(7)بولس

135 14 3
                                    

رياحُ الشتاء جميلة…
لا تكتفي بنسماتٍ عليلة…
بل صقيعٌ للطقس يألفني وأءلفه…
وفَتَاتي في خضم الزمهرير قتيلة…
أجدها تبتسمُ بسمةً عشقتُ رؤياها…
وشعرُها وراءها في جديلة…
فوالله لو قال لي أحدٌ عن أنني بعد حبٍ ألقاها…
ما كُنتُ في نظري لها مارستُ الرذيلة…
فإنني حين تراني وأراها…
أجدُني أنسحب لخيالي قليلاً قليلاً…
والذنبُ الآن على الماضي يُؤلمني…
وذهابُها عني لا يذرُ لي إلا الرحيلَا…
                                                           _بسمة هَلَوان.
______________________________________________________________________________________

سواد الليل حين جاء بوحشته، كانت هي في غطائها تتدفأ، ترجو أن يأتي الصبح سريعاً؛ كي تعود لمنزل جدها!

وكأن ما كان من المفترض الآن أن يكون بيتها أصبح مجرد بيتٍ خاوِ المعاني، لا أصل له، ولا مشاعر فيه، ولا دفئ به.

تحاول استمداد الدفئ_في ليلة ارتفع فيها مُعدل الزمهرير_من غطائها، ولكن…ما زال قلبها يقشعرُّ وبدنها يرتجف، أسنانها تصتكُّ ببعضها مُصدرةً صوتاً مُريباً!

سمعت صوت الباب يُفتح والضوء يملأ الغرفة؛ فخشيت من صوت الباب، صوته مخيف، كادت تدمع عيناها وهي تستمع لصوت إغلاقه مجدداً، حقاً؟!

من الذي فتح الباب وأغلقه بهذه الطريقة البطيئة الـ…مخيفة!

وصوتُ أقدامٍ تخطو ببطئ نحوها، واحتكاك بالأرض ارتفع له وجيبُ قلبها، وفجأةً! شعرت بجوارها الفارغ  لم يعد فارغاً!

لم تكد تلتفتُ حتى وجدت ذراعان تلتفان حول كتفيها وكأن صاحبها يحتضن إياها!

دقاتُ قلبها ازدادت، وعيناها تذهبُ في كل مكانٍ بغير وجهةٍ مُحددة، تشتتت مُقلتاها حتى كاد أن يُغشى عليها!

لا، هي لا تستطيع تحمل لمسته واحتضانه أكثر من هذا!
من هذا الذي يفعل ذلك بكل جرأةٍ وبلا اعتبار؟ جنيٌ عاشق؟
أم عفريتٌ مُنتقم؟ تباً!!!

صرخت بأعلى صوتها وهي تبتعد عن السرير بخوفٍ شديد، مما أدى لوقوع الآخر بعد انتفاضته بقوة، قال بألمٍ بعد وقوعه من على السرير:
_آه يــا ضــهــري يـــانــا، منك لله يا آيسل يا بنت أم آيسل، يا رب أشوف فيكي يـــــــوم!!

بدأت تتحكم في سرعة تنفسها وهي تهدئ نفسها، صرخت فيه بكل رعب وحدةٍ نوعاً ما:
_منك لله يا أخي…جاي بتتسحب زي الحرامي؟! دا أنا افتكرتك عفريت!

قام من مكانه بصعوبةٍ بسبب آلام ظهره، وهو يطالعها بحنق، قال:
_ما عفريت إلا بني آدم…آآآه…مـــــنــــــك لـــــــلـــــــه!!!

رفضت أن تكون المُلامة هُنا، هي لم تُخطئ، بل هو من لم يُعلمها بمجيئه لغرفتها، تباً له، قالت بحدة:
_أنا عملت ايه يعني؟ انت اللي داخل من غير استئذان وأنا خُفت بسببك يا …أستغفر الله هتشيلني ذنب!

مَوطِنُ رِيموندَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن