المُصَفَّد

خِلاف

دخل سيڤرو إلى مهجعه، وفي لحظة عابرة، انطلق نحو زنزانته كالسهم، وبدأ يرتب أغراضه بسرعة كأن الوقت يطارده.
ماذا تفعل سيڤرو؟

سمع دوي صوت كارتل يتردد خلفه، لكنه تجاهله، وواصل ماكان يفعل، تقدم نحوه الأكبر، وأمسك بساعده بسرعة، يدير جسده ناحيته
عند حديثي معك، لا تتجاهلني واللعنة!

انفجر كارتل بغضب، لينظر إليه سيڤرو بنظرة حادة، ويزيح يده من يد الآخر بعنف.
لا تتدخل فيما لا يعنيك، كارتل!

تنفس كارتل بعمق، وأغلق عينيه للحظة قبل أن يفتحهما مجددًا، متطلعًا إلى الأصغر.
ما زلت أتعامل معك بلطف واحترام، سيڤرو، فلا تُجبرني على اتخاذ مسار آخر

ابتسم سيڤرو بسخرية،
ماذا هل تملك أي وجه آخر غير تلك الوجوه الزائفة لتُظهره لي؟ لقد وثقت بك وبأعوانك، وأنت تدرك تماماً مدى الألم الذي سببه لي وفاة أخي، الذي حطم روحي إلى أشلاء. ومع ذلك، أنت بقيت صامتًا ولم تعترف بخطأك نحوي. ولم يخطر في بالي أن أسمع الحقيقة من فم القذر يوشو.
كلما حاولت أن أجد مبررات لك في ذهني، لم أستطع. مالذي جنيته من بقائي هنا لمدة أسبوع كامل؟ لقد أقسمت لك مراراً وتكراراً أنني لست من اغتال المدير سونيو، وتحملت إساءاتك ونظراتك الحادة في بدايه دخولي السجن لكن رغم حزني وانهياري، تمسكت بك كارتل، واخترتك على الجميع. لكنني لم أعد أحتمل التواجد معك في نفس المهجع، كارتل. أريد الذهاب إلى خواكين.

ابتسم كارتل أبتسامة ساخرة وتقدم نحو الأصغر، ممسكاً بفكه بقوة. المت سيڤرو الذي مسك يده التي تلامس وجهه، ونظر إليه بنفور.
ألى أين تظن أنك ذاهب، أيها الصغير؟مكانك هنا بجانبي، في عالمي، وفي مهجعي. لن تبرح هذا المكان، لا إلى خواكين ولا إلى أي عاهر هنا. أقسم بروح سونيو سيڤرو، إن تجرأت على التحدث بهذه الطريقة مجدداً، سأقيدك في زنزانتك، ولن ترى نور الشمس أبداً.

احتدمت نظرات سيڤرو،وصدم جبينه بجبين كارتل بقوةليمسك كارتل جبينه بألم وترك سيڤرو يبتعد عنه قليلا بينما يتحدث بحده

لست أحد رجالِك لتستبد بي وتتحكم فيّ متى شئت.والل

لم يُكمل حديثه، إذ تقدم كارتل بسرعة البرق، ممسكًا بعنق سيڤرو خانقا أياه بقوة بينما يصك على أسنانه بشدة.
هذه المرة الأولى والأخيرة التي تجرؤ فيها على هذا الأمر، سيڤرو. ولكن إن حاولت تكراره، أقسم أنني لن أرحمك. لا تفكر في الذهاب إلى أي مهجعٍ هنا، فهذا الأمر منسي. بدءًا من اليوم، عليك أن تطيعني، وتسير وفق توجيهاتي. أنت وحياتك مرهونة بإرادتي، وطعامك وشرابك لن يكونا إلا بإذني. لن تخرج من هذه الزنزانة إلا بأمري.