حُب مِن حيثُ لا أدري

الفصل العاشر|تائهون|

صلوا على من جلس على ركبتيه يواسي طفلًا مات عصفوره.

اذكروا الله.

أذكروا أهل غزة وفلسطين والمستضعفين في دعائكم
__________________________________

.الفصل العاشر.
.قراءة ممتعة.
__________________________________

مر ما يقرب من الشهرين على خطبة وعد ومحمد، كانت وعد جالسة في منزلها بعدما عادت من العمل حينما أتتها مكالمة من مريم التي تزوجت منذُ أسبوع، ما كادت تسأل عن أحوال مريم حتى تحدثت مسرعة:-

_عمرو مات يا وعد.

صمتت وعقلها مازال يقوم بأستيعاب ما قيل لها منذُ ثوانِ، ماذا!! أمات من دمر حياتها بهذه السهولة! لتتحدث بتية، بعدما سمعت نداء مريم بأسمها:-

_مات! مات ازاي؟

لتتحدث مريم وهي تقص عليها ما علمته:-

_الي عرفته من رامي أنه كان بيحب واحدة، وإن عمرو كان عليه فلوس لواحد بيجيب منه مخدرات، فالبت دي أتخطفت ولما لقوها الطب الشرعي قال إن دي حالة أغتصاب...

أهتز قلب وعد وهي تعلم أن تجربتها تكررت مع أحد أخر، وهي تستمع مريم تقص عليها ما حدث بالتفصيل:-

_وبعدين عمرو أختفى فترة، ولما رجع كان ميت، ورامي بم إنه كان يعرفه فراح يقف على الدفنه والغسل ويطلع تصريح الدفن شفقة عشان هو كانت جثته مرمية في المستشفى...

 تسائلت وعد بنبرة متقطعة وقلبها ينبض سريعًا عندما صمتت مريم:-

_وايه الي حصل بعد كده؟

أخذت مريم أنفاسها وهي تتنهد مكملة ما عرفته من رامي والذي عرفه هو من أحدٍ أخر، وكأن الله أراد أن يعرف رامي كل هذا مصادفة، وأن يذهب إلى عمرو الذي لم تكن تجمعهم علاقة وطيدة، وأن يمرض رامي بعد ذلك ليقص على مريم ما حدث، لكي تقصه هي بالتبعية على وعد:-

رامي عرف من تصريح المستشفى، أن عمرو كان مضروب جامد أوي وفيه أجزاء من جسمه اتكب عليها مية نار، ومات في الأخر بسبب كمية الحروق.... رامي قالي إن كل حاجة ليه كانت واقفه، تصريح الدفن طلع بصعوبة ومفيش جامع وافق يستقبله غير بصعوبة، ومفيش غير الي شالوا النعش هم إلي صلوا عليه وبعدها دفنوه.

تسائلت وعد بعدم تصديق:-

_ده بجد؟

_اه والله 

صمتت وعد لا تعرف بماذا تتحدث لا تصدق أن هذا كله حدث...
أعُذب قبل موته مثل ما عذبها في حياتها!! ولعذاب الآخرةِ التي تناساها هو أكبر لو كان يدرك

أخذت حقها منه؟ وهي لم تفعل شيء فقط جالسة في مكانها، أغلقت بعد برهة المكالمة مع مريم، لتقوم من موضعها وهي تتوضأ وتصلي ركعتين شكر لله عزوجل، هي سعيدة وتشعر بالأرتياح لأن حقها قد أخذته.