||ꜰɪʀꜱᴛ ᴄʜᴀᴘᴛᴇʀ

73 4 5
                                    

01|بِدايَةُ كلِّ شَيْء

ᰔᩚتعليقاتكم بين الفقرات تُشجعني

______

نسمات البرد غزت مدينة سالزغيتر بساكسونيا، وبدَأت ملامِح فصلِ الشّتَاء في الاِنجلاء، إنّه يوم الخميس، يومٌ برُدَ الطقس فيه فجأةً وغامت سماءه بسُحبٍ متراكمةٍ سوداء،

نافذة الغرفة الخاصّة بأوديليا كانت نصف مفتوحة، وقطرات المطر التي انهمرت لساعات طويلةٍ تطرق الزّجاج بلُطف توقّفت للتّو، فسُكب بخار الماء الرّطب على طول النّافذة

لقد أظلمَ صباحُ المدينةِ في اكتِئاب وكأنّه يحاكي مزاج أوديليا في هذه اللحظة، تنهّدت تُظهِر تعبيرًا متعَبًا بينما تشاهد المنظر خارج غرفتها حيث كان الجوّ هادئًا جدًّا لا يسمع فيه إلّا أزيزُ الرّياح الصاقعة وكأنّ جميع النّاس نيام

اِستفاقت قبل لحظات بعد نوم عميق بينما كان بدنها يتصبب عرقًا، والألم يفتك برأسها، حتى أنّ جسدها ارتجف بشكل لا يمكن السّيطرة عليه، حاولت جمع شتات نفسها وإدراكَ المحيط من حولها وكل ما استطاعت أن تراه هو هذه الغرفة المألوفة التي اكتستها نسمات الصّباح الشتويّة.

منذ برهة فقط، شعرت بأنفاسها تنقطع تدريجيًّا، لم يسعها إلّا أن تستسلم وتدرك حقيقة أنّها تغرق في بحيرةٍ تشكّلت من ماءٍ كاحل السّواد غير صالحٍ للشّرب،

وبعد أن فشلت جميع صراعاتها ومقاوماتها لتيّارات المياه القذرة لم تجد سبيلًا للنّجاة وفقدت الأمل في الحياة

لكن من اللّامكان ظهرت أمامها يدٌ قويّةٌ امتدّت فجأة وسحبتها بسرعة إلى البرّ، حينها شعرت أخيرًا بأنّ الأوكسيجين عاد يسري في عروقها وأنّها الآن تستطيع التّنفّس بارتياح

"مالذي يحدث معي؟ شعور الموت كان حيّا للغاية بحيث يستحيل أن يكون الأمر مجرد أضغاث أحلام"

إثر هذا التّفكير انتابها شعور بعدم الواقعية وتغلغل الفراغ عميقا بداخل قلبها وهذا ما أدّى إلى اكتئابها
ولكن بغض النّظر عن مدى صعوبة تقبّل ذلك، كان عليها هجرُ فراشها الدّافئ والاغتسال قبل أن تذهب إلى العمل.

استقامت من السّرير وانتعلت خفّها ثمّ سارت بخطواتٍ متثاقلةٍ ناحية النّافذة تُحكِم إغلاقها،
تنهّدت مرّة أخرى وراحت تفتح خزانة الملابس.

من بين كومة ملابسها الشتويّة التقطت فستاناً من الصّوف المحبوك ذو رقبة عالية بلون البيج جنباً إلى جنب مع سروالٍ تحتيٍّ قبل أن تأخذ حمّامًا سريعًا وترتديهم، أسرعت مباشرةً بتجفيف شعرها وتركته مفرودًا على كتفيها كما اعتادت

حضيت أوديليا بشعرٍ بنيٍّ طويلٍ وصحيٍّ منذ ولادتها، ولم يكن من المتعب بالنّسبة لها الإعتناء به،
فبمجرّد تجفيفه كانت تتركه ينساب بخفّة على كتفيها بدون أن تكترث بتصفيفه،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المهتدون بحق || ʀɪɢʜᴛʟʏ ɢᴜɪᴅᴇᴅ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن