال " لا..... "
ثم اقترب أكثر وامسك بكتفيها وقال " لا تبك....... كوني قوية..... أريدك عندما يدخل جوش من هذا الباب أن تكوني صلبة وقوية...... لا تبكي أمامه...... لا تعطيه فكرة أنك ضعيفة....... وتذكري.... أنا بجانبك...... أحملك كلما وقعت...... وأضمك كلما بكيت..... لن أتخلى عنك حتى ولو اضطررت أن أتخلى عن حياتي لأجلك.......... حسناً "
أومأت إليزابيث برأسها وقالت بنبرة خافتة وحزينة " حسناً "
ترك دانيال كتفيها ووقف ثم مشى وخرج من الغرفة وسار متجهاً إلى غرفته وفي طريقه التقى بانيتا فاستوقفها وقال " أنيتا....... أرجوك دعي إليزابيث ترتاح الآن....... لا تضايقيها..... أما عن الغداء فلا تناديها لأنها سترفض..... وعند العشاء حاولي مناداتها لكن.... إذا رفضت... لا تضغطي عليها..... حسناً؟؟ "
أنيتا " حسناً "
وضع دانيال كفه الأيمن على كتف أنيتا الأيسر ثم قال " جيد " ثم ابتعد وتوجه إلى غرفته ففتح بابها ودخل ثم استبدل ملابسه فارتدى بنطالا باللون الأزرقً وقميصاً كذلك بنفس اللون وكانا يتصفان بالملمس القطني والنوع الواسع قليلاً والمريح ثم استلقى على السرير ونام بعض الوقت.
سار الوقت بسرعة كالبرق وهبط الليل فحان موعد العشاء................
اتجهت أنيتا إلى غرفة دانيال وطرقت الباب عليه ببطء فأتاها صوته النعسان من الداخل يأذن لها بالدخول فدخلت وقالت بصوت خافت " هل تريد أن تتناول العشاء دانيال "
دانيال " لا دعيني أكمل نومي "
ابتسمت أنيتا وقال " هيا أيها الكسول أنت تنام منذ مدة... كما انك لم تأكل غداءك هيا استيقظ "
أدار دانيال جسده إلى الناحية الأخرى وقال " هل تريد إليزابيث أن تأكل "
أنيتا " لم أسألها لكنني أتوقع بل متأكدة من أنها سترفض "
ابتسم دانيال وقال " وكيف آكل بينما حلوتي إليزابيث لا تريد أن تأكل "
زفرت أنيتا بحدة ثم قالت ببعض العصبية " لا فائدة ترجى منك...... اخبرها وانهي الأمر "
عدل دانيال وضعيته فاستلقى على ظهره وهو يقول " لقد أخبرتها....... أخبرتها اليوم..... ويبدو من ردة فعلها أنها ترفض هذا الحب رفضاً تاماً...... فهي لم تعلق على هذا الأمر..... بل جاءت بسيرة جوش بدلاً منه "
تغلب الحزن على ملامح أنيتا وقالت بصوت خافت " هل أنت متأكد "
قال دانيال بصوت اكثر حزناً " نعم "
أنيتا " يمكنك أن تحاول فيما بعد....... لا تستسلم "
وضع دانيال يداه خلف رأسه وقال " وكيف أستسلم وقلب وعقلي معلق بها "
ابتسمت أنيتا وقالت " الآن لدينا دانيال العاشق هذا ما ينقصنا "
أمسك دانيال بوسادته بسرعة ثم رماها على أنيتا بقوة وهو يقول " ولا ينقصني إلا تعليقاتك السخيفة " ثم غطى نفسه بالغطاء واستدار إلى الجهة الأخرى وهو يقول " هيا اخرجي ودعيني أنام.... لا أظن أنهم يوظفون الممرضات هنا ليزعجن المقيمين "
ابتسمت أنيتا ثم أخذت الوسادة ورمتها على رأس دانيال وهي تقول " نسيت هذه " ثم أخرجت له لسانها كالأطفال وخرجت من الغرفة وكانت تعلم من أنه لم يرها ولن يراها.
اتجهت أنيتا إلى غرفة إليزابيث ثم طرقت بابها بطرقات خافتة ثم فتحته وقالت " إليزابيث...... إنه موعد العشاء..... هيا بنا "
ردت عليها إليزابيث بنبرة يكسوها الحزن " لا أريد...... أرجوك اتركيني وحدي "
قالت أنيتا بحزن " كما تريدين " ثم أغلقت الباب واتجهت إلى غرفة دانيال ثانيةً وفتحت الباب ببطء شديد فرأت ذلك الوسيم يغط في نوم عميق وكانت خصلات شعره الناعمة متناثرة على تلك الوسادة البيضاء الناعمة فابتسمت وقالت بنبرة خافتة جداً " نوماً هنيئاً " ثم رحلت


ظلت تلك الجميلة إليزابيث على حالة حزن ذريعة لا يمكن للكلمات وصفها وظلت دموعها الحارقة تسيل بلا توقف على وجنتيها الناعمتين إلى أن مرت أربعة أيام تقريباً....... لا تكلم احد...... لا تلتقي بأحد..... كل ما حاول شخص أن يتحدث إليها تجنبته أو أبعدته عنها بكلماتها الجارحة......... وكانت كل ثانية تمر عليها..... تقطع معها جزءاً من قلبها الذي بات هشاً ضعيفاً يمكن حتى لنسمة هواء بأن تحطمه كلياً......... حتى دانيال...... حاول إعادته لكن...... لا فائدة............. ربما.... ربما لم يحن الوقت لها لتنهض من جديد لكنه...... لكنه سوف يحين قريباً....... قريباً جداً..........

---------------------

*هاقد اعترف دانيال بحبه لإليزابيث لكن يبدو أنها لم تكترث للامر كثيراً؟؟
*هل هي رافضة حبه ياترى؟؟
*أم هي حزينة فقط؟؟
*هل ستتقبله فيما بعد؟؟
*أم أنها ستعود راكعة إلى جوش؟؟
*وماذا عن جوش؟؟
*هل سيتأسف منها؟؟
*أم انه سينسى أمرها كما نسي أمر الكثيرات ؟

✨ وداعاً ✨

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 07 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

{الحب الأعمى}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن