الرجلُ النبيل.

10 2 0
                                    

- آنستي هل يمكنكِ الأبتعاد قليلاً عن الشرفة؟
صوتٌ رخيم أخترق مسامعها، أستدارت بخوف وهي تبحث عن مصدرهِ، كان رجلاً بشعر أشقر قريبٌ للبني وعينان زرقاوتين صافيتين تتأملانها بهدوء، من بذلته المتكلفة بدى شديد النبالة وكما هي الأوامر هنا عند رؤية نبيل يجب الأنحناء وفعلت ذلك.

- آسفة كنتُ أستنشق الهواء قليلاً.
حدق بها يتفحص ملامحها، لم تكن من فتيات الأمبراطورية ابداً فهي مائلة لأن تكون عربية.

- لا مشكلة لكن لا تتقربي من الطاولة.
ازدردت ريقها بتوتر ونظرت للأسفل قليلاً، الأوراق متناثرةٌ عليها وهنالك فنجان قهوة لم تنتبه له قط.
رفعت أبصارها إليه حينها سار بخطواتٍ ثابتة نحوها ليقف أمامها مباشرة مما زاد التوتر أكثر.

- هل لي أن أعلم من الذي وظفكِ هنا؟
أخذت ثوانٍ حتى تتذكر كل ما جرى طيلة الأيام السابقة فما تزال غير مستوعبةً.
- أ.. الأمير الثالث بيتر.
تحمد ربها أنها أجابته جيداً فـ لو كانت في حياتها الواقعية لوقفت كالصنم تنتظر والدتها تجيبه.

عقد حاجباه بأنزعاج قبل أن يسألها:
- من أي مكانٍ أنتِ تحديداً؟
قبصت يداها بخوف، شعورها يقول أن هذا الرجل خطير نظراته مريبة ولا يمكنها الوثوق بنواياه، أن كانت لديه سلطةٌ ما لِمَ لا يسأل الأمير الثالث.

- عذراً سيدي، ليس لي الأحقية في جوابك.
لا تعلم كيف أستطاعت أن تكون بهذا الثبات وتتحدث بقة فجأةً على العكس من داخلها فـ قلبها يدق كـ الطبل.
- أتمنى لكَ يوماً جميلاً، عن أذنك.
أنحنت بأحترام وأخذت أدواتها مسرعةً الى الخارج وما أن كادت تصل الى الباب حتى سمعت صوت رجلاً آخر يقول:
- صاحب السمو، ولي العهد أستميحكَ عذراً فقد أنشغلت بـ محادثة الأمير الرابع إيفان.
شهقت بخفوت ثم أستدارت لترى الرجل مرة آخرى، ولي العهد؟ ما الحظ العثر الذي تقع فيهِ دائماً؟!
هي تدعوا أن يمحوها من ذاكرته الآن قبل أن يغمى عليها

- الي حظه فگر فگر وين ما يروح.
همست لنفسها ثم عدت من الواحد الى الثلاثة وسارت بسرعة لأي مكانٍ بعيدٍ من هنا.

- أدري وين راحت هاي؟ أنوب ثولة ما تدبر شيء لو ضاعت.
هتفت سحر بينما جلست على الشرفة واضعةً قدماً فوق الآخرى.
- خاب شنهاي، قصر كاتله الوسخ كل ساعة أمسح وما يفيد.
أنتقدت الاء وهي تحمل قطعة قماشٍ وتنظف بكل همة:
- لا ولچ بس هذا أمبراطورهم يحب يتفسح هواي ولازم يفتح الشبابيك خطية ينگطع منه الهواء ويطب التراب وتعال نظف وأمسح.

مطت سحر يديها بملل وبينما تفعل ذلك أنحنى الخدم فجأةً بأحترام إذ دخل الأمير الثالث بيتر ومعهِ مساعديه.
لحظة صمتٍ سادت المكان فلو وقعت أبرة لَسُمِعت.

لم تسنح الفرصة أن يستوعبن الموقف وسرعان ما لمحهن ليفتح عيناه بصدمة.
نزلت سحر من الشرفة وأكتسى الرعب ملامحهن، وقفن بأحترام ليؤشر الأمير بيتر بالقدوم أمامه.
- قلتُ أعملنَ لا أن تلعبنَ.
قال بينما يصك على أسنانه بغضبٍ مكتوم لـتجيب الاء بخفوت:
- سموكَ تعبنا كثيراً ونحن لم نعتد على هذا، أردنا القليل من الراحة هل هذا ممنوع؟ لا بالطبع.
سألت وأجابة كأنها صاحبة المكان مما أثار أنزعاجه أكثر من الجرأة التي تمتلكها إلا أن لديهِ أموراً أهم لتوليها.
- هذهِ المرة فقط، أن تكررت لن أكون رحيماً.
- لا رحيم ولا جبار، مفهوم.
قهقهاتٌ خافتة بدرت منهن ازاء مزحة الاء السخيفة.
قطب حاجباه بغضبٍ أكثر لكنهُ حاول المحافظة على هدوء أعصابه.
- آخر مرة أرى مثل هذه الوقاحة.
رفع سبابتهُ بتحذير ثم غادر مع مساعديه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 31 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن