أيمزح؟

20 2 0
                                    

تسلل ضوءٌ خافت من النافذة البعيدة ويبدوا أن يوماً جديداً قد حل وما زلن في الزنزانة.
كانت المرة الأولى في حياتهن يدخلن السجن، بل لم يشاهدنه في الواقع، ذلك الأمير لم يكن يمزح قط ولا في قلبهِ ذرةُ انسانية، لم يسمح بأعطاء الطعام إلا مرة واحدة كل يوم.

- بنات شنهاي!.. هذا الخايس لا راوانه وجهه ولا دزلنا خبر، أنوب حتى أكل يقطره تقطر.
تذمرت الاء كالعادة بينما تعمل على ظفر شعرها البلاتيني، لا يعجبها الوضع ابداً وهي من اعتادت على الدلال في منزل أخيها.
توفي والداها منذ أن كانت صغيرة وتكفل شقيقها برعايتها للآن، لم يشعرها بالحرمان وهو من عوضها عن حنان الأم والأب.
- أي وفوگاها يعاملونا معاملة طبقية، أدري وين گاعدة بقصر إليزابيث!.

وافقتها سحر وعيناها الخضراوتين تشعان حقداً، لكم تكره العنصرية والجهل اذ عانت منها في طفولتها فـ والدتها لم تكن تحبها على الأطلاق، تجدها مجرد فتاة ولدت لتخدم، تنظف، تطهو الطعام، مكانها في منزل زوجها، أما والدها.. فُقِدَ في الحرب لا تذكر منه شيئاً.

- أنتنَ، هيا معي.
قاطع حديثهن النبيل الذي شاهدنه مع الأمير، وقف عند باب الزنزانة ومعه مجموعة من الجنود.
-اما أن تجلب لي كرسياً متحرك أو لا أنهض، تكسرت من الجلوس.
رمق شهد بأستغراب قبل أن تردف:
- وتجلب لنا وجبة ونأخذ حماماً ساخناً، أترى أننا يجب أن نخرج ونحن هكذا؟! ماذا لو رأيت وسيماً وأعجب بيَ؟! أتقطع رزقيَ؟!.
فغر فاهه وعيناه اتسعتا، لم تكن هناكَ من هي بجرأتها.

- وأجلب لي قهوة أو شاي رأسي يؤلمني وأحتاج لكامل قوايَ العقلية، لأن لدينا معركة مع بتوري.
أكملت بكل أرتياح بينما تجلس متربعةً كأنما هي في وليمة غداء.
- أتفق معها وأنا عن نفسي لا أريد الكثير، رأس خروف مطهو جيداً يكفيني وفوقه أعصر ليمون.. آهٍ لقد جعت!.
تنهدت الاء وهي تتذكر طعمه في فمها، لكم ترغب الآن بـ "تشريب وباچة".
- أما أنا أريد أن تجهزوا لي غرفة مطلة على البحر ولا أريد رؤية أحد لبعد يومين، فترة نقاهة، كذلك لا تعد ويدك فارغة ليس من اللباقة، أجلب معك كوب شاي وكتاب.

ومعهن فاطمة أملت طلباتها ثم اتكأت بيدها على قدم شهد، تبقت سحر والتي نظرت لهن بصدمة قبل أن تقول:
- يعني جميعكن غبيات لأبعد حد وغير معقولات؟!.
نظرت لـ أرون وأردفت:
- أنا أعقلهن، جل ما أريده أن نخرج ونعود لديارنا.
قهقهت الاء وهي ترتدي جواريبها المنقوش عليها اشكال طيور ثم قالت:
- ما بكِ أستغلي الفرصة بطريقة أفضل، يبدوا رجلاً خيراً.
- رجلٌ خير؟!.
همس أرون بصدمة، هؤلاء مجموعة مجانين لسن بعاقلات ابداً، الرجل المعروف بجفاء مشاعره واللا مبالاة أبن الدوق ديمتري "شقيق الأمبراطور" مساعد الأمير الثالث بيتر، الآن فقط يشتعل غضباً.

- أنا أعلم نحن جميلات لكن أخجل قليلاً من نفسك، أتقبل أن يحدث هكذا مع أختك؟
مازحتهُ شهد إلا أن سحر أعترضت:
- جميلات؟ أشو تخرجنا ولا واحد بالچذب مدح جمالنا او حـ..
- لا تخليني أتنمر على طلاب قسمنا تگول بينا توحد.
- أي من وراچ اذا واحد مر من طريقنا صحتي هذا يريد يتعرف وحاط عينه علينا.
- خية الحذر واجب انتِ شـ..
- أخرسنَ.

أحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن