ما إن سمِعت هي ذلك، نظرت له حديقياتها و هما متشبعتان بالفضول و اللهفة، بينما سوداويتاه تحُوَمانِ فوق هيئتهاَ
للحظات تبدو أبدِيَّة.ما هِيَ سوىَ ثوَان حتَى تنحنحت الأخيرة و زحزحت عينيها عنه.
-حسنا ماتيو ،سأنتظر مَا إِن حييتْ.
يبدو ماتْيُو في عَالمٍ آخرْ عجزت الأخرى عن تفسيره، تعبيره غَيرُ قابِل للقراءَة، أفلت يدها و مدَّها بظهرِه عائِدا لِبيته دون أن ينْبِس بِبِنتِ شفه.
لانَتْ نظرَاتها ،و محجرَاهَا يُراقبَان شكلهُ الأجش يُومض ،تحركت بدورها راجعَةً لِمأواهَا، ما إن وصلَت، غاصَت في نَومٍ عميق.
ها هُو ماتيو يزيلُ القنَاع الغليظ مِن وجهِه مُظهرًا هيئتهُ الحقيقيَّة ، نَعم ،هو يغلف وجهه يَوميَّا بكمياتً مُعتبرة من مسَاحِيقِ التَّجميلِ ليُخفي هُويتَه التي لوْ كُشِفت لَعاش حَياةَ السُجون.
لَبِس كمامة بيضاءْ ،حَمِلَ حاسُوبه في حَقيبة جِلدِية مُطرزةٍ، مُتجهًا نَحوَ القبو ، فتَح البابْ ،ليستقبِلَه الغُبار بحضن مُتسخْ، قَلَب عينيه بملل، و دلف مُغلقاً البابَ خلفه بِمفاتيحِه ذاتِ النسخة الواحدة، و المالكِ الواحد ايضا.
سَحبَ كومَة من الصناديقْ بعيدا عن الباب الخجول خَلْفهم، فتح الباب تِلْقائِيا بِمجرد إجراء فحص الوجه، و التَعرف عليه، أخذ خطواته للداخل، أينَ يَقعُ مكتبه الضَخم الفخم ،مجرد لمحة مِنه تُوضِح بشدة مدى البذخ في حيَاته، بعد فَتح كُل أجهزة الكمبيوتر، تموضعَ في كرسي دوَّار وسطهم.
كَامِيراَتٌ من هنا و مِنْ هنَاكْ، حِسابَاتُ العالمِ أمامهُ ،بضغطة ٱنملة مِنه، قتل و سَبى و غَنِم ، جالت سوداويتُهُ الخشنة ذات الرموشِ الطويلة، و الحَواجِب المنقوشة حول الشاشات، ما هي إلَّا دقاَئِق حتَّى إتصل بِرِجالِه، حَسَنًا هو لا يملك شرَكاء ،هو عُمدةُ الشيء ،لا قَبلَهُ ،و لا بعْدَهُ.
-إحجز لي مَوعِد.
-مفهوم يا سيدي.
أغلق ماتيو شفتيه و ذَلِك زاد مِنْ حِدة الصَمتِ في المَكتب، الصوت الوَحيد الذي يُسمَع هوَ نَقر اطراف أصابِعه على لَوحةْ المَفاتيحْ، بينما يَعْمَلُ على إخْتِراق الحساب البَنكي لِ آستيرا.
بينمَا يحَاوِلُ إيجادَ الرمز السري للخُطوة الأخيِرة، خَرجت شخرة سَاخِرة مِن ثغره.
-عيد مِيلادهَا؟!،... گ رَمزٍ سِري للحسابِ البَنكي ؟؟،.... يا لِ الحَماقَة.
إلتقط هاتفه ليتصلَ برجاله ،فرقَ شَفتيه لِيتكلمْ.
-يوم ميلاد آستيرَا، حالا!
أنت تقرأ
Muy extraño
Actionالتخيلات من مخيلات غير خاصتي. الشخصيات : ماتيو ميسينا .ماتيو ميسينا دينارو، الشاب الذي لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره، هو واحد من أخطر قراصنة الإنترنت. يشبه حبَّه بمرور الرياح على صفحة الماء، سريع وعابر، لا يترك خلفه سوى أمواج صغيرة تختفي بسرعة...