ذات صباح كانت الشمس مشرقة بأشعة ربيعية محملة بعطر الربيع وأزهاره، وجد أحد سكان القري أشعة لامعة تنير طريق لم يتواجد يوم في تلك المنطقة، أندهش سيد درجة أنه جلس يتلمس تلك الأرضية الترابية الامعة نظرا لبداية الشروق وقطرات الندى عليها، قرب يده المتربة ناحية أنفه، كانت رائحة العطور تفوح منها هب واقفا وهو لا يصدق هل ذلك الطريق والعطور تشير أنها بداية قرية الأحلام، على ذكر الاسم بين ثنايا قلبه وجد نفسه أمام أبوابها الضخمة وكذلك النقوش البارزة على جدرانها بالذهب الخالص، لولهة لم يشعر الرجل بنفسه درجة أنه سقط أمام تلك الأبواب من شدة الفرحة، لمعت الدموع بعينيه ك لمعان الذهب فى اشعة الشمس، تحامل على نفسه كى يقف ليبدا بنفض ثيابه الرثة ثم إقترب من الباب الذي راح يُفتح وحده دون أحد، كنت الأرضية لامعة كنجم متوهج في السماء وعطر يفوح من كل مكان، وقف يتأمل نفسه في تلك المرايا التى تحيط بكل مكان على جانبي تلك البوابة، ليجد نفسه قد تبدل حاله مائة وثمانون درجة، حيث أن ثيابه الرثة تبدلت إلى أغلي الثياب وتلك التجاعيد قد محت أثارها، تأمل ثيابه وليجد أنها تشبه الأماني التى لطالما تمنها يومها، تقدم إلي الأمام وتحت قدماه نور يقوده إلى حيث مكانه، كانت الدهشة لاتزال تسيطر عليه حتى وصل الى قصر كبير يلمع والأشجار تحيطه من كل مكان وروائحها تطيب لها النفس، وصل إلى حيث باب المنزل ليفتح الباب دون طرق، وجد مجموعة من الناس تقف في انتظاره فتقدم منهم ملقيا التحية بصوت مهزوز وخوف طاغ قائلا:
_ السلام عليكم....... كيف حالكم.
ضحك الجميع بصوت عالى فتقدم منه أحدى الوقفين قصير القامة قائلا:
_ اهلا بيك سيدي أنرت منزلك وقريتنا.
فزع الرجل ووقف متخشبا لبعض دقائق حتى قال ذلك القزم مرة آخرى:
_ لا تخشّى شيئا سيدي أيام وستعتاد على العيش هنا، ثم أن قريتنا هى قرية الأحلام كيف لك الخوف وأنت فيها.
تسمر الرجل مكان وظل بعض الوقت كما هو يخشي الحديث وبين ثنايا عقله يتسأل " من أين تلك الأموال كى يتم بناء قصر يشبه قصر الرئيس فى عالمنا، كذلك تلك الثياب التى أرتديها لا تنم عن كوني فقيرا لا املك قوت يومي؛ بل اكاد أجزم أنني اعيش حلمً وسأستيقظ منه قريبا، لا أصدق تلك الأشياء فهي تشعرني أنني من وقع عليه الاختيار اليوم كى أنتقل ها هنا وماذا عن أولادي وزوجتي وأمي تلك الكفيفة، على حين غرة وجد من يضرب على كتفه حتى نفض عنه الشرود وأستدار كى يري ماذا هناك!
وقف ينظر ليري ما الذي حدث ليجد حورية هاربة من السماء موجوده أمامه، هى رائعة الجمال وبسمتها المرسومة علي وجهها توحى بملكه ذات اليمين، لكن صوتها جعله يلتفت يميننا ويسار كى يتأكد بأنه لا يتوهم إذا قالت تلك الحسناء بصوت حنون:
_ عارف ما الذي دهاك ومن أين حصلت على تلك الملابس.
أدرك وقتها أنه ليس حلم وأنهم معا في تلك القرية جذبها ناحية تلك الأريكة وجلسا وحكى لها ما حدث بإختصار ثم سألها كيف حضروا إلى هنا فقالت باستغراب:
_ لا أدرى شعرت بدوار يداهمني جعلنى اغط في نومًا عميق ثم بعدها وجدت نفسي فى غرفة تشبه تلك الغرفة التي كنا نرها بالتلفاز.
قطعهم صوت ضحكات ذلك القزم الذي قال من بين ضحكاته:
_ أستعد سيدى الأن موعدنا مع القائد كى يشرح لك طريقة العيش ها هنا.
ثم إستدار عائد من حيث جاء.
&&&&&
صوت سعال جاف طرب الأذن مما جعلهم يشعرون بالأسف على المريض تقدما الى الامام ثم وقف أمام باب غرفة مغلقة ليفتح الباب دون إنتظار، كان ممدد على الفراش والعرق يتصبب منه صبا، إقترب عارف من الفراش ثم قال:
_ السلام عليك ياسيدي، ما بك أشعر بالأسف عليك الا يوجد دواء يريحك.
اجابه الحارس بأسف قائلا:
_ من شروط العيش في مدينتنا هو الايمان بالقدر وعدم التدخل به وكذلك الموت لا نستطيع التحكم به.
أجابه بحيرة و هو ينظر جيدا الى ذلك الرجل:
- وما دخل القدر بالعيش هنا كما ان المرض ليس له علاقة بشيء هل تعني انكم تستسلمون للموت وتعتبرينه قدر.
- اجل.
- لكن هناك اعشاب اعتدنا علي المداواة بها منذ الازل وليس العلاج هو التدخل في القدر، لقد امرنا الله بالعبادة ولم يأمرنا بالإهمال.ثم أقترب من الراقد على الفراش ليجد أنه يعاني من ارتفاع حرارة الجسم فجلس إلى جواره وطلب اناء به ماء وبعض البصل، احضر الحارس المطلوب ليبدا بعمل بعد الكمادات لخفض الحرارة ثم قطع البصل الي حلقات ووضعها علي قدمه وربطها
وصل أمام القائد بثقه تامه ثم القى وجلس مكان ما أشار له ليقول له القائد بترحيب:
_ اهلا بيك بيننا لقد ازدادت قريتنا بحضورك.
_ هذا شرف لي سيدى.
_ إليك بعض القواعد كى لا تخرج عنها، لا دخل لنا في القدريات وما يحدث فيها، والموت فهو محتم
هل لى بسؤالك سيدى، كيف يمكن لكم الاستسلام للمرض.
أجابه بانفعال ووجه محتقن من شدة الغضب:
_ لا تدخل فيما يعنيك يا سيد، أحلامك وامانيك تتحقق مقابل أن تعيش بما يتعايش بيه من فى المدينة .
خرج من أمام القائد حزين جدا كيف له العيش مرفها مقابل الاستسلام للمرض، ظل يسير في الشوارع المنيرة وجمالها المميز وتلك الأتربة اللامعة تحت أقدامه، أبتسم من قلبه لو أقسم فى يوم لاحد بانه سيعيش ملك في قصر من زجاج لكنوا رموه بالحجارة، فاليوم هو يملك جميع أحلامه إلى انه ليس سعيد بما بين يديه، رفع عيناه على تلك القصور ليجدها متشابهة فى كل شئ إلى اسم صاحبها الذي نقش على قمة القصر بماء الذهب اللامع في الظلام ليوبخ نفسه ويلومها فيما بينها قائلا " تالله لن أتهاون في علاج أحد استطيع أن اقدم له الرعاية، فما المرض الى داء يصيب الأنسان كيف لهم الاستسلام ، وقف قبل ان يسقط أرضًا ليجد احد الأشخاص ساقطا أرضا، إقترب منه لقياس نبضه فوجده على قيد الحياة، إقترب منه فأخرج أحد الحلوى من جيبه ثم وضعها بين اسنانه، بدء ذاك الشخص بتحريك فمه كانه استشعر الحلو، ظل بعض دقائق حتى استطاع فتح عيناه فرح سيد باستيقاظه ف راح يحركه حتى يستطيع الوقوف، شكر الرجل سيد على ما فعله له وأخبره بفرحه قائلا:
_ كدت أشعر بأنني مفارقًا للحياة لولاك، انا اعانى من داء السكرى لذلك كلما زاد او نقص تحدث تلك الأعراض.
_ علمت بذلك عندما رأيت حبات العرق الغزيرة علي جبينك.
رحل سيد ورحلت معه خصاله الرائعة حتى بات يقارن بين القصور مرة آخري، تلك المرة كانت تشبه النجوم حينما يكون القمر بدرا يتلألأ فى السماء المظلة، تشعر كأنها تشبه العروس ليلة زفافها، بجمال الاضاءة الساحرة وتشابه المنازل وسحرها، لم تك تفتن سيد برغم غناه إلى أنه لم يترك خيراً إلى وفعله، عندما أشرقت الشمس في الصباح بات الجميع يتحدث عن ما فعله ذلك الدخيل الجديد وانه بات يعالج الناس وانتشرت الاقاويل فيما بينهم بوجد آلة للطب وزاد هذا الامر من غضب القائد وثار حتى أمر بإحضار سيد اليه لتعديه قانون العيش فى أرض الأحلام.
&&&
وقف سيد أمام القائد وهو يلقى عليه اللوم فيما يفعله بينما أخبره قائلا:
_ أيها القائد أنا لم اتعدى القوانين أنها بعض الوصفات البديلة لطب مما تجعل الناس يتعايشون مع الامراض ثم أن قضاء الله غير راد، لا تقلق لم أساعد احدا على التداوي.
قيده القائد ببعض القيود للعيش عليه ان يساله فيما بعد قبل أن يقدم على شيء، جلس على سريره المنعم بالحرير كى يريح بدنه الشاق، مع بداية سكون جسده شعر بأنه مفارق تلك الحياة التي دخلها بحلم ووجد فيها حبه لما قدمه لهم ثم هو الان مفارقهم بكل هدوء كما دخل لهم.
#تمت بحمد الله
#زينب عامر