• دِيسَمْبِر •

192 67 53
                                    


على خَآصِرةِ الجبَلِ _ جبَلُ كاما الثالثِ _
و خَلْفَ صُفوفِ جُنودِ الطبِيعةِ _ أشجارُ الصَّنَوْبَر _ التي
تَتَهَآدى إِثْرَ أَلْحَآنِ الرِّياحِ العاتِية ،
قَرْيةُ دُوسْكُو الوَجِلة مِن سَماءِها
التِي إغْرَورَقتْ بِفِعْلِ الغُيومِ
المُحَمَّلة بعَوَآصِفِ ديسَمْبِر .

و ما بَين الحُقولِ التي نُقِشَتْ
أَلوَآنها بِإبْدَاعٍ إِلآهِيٍّ جَبَّارٍ ،
وَقَفَتْ قَصِيرةُ القامةِ كَزَهْرةِ ساكُورا
تَفَتَّحتْ للتَوِّ ، بشَعْرِها الطويلِ حالكُ السوادِ
كَلَيْلةٍ بَدَويةٍ على أَرْصِفةِ دِيسمْبِر ،
طَلآهَا الرَّبُ بِبَقايَا البَيآضِ العَالِقِ بِفُرْشاتِ
الثَّلْجِ .

وطَأتِ الصَّخرةَ الكبيرة في منتصفِ الحقلِ
، كانت تُحاوِلُ نَيْلَ نَظْرَةٍ للسماءِ التي
ملأتْها الغيومُ عن بُكْرة أبِيهَا .

طأطأتْ رأسَها بيأسٍ بَعْدَ أَنْ فَشِلَتْ و
لِقِصَرِ قامَتِهَا لَمْ تَقْوى على مُطالعة السماء ،
رغم إِعْتِلآئها لِصَخرةٍ كَبِيرةُ الحَجْمِ .

عَبَّأتْ صَدْرها بِالهَواءِ ثُمَّ أخْرَجَتْه
بِضَجرٍ ، قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهَا صَوْتُ
صَدِيقٍ يَعُجُّ بالرُّعْبِ .

" فالتَنْزِلي حَآلاً آنِسة مُوريس "

إِبْتَسَمَتْ فَورَ إِلْتِقآطها لِكَلِماتِ الفتى
الطَّويل الذي يُنافِسُ سِلْسِلة جِبالِ كاما
في طوله
_ ذاكَ في مُخَيِّلَتِها لِقِصَرِها _
نَآظَرَتْهُ مُبْتَسِمةً بإِتِّساعٍ ،
تَكَتَّفَ صَاحِبُ البَشَرةِ الحِنْطِيةِ
رَآفِعاً أَحَدَ حآجِبَيْه .
كَآنَ يَنْتَظِرُهَا لِتُنَفِذَ أَوامِره ؛
لكِنَّهُ نَسِيَ مَنْ تَكُونُ الآنِسة أَمَامَه .

" أنا مَنْ عَلَيْهِ إِلْقاءُ الأَوآمِرِ هُنَا تايهيونغ "

تَنَهَّدَ مَنْ يَقِفُ أَمَامَها داعِكَاً ما بين حَآجِبَيْه ،
مُجِيباً بِنَفادِ صَبْرٍ عَلى الطِّفْلَةِ أَمآمَه :

" آسِفٌ آنِسَ... "

بُتِرَتْ كَلِمَتُه الأخِيرةِ بَعْدَ أنْ تَحَدَّثتْ ذاتُ
المُقَلِ اللآمِعَة و كَأنَّ نَحْلَ العَآلَمِ أَجْمَع
إتَّخَذَ أَعْيُنَها مَخْبَأً لِعَسلِه.

《 حُبُّ الخَنْدَرِيسِ _ LOVE OF KHANDARIS 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن