ولادة غريبة

16 2 1
                                    

......... ولادة أسيل .........

في الأول من يناير في العام 2003 كانت السماء تمطر بغزارة مع ضوء البرق و صوت الرعد المرعب و الذي يشكل مزيج رائع لمحبي الأجواء الشتوية .

صرخات تعلو في منزل خالد ، ما تلك الصرخات ؟؟؟ و ما هو آثرها ؟؟؟

نعم ذالك صوت قدوم غريب إلى الدنيا بل صوت صرخات استقباله إنها والدة أسيل ، هل هو صوت قدوم أسيل الدنيا ؟؟؟

يصرخ خالد بقوة / أحضروا السيارة بسرعة علينا الذهاب إلى المستشفى.
يجيب بواب العمارة / حسناً يا أستاذ خالد لقد جهزتها .

ينطلق خالد و جنات والدة أسيل إلى المستشفى و التي تدعى مستشفى الشفاء بقرية صغيرة بجوار مدينة المنصورة.

و حين وصول خالد بزوجته إلى المستشفى يصرخ بأعلى صوته / بسرعة أحضروا نقالة بسرعة لدينا حالة ولادة .
يزداد صراخ جنات كل دقيقة حتى وصولها إلى غرفة الولادة .

يهرول طاقم التمريض بسرعة بصحبة جنات إلى غرفة الولادة و مازال الصراخ يزداد و الآلام تزداد ثم بعد نصف ساعة تقريبا صمت رهيب و يزداد قلق خالد أكثر ، و فجأة بعد نصف ساعة أخرى صمت رهيب يتبعه صوت بكاء يشبه بكاء الأطفال , يفرح خالد و يهلل الله أكبر الله أكبر ثم تخرج ممرضة من غرفة الولادة ممسكة بمولود بين يديها محمر الوجه و عين شديدة السواد ثم تقول/ مبارك يا أستاذ خالد أصبح لديك إبنه تشبل القمر .
خالد / مبارك علينا أجمعين ، متى تخرج والدتها.
الممرضة / سيخرج الطبيب بعد قليل ثم يخبرك أما الآن سوف أخذ الطفلة إلى الحضانة ما هو اسمها .
يرد خالد / أسيل خالد .
الممرضة / حسناً .
تذهب الممرضة بصحبة أسيل إلى الحضانة ثم تمر عشر دقائق كانت الأصعب في حياة خالد .
ثم بدأ خالد بالصراخ : أين والدتها لما لم تخرج بعدها .

و بعد هدوء تام سابقه صراخ خالد يخرج الطبيب من غرفة العمليات و وجهه ينظر إلى الأرض و على وجهه نظرة حزن .
الطبيب: البقاء لله لقد فعلنا ما يقع علينا و لكن قضاء الله وقدره ، ماتت والدة أسيل.
خالد : كيف لقد كانت بخير قبل دخول العمليات .

دموع خالد تنهمر كالسيل في الوادي و هو يصرخ في وجه الطبيب .

الطبيب : كانت ولادة صعبة و كانت والدة أسيل تعاني من مشاكل جادة في القلب .

خالد باكياً: لقد كان حلم والدتها قبل أن تودع الحياة أن تحمل ابنتها بعد معاناة دامت طول العشر سنوات .

و في تلك اللحظة ساد صمت رهيب المكان و بقي صوت بكاء خالد في الردهة .
.......................___________________--------------

...........ولادة محمد ........

في اليوم العاشر من شهر يناير في العام ٢٠٠١ كانت تلك الليالي هي ليالي البرد القارس و القمر المكتمل و صوت المطر مع الرعد ، يستيقظ سكان أحد القرى على صوت صراخ والدة محمد و لكن الغريب أن الوقت لم يكن متوقع للولادة ، لقد كانت صرخة تعبر عن آلام غير طبيعية ، هرع سعد والد محمد مسرعاً لطلب سيارة إسعاف خوفاً من أن تكون هناك مشكلة أخرى متعلقة بولادة محمد.
سعد : الإسعاف بسرعة شارع مكة المكرمة ، طنطا ، عمارة ١٦ .
الإسعاف: حسناً ستصل اقرب سيارة إسعاف.
و حين وصول سيارة الإسعاف استيقظ جميع سكان الشارع على صوت انذار سيارة الإسعاف و هرعوا إلى سعد خوفاً و قلقاً على والدة محمد فقد كان دكتور سعد معروف في جميع طنطا بطبيب الرحمة و الغلابة .

حمل المسعفون السرير المتنقل إلى شقة دكتور سعد في الدور الرابعة شقة ٤

المسعف : دكتور سعد ما هي الحالة .
سعد : حالة ولادة المريضة مصابة بالسكر و الضغط .
المسعف :, حسنا سنذهب إلى مستشفى الدار أقرب لنا .
سعد : حسنا بسرعة.
انطلقت سيارة الإسعاف مسرعة إلى مشفى المدينة و في الطريق ظل هاتف سعد يرن باستمرار و سعد يتجاهله و مازال يرن حتى وصول سيارة الإسعاف إلى المشفى ، حينها هم سعد بالرد على الهاتف لعلى خبر جيد يسعدنا و لكن كان الخبر كالصاعقة .
ذالك الخبر السيء كان .....
المتصل : هل أتحدث مع سعد عبدالله زوج السيدة نور .
سعد : نعم من معي على الهاتف .
المتصل : معك اللواء كامل و يؤسفني أن أقدم لك خبر وفاة أخ زوجتك نبيل انتقل إلى رحمة الله تعالى في أحد عمليات التعقب .
سعد : ماذا تقول أيها اللواء كيف حصل ذالك .
اللواء : أسف البقاء لله سيتم الصلاة على الميت في مسجد الشهداء .

الصمت عم على سعد ، تارة زوجته في غرفة العمليات و تارة و فاة نسيبه و هو عارف في التفكير كيف يخبر زوجته .

استمرت عملية والدة محمد ساعة و نصف تقريبا و القلق على وجه سعد .

لحظة أنه صوت بكاء طفل لابد أنه صوت محمد .

الممرضة : مبروووك يا دكتور ولد .
سعد : مبروك اليوم لدينا ضيف جديد و شهيد .
الممرضة : هل اخترت اسم المولود .
سعد : محمد على إسم حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل هناك اخبار عن زوجتي .
الممرضة : ستخرج إلى الغرفة قريباً.

سعد : حسناً.

خرجت والدة محمد إلى الغرفة و اتجه سعد إلى غرفتها متسائلاً عن طريقة لاخبارها بوفاة أخاها .

وجد سعد الحل فقد اتصل بعمها و أخبره بوفاة نبيل و تم الإتفاق على اخبار والدة محمد بعد ساعة .

و بعد ساعة عم البكاء الغرفة و أصرت والدة محمد (نور ) على حضور جنازة أخوها و كان اليوم شاقاً .


كانت ولادة محمد و أسيل صعبة وغريبة جداً و كانت في ظروف صعبة و مشابهة .
ربما كان لقائهم قدر و ليس مجرد صدفة ، فقد تشابهة ظروفهم و طرقهم .

أمواج وسط المحيط حيث تعيش القصص. اكتشف الآن