التصقت قدماي بالأرض من شدة الصدمة، ونظرت إليه بعينين واسعتين تكسوهما طبقة لامعة من الدموع.
-امي؟!، لما ليس هي.
-مسجونة.
غمرتني صدمة شديدة جعلتني أشعر وكأن العالم من حولي توقف عن الدوران، وأحسست بثقل رهيب يجثم على صدري، فيما عجزت كلماتي عن الخروج من فمي، وتجمدت عيناي في مكانهما بدهشة وذهول.
-في جُم الاحوال، سترافقينني غدا عند ماما الجديدة.
-ماما جديدة.
همست لنفسي تصلبت تعابيري ، مدني بظهره بهدوء وغادر، تاركًا إياي واقفًا عند الباب كالتمثال، بعد مدة لا تقل عن نصف ساعة، تشرف ماتيو بمشاركة اللحظة و وقف على عتبة الباب متئكا بجسده المتناغم على اطاره ، تجولت نظراته على جسدي بهدوء شديد.
-متأخرة ، تساهلت مع الامر، صافنة ايضا ؟!.، عودي لوعيك.
جفلت للحظة و هززت رأسي، سقطت انظاري على يده التي تحمل مفتاح السيارة.
-تستري، سنذهب عند فرناندو قريبا.
-لحظة ،...... ،هناك موضوع اريد التحدث معك بشأنه.
اطلق تنهيدة طويل و انحنى بجذعه نحوي قليلا حتى أصبح بمستوى العين معي.
-بدون مقدمات، فرقي شفتيك و افصحي.
-ابي سيتزوج امرأة أخرى، سأعيش معهم!.
قلت و ملامح الذعر تسللت بالفعل لوجهي، وضع كفيه على كتفاي بلفتة حنونة.
-هل تملكين اخوانا من زوجة ابيك؟.
-هذا ليس مهم، بحقك!.
-بلا مهم جدا، تكلمي؟.
-املك اخ واحد.
كان يسحق كتفي بيده حتى ٱبيضت انامله، اطلقت أنين خفيف.
-ما خطبك ؟!.
-سحقا.
تمتم تحت انفاسه، انفاسه تلفح وجهي مما يرسل الرعشات اسفل عمودي الفقري، سرعان ما عاد تفكير النسوية و التحرر لذهني و ابتعدت عنه و ذهبت لغرفتي دون اهتمام ،نظر لي بحاجب مرفوع ،ابتسامة ماكرة تلعب بشفتيه.
-انتظرني خارجا ،سأأتي قريبا.
قلت بغرور و قلبت عيني، دخلت الغرفة و اخذت اغير ملابسي، لبست فستانا قصير اسود ينحت منحنياتي و كعب سان لوران، ما إن اكملت خرجت له و نظراته مقفلة على جسدي.
-ساعة رملية.
تمتم بصوت غير مسموع و شخر بسخرية، ركبنا السيارة ،ادخل المفتاح في بُكرته، و شغل السيارة و شرع في القيادة، خطفت له الانظار طوال الطريق، ليس اعجابا، بل تطفلا و فضولا، مررنا بمحل آيس كريم، اشترى لنفسه و عاد و بدأ الاكل ،لقمة بعد لقمة، انا أشاهد بهدوء، حامت نظراتي على وشمه، كان على رقبته و شكل غريب مألوف.
أنت تقرأ
Muy extraño
Acciónالتخيلات من مخيلات غير خاصتي. الشخصيات : ماتيو ميسينا .ماتيو ميسينا دينارو، الشاب الذي لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره، هو واحد من أخطر قراصنة الإنترنت. يشبه حبَّه بمرور الرياح على صفحة الماء، سريع وعابر، لا يترك خلفه سوى أمواج صغيرة تختفي بسرعة...