3- ارض الاقزام..!

12 0 0
                                    

فرح:

مباشرة بعد دخولي هذه الغرفة البائسة، وجدت نفسي فجأة في غابة جميلة جدًا. بدأت أتجول مبهورتا  بجمال الأشجار والزهور المحيطة بي. كانت هناك زهور الياسمين البيضاء وأشجار البرتقال المثمرة، وأشجار الليمون ذات الرائحة المنعشة، والزنبق بألوانه الزاهية، والعديد من الأنواع الأخرى التي تزين المكان.

سرت مسافة طويلة، وبدأت أتساءل عن الوقت. نظرت إلى معصمي لأكتشف أن ساعتي توقفت عن العمل. كانت هدية ثمينة من والدتي، ربما توقفت عندما سقطت. فكرت: ليس أمرًا جادًا. سأطلب من أحدهم إصلاحها عندما أصل إلى القرية.

رفعت رأسي فرأيت شجرة ضخمة، أوراقها تلامس السماء وأغصانها تنحدر حتى تلامس الأرض. جذبتني هذه الشجرة بقوتها وجمالها. عندما اقتربت منها، لاحظت شيئًا غير عادي في جذعها. تخيلت أنني أرى بابًا مخفيًا. مددت يدي وتحسست الجذع، وعثرت على شيء يشبه مقبض الباب. حاولت فتحه لكنه لم يستجب.

حل الليل فجأة، وسمعت عواء الذئاب يتردد في الأجواء. ارتعبت، واستدرت بسرعة لأجد خمسة ذئاب تتقدم نحوي بشراسة. شعرت بالخوف يجتاحني وصرخت: شخص ما يساعدني، من فضلكم!

بسبب الظلام، لم أتمكن من رؤية أي مكان للاختباء. بدأت أركض باتجاه الغابة، لكن حظي السيئ جعلني ألتوي كاحلي وأسقط على الأرض. كانت الدماء تسيل من جرحي، والدموع تملأ عينيّ من الألم والخوف.

ثم تذكرت الباب في الشجرة. جمعت شجاعتي ونهضت بصعوبة، تحملت الألم الفظيع في ساقي وركضت نحو الشجرة مجددًا. أمسكت المقبض مرة أخرى، ولكن هذه المرة دفعت في الاتجاه المعاكس. فتح الباب أخيرًا!

اندفعت إلى الداخل وأغلقت الباب خلفي بقوة. كنت ألهث من التعب والخوف، لكنني شعرت بالأمان للمرة الأولى منذ فترة. جلست على الأرض، محاولًا تهدئة نبضات قلبي السريعة، وصرخت بأعلى صوتي: "اذهبوا إلى الجحيم أيها الذئاب الغبية!"

تنفست الصعداء وأنا أشكر حظي أنني نجوت من هذا الموقف المرعب، محاولًا التفكير في الخطوة التالية في هذه المغامرة الغريبة.

بعدما دخلت الغابة الجميلة، واصلت التقدم متجاوزة الأشجار الضخمة والزهور الزاهية. فجأة، سمعت صوتًا غريبًا يأتي من بين الأشجار. توقفت وأصغت جيدًا، فلاحظت حركة صغيرة بجانب إحدى الشجيرات الكثيفة. اقتربت ببطء، وفجأة قفز أمامها كائن صغير الحجم، يرتدي ملابس ملونة وقبعة مخروطية. كان قزمًا، بوجهه المتجعد وعينيه اللامعتين.

قال القزم بصوت مرح: مرحبًا، لم أركِ من قبل في هذه الغابة. من تكونين؟

أجابت بحذر: أنا... أنا ضائعة هنا. من أنت؟ وأين نحن؟

ابتسم القزم وقال: أنا مرلين، ونحن في أرض الأقزام. ولمعلوماتكِ، أنتِ الملكة المنتظرة.

سباق مع الزمن "رحلة الاصدقاء لانقاذ المملكة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن