الفصل ٢١

90 4 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه نتوكل...
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
اللهم النصر لعبادك الضعفاء..
اللهم النصر الدائم لأهل فلسطين... ( اللهم أمين )
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
جلست على أحد المقاعد بإنهاك وهي تطالع يدها وذاك السلاح التي تحمله بها لترتعش يدها رغما عنها وهي تتذكر معلمها وأستاذها وزملائها ولتتذكره هو بالأخص وتتذكر كذبه لها وحبه الكاذب أيضا الذي كان يمارسه عليها لتدمع عينيها رغما عنها تبكي ألمها منه وغباءها أيضا لتظل تلوم نفسها على إحساسها بتلك المشاعر لتغمض عينيها بقهر لتنتفض فجاة حينما شعرت بمن يضع يديه على كتفها لتنظر ليلة لتجده أمير يقف يطالعها يحدثها بهدوء:-حبتيه للدرجادي ياليلة...

طالعته للحظات بصمت والغضب يتملكها ويطل من عينيها لمواجهته لها هكذا ببساطة لتقر بينها وبين حالها أنها نعم نعم قد أحبته ولكنها لم تجرؤ على النطق بها أمام أحد فما كانت تشعر به هو أثم ذنب كبير لم يكن لتغفره أو يغتفر ولكن حديث أمير معها بتلك السلاسة فعل بها كما يفعل البحر عند غضبه إرتطامه بالصخور ليفتتها لتخبره بصراحة وصدق:-مش هنكر ده مش هنكر إني كنت مصدقة حبه ليا وحبيته أنا كمان بس بعد اللي عرفته عنه واللي عمله مع زمايلي وأستاذي صدقني لو شوفته قصادي مش هتنازل أو أفكر ولو لحظة أني أقتله هقتله بدل المرة الف هقتله قبل حتي مايفكر ياخد نفس عشان اللي ذيه نفسه متحرم عليه ليوم الدين...

طالعها أمير صامتا للحظات يتبين صدقها ليأخذ منها السلاح بعدما لاحظ قسوتها وضغطتها القوي عليه ليتطلع لعينيها:-هو ده اللي عاوزك تشوفيه دايما مش عشان أستاذك وزمايلك وبس لاء عشان اللي بيعمله هو اللي زيه في آلاف الأطفال والشيوخ والستات والشباب في أغتصابهم لأرض ووطن مش ليهم قتلهم لنفس بريئة حرم ربنا قتلها أفتكري ده كويس وحطيه قصاد عينك مهما قلبك يوجعك قسي عقلك بيه وخليكي فاكرة أنه لو كان أتوصل للبحث منك ماكنش فكر في حبك ولا الكلام المعسول اللي ضحك عليكي بيه بالعكس كانت هتبقي نهايتك زيهم بالظبط وعشان كده لازم تقوي ودموعك دي ماتنزلش أبدا إلا للي يستاهلها..

ليقترب من وجنتها يزيل دمعتها بأصابعه برقة لتطيل النظرات بينهم بين تشتت وحيرة وغرابة ليقاطعها هو بعدها يقف منتصبا متمثلا بقناع البرود وقلبه يدق سريعا على غير عادته ليأخذ السلاح ويقف يصوب على اللوح أمامه بمهارة لم يكتسبها أحداً مثله ليعود أمير لحظتها لطبيعته وكأن شيئا لم يكن وهو يحدث نفسه قائلا:-مالك ياصقر أجمد كده هي اللعبة هتقلب لجد ولا إيه...

بينما جلست هي تطالعه بانبهار وبداخلها تشعر بالأرتباك لأول مرة تشعر به بوجوده لتسمعه يسألها بهدوء وهو مازال يصوب على الأهداف ببراعة يحسد عليها:-اللي عرفته أن البحث اللي كان شغال عليه دكتور مكرم بحث مهم جدا وأن التركيبة كلها كانت كاملة يعني ببساطة كان ممكن يوصله للسفارة لكنه فضل أنه يبقي معاكي أنت وماأستأمنش حد غيرك عليه ووثق فيكي أنتي وسلمه ليكي لوحدك ووصاكي أنك ترجعي بيه لمصر مهما حصل ومهما كانت الاغراءات والضغوط وعشان كده أنتي كنتي على أستعداد تموتي ولا أنهم ياخدوه منك وده أنا شوفتي بنفسي بس ليه..

ضربات القدر [الجزء الثانى من سلسلة أصابك عشق]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن