Part 1

102 2 3
                                    

الى كل روح تائهة، اعانك الله لإيجاد الطريق بنوره

-
في ممر طَويل حالِك الضلام،  أتخذ أحد زوايا الممر مكاناً له ، رفع ركبتيه مُحاذياً لمستوى صدره وعليهما سند رأسه ، كشكل متكُور ، دموعاً تُقاوم عينيّه كي لا تفيض ، وأطراف أصابعه ترتعش خوفاً و رُبما مشاعر مُلخبطه لم تجد مُتسع في داخله  ...

صدرت خطواتٍ خافتة تتقرب منه ببطئ جاعلاً منه متوتر ، شَهق بتفاجئ شاعراً بأنامل تلمس ذراعيه وكأنها تَطلب منه النظر ، رفع رأسه بِحدقات مُرتجفة  تُراقب الواقف أمامه :  "أنا اسف.. ريّاس."
قال الشخص بهدوء ،  يتَأمل المُتكور أمامه ، نزل إلى مستوى ريّاس ساند أحدى ركبتيه على الأرض كلا يفقد توازنه ، بيده اليمنى يمسح على ذراعِ ريّاس وسيلة لإظهار حنان عَفى عليه الزمن بالنسبة لِـ ريّاس،  أستسلمت دموع ريّاس خائنه عينيّه ف أنهمرت ، دفع يدهُ بعيداً عن ذراعه ، حاول يستقيم بسرعه من جلوسه ف سقط على ركبتيه كأنها عاجزة عن حمل نفسها لِتسنده، لامست كفّيه المُرتجفة أناملها البلاط وهو مُطاطأ رأسه بحيث أنظاره أرتكزت على الأرض ، صرخ :

"لـ...ليه خَذلتني وأنا اول من وثق فيك ،لييييه يا رَهاب!"
قال بنبرة مُهتزه تَحكي ألمه ، رفع رأسه بنيه إلتقاء الأعين ، فأتسعت حَدقتيه المصّوبه أنظاره على ضهر رَهاب الي بدوره مشى بِخطوات يائسة مُتجهاً نحو الظلام، حتى أصبح غير واضح للرؤية،  ماخذاً أعتذاراته وأصواتهُ المكتومة معه وتارك أحدهم خلفه مُهلكاً، تقدّم ريّاس راكِضاً نحو العَتْمة لاحِقاً رَهاب ، سرّع خطواته وبإذا هو أقترب مِنه ! مدّ يداه راجياً مسك رَهاب ، وعندما لَاطفت أنامله ذراع رَهاب ، اختفى فجأة و كأن ريّاس كان في وهمٍ قبل ثواني  ، لا يَرى سواء الحلاك الظالم  لِتنهي كابوسه الكَئِيب .

أفاق مذعوراً ، غاضباً ، ومشاعر فوضويه أكتست قلبه ، أرتفع صدر ريّاس وأنخفض مرات مُتكررة وبسرعة شديدة ، بأنفاسه اللاهثة مُرتفعه الصوت ، تنهد تنهيده عميقه يحاول فيها ترتيب أنفاسه المُتقطعه ، أغمض عينيّه مرة ثانيه يحبس دمُوعه ،يحاول تهدِئة نفسه والعودة للنوم بأي وسيلة كانت.
..

لا يزال مُستلقي على سريره، مُرخي جسده بالكامل ولا له طاقة يُحرك طرف واحد من أصابعه ، صداع يُفتك رأسه من الجانب الأيمن ، ونفس غير مُنتظم بحيث انه يكتم أنفاسه لُمده تتجاوز الدقيقه وثم يرجع يتنفس كالمعتاد ويُكرر هالشيء مرارا وتكرارا ، بتكاسل حرّك يده لجواله الي بجنبه ، كشّر عيونه لما فتح جواله على نور ساطع وانتبه للساعة : '7:15'  ، وسّع عيونه بصدمة لتأخر الوقت ! وراه محاضرات بالجامعة ومفروض 7:٣٠ يكون هناك .. قام  مسرع نحو الحمام - اكرم الله القارئ - 

:

..
بعد مرور وقت : في مدرسة فراس
9:46 أثناء وقت الفسحة..

رفع رأسه يناظر بشكل عشوائي للكراسي الفارغة امامه ، الفصل كان خالي من كل مخلوق حي باستثناء احد الطلاب و فراس الي أرخى ضهره على الكرسي وهو يسحب شعره الي طاح على عيونه لِورا ، متجاهل أنظار الحُقد إلي كان يوجّهها ذاك الطالب من وراه ، فراس جاهل سبب هالحقد ، لكن مهما حاول يتودد لهذا الطالب تصير مشكلة صغيرة ، ولكن من توقع ان مشكلة اليوم حتكون مميزة ؟

دفع الكرسي بنية الاستقامة ، يبي يلحق على وقت الفسحة لأنه مقضيها نوم من بداية الدوام ، رسم خطواته مُتجه نحو الباب تارك المُتعصب خلفه دون اي كلمة ، لكن مُسِحت رسمة طريقه لما تكلم : اخو تميم انت ؟
قالها جسار بمحاولة ليبدو هادئ وهو يمشي لفراس  ، لكن تخلل صوته نوعاً من الدِفاع  ، استدار فِراس برفعة حاجب مُتعجب من معرفة هذاك الغريب بأسم اخوه : تعرف اخوي ؟ .

ابتسم بسخرية  كـرد ، لكن ما اكتفى بالابتسامة ونشر سخُريته في ردّه ايضاً : اكيد ، اخوك المحترم يعرف اخوي عشان كذا يعني .
قالها ، عيون فراس على تقاسيم وجهه جسار ، لسبب ما هو مو قادر يصدق الي قدامه ! وملامح وجهه ماتساعد فراس ابداً ، عقدْ فراس حاجبيه ، مستشعر سخرية كلام جسار ، حد احمر لما يكون الموضوع يخص اخوه الكبير ! : والله ؟ ما اضن ان اخووي راح يعرف شخص من
عائلتك المحترمين ..  شدّ على كلمة  "اخوي " ، وكأنه يقول ان اخوه ما يصادق ناس بأمثال جسار، تقدم جسار اكثر و بأصبعه دفع كتف فراس بخفة وبطريقة آمرة قال : والله ؟ رح اساله يا حبيب اخوك انت إذا يعرف رَهاب ولا لا وبعدها تعال تكلم .

~
انتهى..

عدّلت في البارت كم شغله هيك، وحذفت كمان جزء ماله داعي يمكن نضيفه في البارتات الجاية ، اليوم او بكرا ان شاء الله بارت جديد!🤍

تائهٌ . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن