عقدة النقص

2 1 0
                                    

هذا النقص يعتبر معاناه أيضا...

و لكن هنا تكون المعاناه الحقيقة على الأشخاص المحطين بمن يشعر أنه ليس بكاملاٍ

و إن الكمال لله وحده، و لكن من وجهة نظر المصاب أنه يستطيع أن يكون كاملاً.

و لكن هذه الكمالية ناقصة ، فارغة من الداخل مثل الجسد المجوف.

و هذا النقص يكون عائد من العائلة و ليس فقط أن الابوين قد كانوا يوبخون الطفل على أفعال أو درجات الاختبارات في المدرسة.

عقدة النقص في أغلب الأحيان يكون سببها شخصاً ناقص أيضاً...

سواء الأب أو الأم.

و لكن في أغلب الأحيان أيضاً يكون من جانب الأب أكثر.

لنتخيل سويا كيف كان المشهد من اعين ذلك الأب و هو صغير

في إحدى الأيام و ذلك الطفل يلهو سمع صراخ والدهُ و عندما ركز فيما يُقال سمع أباه يقول جملة ظلت تتردد في مسامعهِ

أنا لازلت حي ، أي رجل البيت موجود!

في ذلك الوقت الطفل لم يفهم ماذا يحدث و لكن بعد سنوات و قد صار ذلك الطفل أباً و دون شعور منهِ بدأ بقول ذات الجملة

و تلك الجملة تحمل في طياتِها أسرار، أسرارها تقول أنني اخشى ان أكون بلا منفعة يوماً ، أخشى أن يتم استبدالي ، أريد أن أكون المسيطر الوحيد هنا

هذا النقص نابع عن خوف!
و لكن تُرجِمَ في أفعال عنيفة و غير آدمية أو حتى اقوالاً فقط

و ماذا عن المتلقي؟؟

و هنا سنتحدث عن المعاناه الحقيقية.....

لن يختلف إذا كان طفلاً أو كان بالغاٍ
فتى ام صبي ، لن يختلف أي شيء سوا أنه قد تدمر

و ليس من الإكتئاب أو تلك الأشياء.

بعد فترة من معاشرة من يمتلك تلك العقدة سيكون هو معقد أيضا و لكن ضد أفعالهُ

أي أنهُ سيرى العالم بطريقة أخرى، و كأن جيوش العالم قد اجتمعت على عقلهِ و عينيهِ ليرى العالم بما هُيِّئ لهُ

حتى و إن كان ذلك الفعل هو اختيار لوناً معين في الملابس.

سيخشى إن يراه باللون الذي قد منعهُ من ارتدائهُ من قبل.

ايعقل أن الأمر قد يصل لتلك المرحلة؟!

و أكثر من ذلك بمراحل أيضاً

هذه تعتبر ثقب أسود، إذا وقع المرء بهِ قد انزلقت اقدامهُ عن الهاوية.

و انزلق بعدهِ حياته و نفسيتهُ و حرية اختياره بل و كل شيء يتعلق بهِ

سيتربص المعقد كل فعل لمن حوله حتى آرائهِم ستكون آرائهُ هو

حتى و إن كانت تلك الآراء تخص الجنس الآخر أي من الصعب أن يتعمق بها و يراها مثلما الجنس الآخر يراها

سيسيطر على كل شيء ليثبت لنفسهِ أنه كامل ناجح و لا ينقصهُ شيء

و دائماً من يمتلك تلك العقدة قد يكون ذو شخصية نرجسية

و ما هى النرجسية إلا البحث عن الكمال حتى و إن كنت فارغاٍ من الداخل.

أي أن لا يوجد اختلاف كبير بين النقص و النرجسية.

في نهاية تلك الدوامة هل يوجد حل؟

بالطبع! ، و لكن...
و هل يرى المعقد أو النرجسي أنه ينقصهُ شيء؟

حتى و إن كان يعلم بين طيات نفسهِ لن يبوح لأحداٍ بما يعلمهُ

أي أنه لن يزور طبيباً نفسياً من وراء من حولهُ

و لكن هكذا لن يعلم أحد، لماذا لن يفعل؟!!

كي لا يثبت لنفسهِ أنه ناقص

و هنا قد نرى ذلك المريض و كأنه أم قد فقدت أبنها، عاشقة قد فقدت حبيبها، ينكرون كل ما يحدث حولهم، آملين أن يعود المفقود و أنهم يحلمون.

في النهاية كل شيء يرجع لمن يمتلكهُ ، أي المريض فقط هو من يستطيع مساعدة نفسهُ

اما من يعيش مع مريض النقص فلا يوجد مفر سوا المضي قدماً بعيداً عن ذلك الشخص

هو ضحية!
و لكنهُ مثل وباء مسمم ينتشر في حياة من حولهِ خصوصاً إن كانت الترابط بينهم عائلي.

Sufferingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن