جَنازَة

230 14 9
                                    




يجوب الموت بين أروقة البشر يأخذ في كنفه الضعفاء ثم يقودهم إلى لهب الجحيم المتوحش، ولكن موت طاهر أفضل من حياة ملوثة في هذا الوجود.

مطر غزير يهطل من السماء الرماديه الشاحبه،
سجن مغطى بلوحات الموت في كل زاويه من زواياه يرن صداه العميق بين أركانه وبين أروقه تلك الممرات يستلقي هناك على سرير المستوصف يهذي بأسم أخيه بعد تلقيه جرعه مهدئة بسبب أنهياره المفاجئ

بجانبه يجلس كارتل يمسك بيده لم يتركه ولو لدقيقه واحده
بينما يراقبهم كيو بصمت وقد كان يجلس بعيد عنهم ،

يقطع  هدوئهم دخول أندريه بعينيه الحمراء الممتلئتين بالدموع. يأخذ مكانه  على السرير من الجهه الاخرى يرى حاله صديقه التي يرثى لها
.نظر سيفرو بحزن عميق ناحيته ووجهه يعكس الألم والحزن، وكلماته تنبعث منها الغصه والدموع
لقد سلبوه مني أندريه،أخذو صغيري الوحيد مني لقد أفرطوا به وقتلوه قتلوا أخي الصغير قتلوا صغيري البريئ، هيراش صغيري

.بدأ يتمتم بخفوت لينضر له أندريه بحزن
أعلم انه لايوجد مساعده تخفف من وطأه هذا الألم ياصديقي ولكن سأكون إلى جانبك لمواساتك في حزنك

هيراش صغيري لقد قتلوا صغيري
بقي سيڤرو يتمتم  بنفس الكلمات مرارا وتكرارا بخفوت ليمسح كارتل على شعره يستقيم اندريه بسرعه يخرج خارجا لينهار على الارض
بالبكاء يجلس بجانبه كيو يأخذه بين احضانه
ليجهش الاخر بالبكاء متذكرا كل شيء سيء مر به

يقبض سيڤرو على يد كارتل بقوة
كارتل، أريد أن أحضر جنازته، أريد أن أراه قبل أن يرحل، أتوسل إليك دعهم يأخذوني اليه

أشار الآخر له مطمئنًا
ستذهب عزيزي ستذهب بالطبع الآن استرح وحاول النوم، لا تجهد نفسك كثيرًا

ظل الآخر ينظر إلى السقف، ويتمتم باسم أخيه مراراً وتكراراً. وقف كارتل واتجه نحو الخارج. رأى الاثنين جالسين أمام باب المستوصف. يتحدث تجاههم
لا تتركوه بمفرده سأذهب  لبضع دقائق وأتي

اومأ له كيو يدخلان الى الداخل يتوجه هو الاخر ناحيه مكتب المدير يوشو
رأى الحراس أمام الباب. توجه إلى الداخل بعد أن أخبروا يوشو بقدومه
أعتبرها حالة إنسانية وأتركه يذهب إلى جنازة أخيه ويراه للمرة الأخيرة

تحدث كارتل تجاه الاخر الذي أومأ  له بهدوء يجيبه  لقد حصلت بالفعل على موافقة من النائب العام. يمكنه الذهاب بعد ساعتين من الآن.

رفع كارتل حاجبيه من قبول الاخر بهذه السرعة  "شكراً لك"
قالها ثم خرج الى الخارج ليجلس يوشو على كرسيه  وفتح هاتفه فرأى تلك الصورة التي كانت تضم فتى وديعاً في أوائل العشرينات من عمره ظل يحدق به بحزن غطى ملامحه



المُصَفَّدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن